تأثير لجان الصلح المحلية على تسوية النزاعات في مناطق سيطرة المعارضة
«لجنة رد الحقوق المشتركة في عفرين» نموذجاً
مقدمة:
القواعد الناظمة للحياة التي وضعها الله عز وجل ماضية في البشر وتحكم سير الحياة في الأرض، ومنها سنة التدافع ومن ضمنها النزاع، وهو سمة من سمات المجتمع الإنساني، فالاختلاف حول المصالح والرؤى طبيعي بين البشر، والأسباب وراء ذلك متعددة ومختلفة ما بين طموح ورغبة في مراكمة المكاسب وتحقيق المصالح، وما بين الحفاظ عليها وحمايتها.
تتعدد آليات حل النزاعات بين الآليات الرسمية عبر السلطة الحكومية الممثلة بالأجهزة القضائية وغير الرسمية تتخذ شكلاً مميزاً عن السلطة الحكومية ولا تتبع لها مباشرة وتكون أكثر شعبية تمارس غالباً عن طريق لجان ووجهاء محليين.
وقد أوجدت المجتمعات خلال مسارها التاريخي آليات متنوعة لحل النزاعات برزت اللجان فيها كآلية فاعلة في حل النزاعات وحظيت هذه الممارسات بقبول اجتماعي وتبحث الورقة في دوافع التجاء الناس إلى اللجان الصلح المحلية (لجنة رد المظالم) وتأثير ذلك على مؤسسات الحكومية وسلطتها.
وعليه وتسعى هذه الورقة إلى إزالة الغموض عن دور لجان الصلح المحلية في تسوية النزاعات «لجنة رد الحقوق المشتركة في عفرين» كنموذج لحل النزاعات في الشمال السوري الخارج عن سيطرة النظام ولمعالجة هذه الإشكالية تسعى الورقة إلى الإجابة على الأسئلة التالية:
- كيف يمكن تحديد العوامل الدافعة لتشكيل التجمعات غير الرسمية لحل النزاعات؟
- كيف يمكن تحديد أثار عمل اللجنة على عمل الأجهزة الرسمية؟
- كيف يمكن تحديد عوامل استمرار ونهاية الدور الوظيفي للجان الصلح؟
كما تسعى الورقة إلى اختبار الفرضية التالية
إن الاعتماد على لجان الصلح المحلية في حل النزاعات مؤشر على ضعف الأجهزة الرسمية في فرض الأمن وتحقيق العدالة.
وستعتمد الورقة أداة البحث المقابلة حيث تم عقد لقاءات مع كلا القائمين على اللجنة وعدد من المستفيدين من اللجنة.