أبحاث

الدبلوماسية الموازية ودورها في الثورة السورية

المقدمة

ظهر مصطلح البارادبلوماسي (Paradiplomacy): الدبلوماسية الموازية مطلع ثمانينيات القرن العشرين ضمن حقل التحليل السياسي المقارن للدول الفيدرالية، خاصة فيما يتعلق بالعلاقات بين الحكومات الفيدرالية والدول الموحدة، وتحديدا بمسائل إدارة الشؤون الخارجية. ومع تزايد حركة الاعتماد المتبادل في العلاقات الدولية خلال العقدين الأخيرين من القرن العشرين تزايد تدفق العلاقات التي تقوم بها الحكومات ما دون الدولة في المجال الدولي لإدارة شؤونها الخارجية نتيجة للتغييرات الحاصلة على مستوى الدولة والنظام الدولي.

في الوقت الحاضر، لم يعد النشاط الدولي للفواعل أو الوحدات دون الدولة يقتصر على الدول الفيدرالية، بل امتد ليشمل الدول الموحدة ذات الأنظمة المركزية. ومع الوقت، أصبحت بعض الحكومات توظف قنوات خلفية موازية لقنوات الدبلوماسية التقليدية للضغط على صناع القرار وقادة الرأي في دول أخرى لتحقيق مكاسب سياسية أو اقتصادية، وغالبا ما تدار هذه القنوات الخلفية عبر “جماعات الضغط” و”شركات العلاقات العامة”، والتي تقوم بدورها بتوظيف الدعاية السياسية لتمرير خطاباتها والتأثير في الجمهور المستهدف من خلال إقامة علاقات معقدة الوجوه والدروب مع وسائل الإعلام.

في أحوال أخرى، عندما تشتد حدة الصراع سواء بين الدول فيما بينها، أم عندما يكون الصراع بين نظام سياسي وخصومه السياسيين لا تكتفي بعض الأطراف بتلميع صورتها، بل تمتد أنشطتها لتشويه صورة الخصم وشيطنته، وهو ما تجلى أثناء الحرب الباردة بين الغرب والاتحاد السوفييتي سابقا. وأحيانا توظف الدول وكالات العلاقات العامة والدعاية السياسية لتغيير أنظمة سياسية أو تبرير تدخلات عسكرية خارج الحدود.

منذ انطلاقتها الأولى، جند النظام السوري كل طاقاته الإعلامية والدعائية لتشويه صورة الثورة السورية لتبرير محاولات سحقها من خلال استخدام القوة المفرطة. ونتيجة لقلة المعرفة لدى الجهات التي تبوأت مواقع الصدارة في الثورة السورية، ظل النظام في السنوات الأولى من عمر الثورة يسرح ويمرح وحيدا في هذا الملعب، بينما كان الثوار يتلقون بعض الصدمات من هنا وهناك دون العثور على تفسير لها سوى من خلال “نظرية المؤامرة”. استمر هذا الوضع إلى أن بدأ بعض السوريين في بلدان المهجر، خصوصا في الولايات المتحدة الأمريكية، بتنظيم أنفسهم وتسخير خبراتهم التي اكتسبوها في تلك البلدان لمجارات النظام السوري في ميدان الدبلوماسية الموازية، وقد تحصل كلا الطرفان على مكاسب مهمة من خلال الانخراط في تلك الأنشطة.

مشكلة البحث

رغم تعامل النظام السوري مع الثورة السورية بقسوة مفرطة وارتكابه شتى أنواع الجرائم التي يندى لها جبين الإنسانية، استطاع أن يجد بعض المؤيدين من إعلاميين وباحثين وكتاب أعمدة في صحف غربية، وحتى بعض البرلمانيين والدبلوماسيين، فهل هؤلاء من الحاقدين سلفا على الشعب السوري، أم أن الأنشطة المشبوهة للنظام السوري، أو ما يسمى “الدبلوماسية الموازية” كانت خلف ذلك؟

لمعالجة هذه الإشكالية ستسعى الدراسة للإجابة عن الأسئلة التالية:

  1. ما المقصود بالدبلوماسية الموازية؟
  2. ماهي أبرز النماذج التي قام بها النظام السوري من جهة وقوى الثورة والمعارضة من جهة أخرى وتندرج ضمن مسمى الدبلوماسية الموازية؟ وكيف يمكن تقييم أثر هذه النماذج؟

منهجية البحث

سوف تقوم الدراسة باتباع منهجية تعتمد التعريف بمفهوم الدبلوماسية الموازية ومقارنتها بالدبلوماسية التقليدية، ومن ثم التطرق لبعض الأنشطة التي قام بها النظام السوري من جهة وقوى الثورة والمعارضة من جهة أخرى. لذلك، فالمنهج المقارن سوف يكون حاضرا في كافة خطوات الدراسة.

أهمية الدراسة

تأتي أهمية الدراسة من خلال تسليطها الضوء على بعض الأنشطة التي كان لها تأثيرا مهما في مسيرة الثورة السورية، ومن كونها تقدم تفسيرا لبعض الظواهر التي تبدو غير مفهومة في بيئة تفتقر إلى المعلومة، ولعل الأهم هو لفت انتباه قوى الثورة والمعارضة إلى هذا النوع من الأنشطة لأهميته البالغة، سواء من خلال ممارسته، أو من خلال تشجيعه.

الصعوبات

لم يجد الباحث دراسات سابقة تتطرق إلى هذا الموضوع، ولم توجد المراجع الكافية لإنجازها بالشكل الأمثل. لذلك، تركزت الصعوبة في نقص المراجع ونقص الوثائق الرسمية التي يمكن للدراسة أن تستند إليها فيما حاولت دراسته.

مخطط الدراسة

  • المقدمة
  • المبحث الأول: الدبلوماسية الموازية وأنشطتها
    • المطلب الأول: الدبلوماسية والدبلوماسية الموازية
    • المطلب الثاني: أنشطة الدبلوماسية الموازية
  • المبحث الثاني: الدبلوماسية الموازية ودورها في الثورة السورية
    • المطلب الأول: الدبلوماسية الموازية عند النظام السوري
    • المطلب الثاني: الدبلوماسية الموازية لدى قوى الثورة والمعارضة
  • الخاتمة والنتائج

———— انقر هنا لتحميل الدراسة كاملة بصيغة PDF ————

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى