تحليل مضمون خطاب المجتمع الثوري بعد عام 2011
ملخص تنفيذي
تولي الأطراف المتحاربة الجانب الإعلامي مزيدا من الأهمية خلال الحرب، إلا أن هذا لم يحصل من قبل الشخصيات والكيانات التي تصدرت المشهد الثوري، رغم الحاجة الملحة للتغيير الثقافي ولتوجيه الشارع والتواصل مع جمهور الثورة والتعبير عن مواقفها وبرامجها ونشاطاتها والدفاع عنها في مواجهة افتراءات الطرف الآخر. لذلك كان الخطاب الثوري ارتجاليا يفتقر إلى التنسيق ويفتقر إلى المغزى الذي يفترض أن يحتويه، وتكلمت الأغلبية منطلقة من ثقافتها الشخصية التي هي ثقافة معظم السوريين، والتي هي أيضا: ثقافة مكتسبة كانت السلطة قد شكلتها وصاغت معظم مفرداتها، وربما لا يكون من المبالغة القول إن السلطة كانت قد اختارت للسوريين حتى نمط التفكير. لذلك، كان الخطاب الثوري في جانب كبير منه مريحا جدا بالنسبة للنظام السوري، ومن خلال تحليل مضمون بعض جوانب هذا الخطاب يتبين أن قسما كبيرا من هذا الخطاب يمكن تصنيفه على أنه خطاب رديف لخطاب النظام السوري. فعلى صعيد الخطاب الموجه إلى الخارج يمكن القول إن هذا الخطاب، كانت فحواه استعداء الجميع وهو عكس المطلوب في هذا النوع من الخطاب. أما بالنسبة للخطاب الموجه إلى الداخل فلم يكن سوى توحيدا لجبة الخصم وزيادة في حدة الانقسام. ولم يكن الخطاب البيني سوى مدعاة لمزيد من الشرذمة والفرقة. وكذلك الأمر فيما يخص الحرب النفسية، فهي حرب نفسية على الذات أكثر منها حربا موجهة إلى الخصم.
وتتناول الدراسة بعض المعتقدات المنبثقة عن نظرية المؤامرة، والمروج لها من قبل النظام السوري، والتي أدى الإيمان بها والبناء عليها إلى مزيد من الفشل والإحباط واليأس من الخلاص. كما تناولت الدراسة قابلية التخلي عن بعض نظم الاعتقاد السلبية لدى الشعب السوري، وتوصلت إلى أن هذا الأمر ممكن بشرط وجود استراتيجية واضحة بهذا الخصوص.