مقالات

سورية في عام 2021… نقاط يجب علينا تتبعها

عندما تقترب كل سنة من الانتهاء دائما ما تتوارد العبارة ” إن شاء الله العام القادم يحمل الفرج لسورية وللسوريين”، ورغم أن هذه العبارة سيعاد تكرارها هذه السنة أيضا إلا أنه يتوقع بأن يكون حجم تكرارها قد يكون أقل من المعتاد فهل فقد السوريون الأمل في المستقبل؟ أم أن هناك عوامل أخرى قد تدفع بذاك الاتجاه؟

للإجابة عن هذا التساؤل دعونا نستعرض معا أبرز ملامح عام 2021 في نقاط سريعة كما يلي:

  • قُتل 3746 شخصاً في سوريا خلال عام 2021، في أدنى حصيلة سنوية منذ عام 2011، وفق ما أحصى المرصد السوري لحقوق الانسان.
  • حافظت الخريطة السورية على أطول ثبات نسبي في مناطق السيطرة وصل إلى 22 شهراً. ووفق مركز جسور للدراسات أنه في عام 2021 لم يكن هناك أيُّ تغيُّر في حدود السيطرة وخطوط التماسّ بين القوى المحلية على الأرض، وبقيت نِسَب السيطرة ثابتة كلياً بين أطراف النزاع في سوريّة، والتي تمَّ تسجيلها نهاية شباط/ فبراير 2020.
  • استقرار سعر صرف العملة السورية خلال عام 2021 وهو أقل عام شهد تغييرا في سعر صرف الليرة سورية منذ عام 2011
  • عام 2021 هو العام الأول الذي لا لم تشهد به سورية أي موجات نزوح داخلي كبيرة منذ عام 2011
  • استمرار موجات الهجرة من سورية لخارجها مع تصدر مناطق النظام هذه المرة الواجهة في حجم الافراد المغادرين نحو وجهات متعددة كان أبرزها بيلاروسيا ومصر والسودان والامارات.
  • جمود المسار السياسي حيث لم يعقد أي اجتماع ضمن مسار جنيف وانحصر الجهد على اللجنة الدستورية التي عقدت اجتماعين فقط هما الجولة الخامسة والسادسة واللتان لم تتمخضا عن أي جديد.
  • شلل عام تعاني منه مؤسسات الثورة والمعارضة السياسية منها والعسكرية حيث باتت كل هذه القوى تراوح في مكانها دون تقديم أي مشروع واضح.
  • استمرار التواجد العسكري الدولي المباشر من كل من أمريكا وتركيا وروسيا وإيران دون وضوح بأن هناك أفق قريب لانسحاب أي من هذه القوى، فحتى التوقعات بأن أمريكا كانت تنوى الانسحاب من سورية بعد الخروج من أفغانستان يبدو أنها توقعات غير دقيقة فالأمريكيين مازالوا يروا بأن وجودهم غير مكلف وضروري للوصول إلى تسوية مقبولة.
  • عجز القوى الدولية عن إحداث تغيرات جوهرية تعزز من موقعها نتيجة ميزان القوى الداعم لتثبيت خطوط السيطرة وليس تغيرها، فلا الروس استطاعوا إقناع تركيا بالانسحاب من المنطقة الجنوبية من إدلب ولا تركيا أقنعت أمريكا وروسيا بجدوى عملية عسكرية جديدة في شرق الفرات.
  • التحسن النسبي في المؤشر الأمني لجميع المناطق السورية وبشكل خاص المناطق المحررة نتيجة انخفاض مستوى القصف والعمليات الإرهابية كالتفجيرات والاغتيالات.
  • استمرار الأزمة الإنسانية، وفي مركزها الوضع الاقتصادي السيء الذي يرخي بظلاله على المواطن السوري نتيجة غياب أفق حل سياسي قريب يمكن أن ترتبط به عملية إعادة بناء برعاية دولية.
  • زيادة ارتباط القوى السوري المسيطرة بالدول الداعمة لها، ولذلك، زاد الاهتمام بطرق تفعيل هذا الترابط كي تعمل كل منطقة على تحسين الوضع العام فيها، وعليه بات من الضروري أن يتم العمل على تحسين الوضع العام بالمناطق المحررة بالتعاون مع تركيا وهو ما أفضى إلى نوع من الترابط العضوي الحتمي بين المناطق المحررة والوضع التركي، ولعل انهيار سعر صرف العملة التركية هو مؤشر عن مدى الترابط الحالي.

كل هذه النقاط وربما نقاط أخرى ترتبط معا بحلقة أساسية، وهي حلقة تجميد الوضع وإدخال القضية السورية بثلاجة تماثل درجات الحرارة فيها درجات الحرارة في أيامنا هذه، وبالتالي لم يعد المواطن السوري على امتداد الرقعة الجغرافية السورية يكترث كثيرا بنهاية عام وبداية عام؛ فهو يدرك بأن عام 2022 لن يحمل له تغيرات كبيرة، ولعل السؤال الذي يجب أن يصبح يشغل اهتمام السوريين وبشكل خاص القاطنين في المناطق المحررة: ماذا لو استمر الوضع الحالي إلى عشر سنوات أو إلى عشرين سنة قادمة؟ أليس من الأفضل أن يكون هناك رؤية واضحة للتعامل مع هذا السيناريو؟ وماهي أفضل الخيارات التي يمكن العمل عليها إذا ما كنا سنسير وفق هذا السيناريو؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى