إعادة الإعمار في الحالة السورية من النهج الشامل إلى النهج المحلي
تعتبر عملية إعادة الاعمار من الأدوات الرئيسية المساعدة في عملية تسوية الصراعات وإنهائها، وعادة ما ارتبط النهج التقليدي لعمليات إعادة الإعمار بالوصول إلى تسوية سياسية شاملة، حيث تشكل عملية إعادة الإعمار إحدى أركان تلك التسوية ، ولكن في الحالات التي يدخل فيها الصراع مرحلة التجميد المديد زمنياً من دون حل نهائي، فإن ذلك التجميد يطال عملية إعادة الإعمار، لذلك يتم العمل على استراتيجيات وسيطة مثل استراتيجية الاستجابة الإنسانية والتعافي المبكر، ولكن تبقى هذه الاستراتيجيات قاصرة عن معالجة تداعيات الصراع على المجتمعات المحلية.
من هنا تسعى هذه الورقة البحثية إلى اقتراح نهج جديد ينطلق من البعد المحلي كمدخل في تفعيل عملية إعادة الاعمار في المناطق الخارجة عن سيطرة عن النظام .
وفي هذا السياق تسعى الورقة إلى بحث الإشكالية التالية:
إن ربط عملية إعادة الاعمار بالوصول إلى تسوية سياسية شاملة، يخلق تكاليف كبيرة على المجتمعات المحلية الخارجة عن سيطرة النظام، ويجعل هذه المجتمعات تدفع تكلفة مضاعفة.
تسعى هذه الورقة لمعالجة تلك الإشكالية من خلال اقتراح نهج جديد قائم على المدخل المحلي كبديل عن النهج الشامل، واستكشاف الشروط الضرورية لتفعيل هذا النهج، انطلاقاً من فرضية مفادها:
إن «اعتماد النهج المحلي كمدخل في عملية إعادة الاعمار سيزيد فرص تسوية الصراع على المدى الطويل، ويقلل من فرص استفادة النظام وحلفائه من تفوقهم العسكري سياسياً واقتصادياً، وهي غاية محل توافق بين الدول الداعمة للمعارضة».
لقراءة البحث بشكل كامل يمكنكم تحميل النسخة الإلكترونية (اضغط هنا)