دولة الأسد بالمنظور الخلدوني “البقاء والزوال”
ملخص تنفيذي
سعت هذه الدراسة إلى الاستفادة من المنظور الذي قدمه ابن خلدون في تحديد أعمار الدول، لتطبيقه على نموذج دولة الأسد في سورية مستندة إلى عنصرين أساسيين في دورة حياة الدول:
الأول العصبة العصبية: وقد تم اعتماد المنظور الخلدوني لتفسير عوامل تماسك العصبة، مع توسعة هذه العوامل بإضافة عنصر الخوف الطائفي الذي طرحه باحثين معاصرين في تفسير استمرار العصبة العلوية في الوقوف خلف نظام الأسد، ومناقشة أثر الدور الروسي كعامل ضمان محتمل للعصبة العلوية بديلا عن عائلة الأسد.
الثاني: العامل الاقتصادي: وقد تم أيضا توسعة مفهوم العنصر الاقتصادي الذي اقترحه ابن خلدون والمتمثل بعوامل عناصر اقتصادية داخلية ليشمل الأثر المحتمل للعقوبات الاقتصادية التي فرضتها أمريكا من خلال قانون قيصر.
وقد توصلت الدراسة إلى أن فرص رحيل بشار الأسد، وبالتالي نهاية دولة الأسد تزداد طردا مع زيادة الانهيار الاقتصادي وزيادة ترسخ الدور الروسي كضامن بديل لدى العصبية الحاكمة، وتبقى هذه النتيجة صحيحة نسبيا، حيث أنه هناك عوامل أخرى سيكون لها تأثيراتها، وهي:
- أولا: أداور القوى الدولية الفاعلة في سورية.
- ثانيا: ترسخ الوجود للعصبيات الأخرى في سورية مع وجود دول ضامنة لهذه العصبيات.
- ثالثا: تشكل مراكز قوى جديدة داخل العصبية العلوية قادرة على قيادة العلويين للانفصال عن عائلة الأسد بحجة أهمية التحالف مع الروس وتجاوز عائلة الأسد كحل يحافظ على موقع العلويين في مستقبل سورية، ولتجاوز المعضلة الاقتصادية الحالية وتجاوز إرث العشر سنوات من الصراع.