الحرب الأوكرانية وانعكاساتها على القضية السورية
المحتويات
- المقدمة
- السياسة الخارجية بين التخطيط وردود األفعال
- ما الذي تريده روسيا؟
- قيادة طموحة وغرب متراجع
- بوتين ومعضلة الجبان
- األوكرانيون هم من صنع الحدث
- سيناريوهات نهاية الحرب
- وماذا عن القضية السورية؟
- نتائج وتوصيات
المقدمة
في الرابع والعشرين من شهر شباط 2022 م أمر الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” بغزو أوكرانيا من قبل القوات المسلحة الروسية جوا وبرا وبحرا، وأوكرانيا البلد الديمقراطي الأوروبي الذي يبلغ عدد سكانه 44 مليون نسمة هي إحدى دول الاتحاد السوفييتي السابق، والتي حصلت على استقلالها وانفصلت عنه عام 1991م. وحتى العام 2014 حافظت الدولتان على علاقات وثيقة فيما بينهما وكانت روسيا تعتبرها جزء من مجال تأثيرها وتنتهج نسخة حديثة من سياسة بريجنيف، التي تنص على أن تكون لأوكرانيا “سيادة محدودة”، كما حصل مع وارسو عندما كانت ضمن مجال التأثير السوفييتي. لكن الثورة الأوكرانية في 2014 التي أطاحت بالرئيس فيكتور يانوكوفيتش وحكومته جعلت العلاقات تسير باتجاه آخر، تظاهر محتجون معظمهم ينتمي للقومية الروسية اعتراضًا على الأحداث الجارية في كييف وطلبًا للمزيد من التكامل مع روسيا، بالإضافة إلى حكم ذاتي موسع أو استقلال للقرم عن أوكرانيا. على الجانب الآخر تظاهرت جماعات إثنية أخرى لتأييد الثورة. على إثر ذلك، احتلت روسيا شبه جزيرة القرم وأعلنت ضمها لروسيا وأصبحت العلاقة متوترة بين البلدين إلى أن وصلت إلى ما وصلت إليه الآن. ومنذ اللحظات الأولى لإعلان الحرب بدأ السوريون بربط ما يحدث في أوكرانيا بقضيتهم المستعصية عن الحل، وامتزجت التحليلات بالرغبات والأماني معبرة عن تفاؤل ارتفعت وتيرته مع ما تناقلته وسائل الإعلام من أخبار تفيد بتعثر الحملة العسكرية الروسية، وقد تجلى ذلك بكل وضوح من خلال الاحتفالات التي أقامها السوريون في الذكرى الحادية عشر لانطلاق ثورتهم.