قراءة في حدث

زيارة وزير الدفاع الروسي إلى سوريا

أفادت وزارة الدفاع الروسية في بيان أصدرته يوم الإثنين،23/3/2020  بأن وزير الدفاع الروسي “سيرغي شويغو” قام بزيارة إلى سوريا بتوجيه من الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين”، دون الإشارة إلى موعدها الدقيق.

وذكر البيان أن “شويغو” أجرى في دمشق محادثات مع الأسد، شملت “مناقشة مسائل ضمان نظام وقف مستدام للأعمال القتالية في منطقة إدلب لخفض التصعيد، وإرساء الاستقرار في باقي أراضي سوريا، وكذلك جوانب مختلفة للتعاون العسكري التقني بينهما. فما هي النقاط الأساسية التي يمكن استنتاجها من هذه الزيارة؟

أولا: طبيعية الوفد العسكرية توحي بأن ما تم تناوله أساسا هو مواضيع أمنية عسكرية بالدرجة الأولى. وعليه، يمكن استنتاج أحد الخيارين: إما العمل للتجهيز لجولة تصعيد عسكرية جديدة، وهو أمر وارد، ولكنه ضعيف نتيجة لعدة عوامل سياسية وعسكرية. وإما أن روسيا تقوم بتنسيق الخطوات اللازمة مع النظام لتنفيذ اتفاق إدلب الأخير الذي تم توقيعه مع تركيا وتثبيت خطوط التماس الحالية لإفساح المجال لتركيا بتنفيذ تعهداتها، وفي حال عدم تنفيذ التعهدات يمكن حينها مناقشة خيارات بديلة.

ثانيا: في حضور علي مملوك – وهو نائب بشار الأسد للشؤون الأمنية ورجل الأسد الأول على مستوى الحراك الخارجي وعقد الصفقات – ما يشير الى أن الوفد قام بطرح مسائل تتعلق بالمسار السياسي، وآخر التوافقات الدولية المحتملة، والتي يمكن أن يكون في أول نقاطها تفعيل اللجنة الدستورية في الفترة القادمة، كما يتلمس أيضا، أن هناك تخوف روسي من انفلات الوضع الأمني الداخلي لدى النظام نتيجة زيادة تطور الأحداث في درعا أو انتشار وباء كورونا.

ثالثا: إجراء وزير الدفاع الروسي والوفد المرافق له فحوص السلامة من كورونا بعد اجتماعهم مع أعلى شخصيات مسؤولة في النظام؛ مؤشر واضح على أن سورية باتت تحت خطر كبير جدا كبؤرة تفشي للوباء، وقد يكون من الطبيعي أن يجري الوفد هذا الفحص، ولكنه من غير الطبيعي أن يتم تصوير ونشر الفيديو الخاص بذلك وكأن الوفد كان موجودا في بؤرة إصابة.

رابعا: تركيز النظام في المحادثات على موضوع العقوبات الاقتصادية والنفط في المنطقة الشرقية؛ يعتبر مؤشر إضافي على أن النظام بات مفلسا ماليا، وهو لن يستطيع مواجهة أي تحد قادم.

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى