التقارير الرصدية في عام 2020

التقرير الرصدي للفترة الواقعة بين 16 – 30 يونيو / 2020 .

يسعى هذا التقرير إلى رصد أهم المواقف للدول الفاعلة في الشأن السوري على المستوى الإقليمي والدولي من خلال رصد أهم التصريحات الرسمية واللقاءات والاتفاقيات ذات الصلة، مع تقديم رؤية تحليلية تساعد القارئ في تركيب صورة ذهنية مترابطة حول تطورات القضية السورية وماهية أدوار الدول.

الولايات المتحدة الأمريكية:

بعد أن أعلنت السفارة الأمريكية في دمشق عبر تويتر عن دخول قانون قيصر حيز التنفيذ، توالت تصريحات المسؤولين الأمريكيين للتعليق على هذا القانون وأهدافه. فالمندوبة الأمريكية في الأمم المتحدة قالت: إن عقوبات قيصر لا تطال الشعب السوري، بل النظام والفاسدين. فيما ذكر وزير الخارجية الأمريكي “بومبيو”: سنفرض عقوبات أكبر على النظام، ولن تتوقف حتى يوقف حربه الوحشية على الشعب السوري. هذا بعد أن كان قد أعلن فرض عقوبات على 29 شخصية وكيانا من بينها بشار الأسد وزوجته. وذكر بومبيو أن المستهدفين جزء من حملة مستمرة لممارسة ضغوط اقتصادية وسياسية على النظام السوري. وقال أيضا: حملة الضغط الاقتصادية والسياسية على النظام ستكون بالتعاون مع شركائنا الأوربيين.

هذا وذكر مسؤول في الإدارة الأمريكية: أوضحنا للمسؤولين اللبنانيين أننا لن نتساهل مع تهريب الوقود أو الدولار إلى سوريا. كما تم توجيه تحذير مشابه إلى حكومة الإمارات والمستثمرين الخليجيين. كما جاء عن الخارجية الأمريكية أن قانون قيصر والعقوبات الأخرى لا تستهدف المساعدات ولا تعوق الاستقرار في شمال شرقي سوريا. ومؤخرا ذكر وزير الخارجية الأمريكي التالي: عقوباتنا على نظام الأسد أظهرت نتائج إيجابية ونأمل أن نتمكن من تحقيق تقدم في جهود إعادة اللاجئين.

روسيا:

قال المندوب الروسي في مجلس الأمن إن القرار 2254 يتضمن احترام سيادة سوريا، وندعو من يطالب به احترام ذلك. وأضاف أن المساعدات الإنسانية واستخدام السلاح الكيماوي، تحولا وسيلة ضغط على روسيا. وسنواصل العمل مع تركيا وإيران ضمن إطار أستانا. أما نائب وزير الخارجية الروسي، وتعليقا على العقوبات التي رافقت دخول قانون قيصر حيز التنفيذ فقد قال: العقوبات غير قانونية، ولا أحد يقدر أن يمنع موسكو ودمشق من التعاون في كافة المجالات.

وفي خبر آخر أعلنت روسيا انسحابها من ترتيب طوعي تقوده الأمم المتحدة لحماية المستشفيات وشحنات المساعدات الإنسانية في سوريا من استهداف الأطراف المتحاربة لها.

كما التقى نائب وزير الخارجية الروسي “ميخائيل بوغدانوف” بمعاذ الخطيب في الدوحة، وكان محور الاجتماع مناقشة سبل الحل السياسي.

تركيا:

 جاء عن وزير الخارجية التركي “مولود جاويش أوغلو” : من الممكن أن تجري ترتيبات جديدة حسب الوضع الجديد في المنطقة. أي، بعد إقامة المنطقة الآمنة هناك. تسعى أنقرة الآن إلى تحويل منطقة إدلب إلى منطقة آمنة وتناقش هذا الموضوع حالياً. سيفكر جيشنا بطريقة استراتيجية وسيتمركز بشكل مختلف في المنطقة حسب الحاجة للمراقبة. الجيش التركي ووزارة الدفاع وأجهزة الأمن المعنية هم من سيقررون أين ستتمركز نقاط المراقبة وكيف وأين سيعمل الجنود الأتراك والاستخبارات في المنطقة بعد بسط الأمن في المنطقة، ولكن حالياً يواصلون عملهم في أماكن تمركزهم.

أما متحدث الرئاسة التركية “إبراهيم قالن” فقد ذكر أن وقف أطلاق النار في إدلب ما زال مستمرا رغم الاستفزازات. ونظام الأسد فقد شرعيته والولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وإيران لم تتعاط مع المسألة السورية إلا من أجل مصالحها الإقليمية.

هذا فيما استمرت التعزيزات العسكرية التركية بالقدوم إلى إدلب، بالتزامن مع الاستمرار في تسيير الدوريات المشتركة.

مؤتمر بروكسل:

عقد مؤتمر “بروكسل الرابع” حول سوريا في 30 حزيران/يونيو، على مستوى الوزراء، باستخدام تقنيات الاجتماعات الافتراضية.، وأعلن مفوض إدارة الأزمات في الاتحاد الأوروبي، جانز ليناريتش، أن الأطراف المشاركة في مؤتمر بروكسل الرابع تعهدت بتقديم 6.9 مليارات يورو لدعم اللاجئين السوريين.

مناطق النظام:

ظهر وليد المعلم في مؤتمر صحفي عقب صدور قائمة العقوبات الأمريكية المرافقة لبدء سريان قانون قيصر، وأهم ما جاء في تصريحاته التالي:

  • العقوبات هي حملة لاستهداف لقمة عيش المواطن السوري، وفتح الباب لعودة الإرهاب كما في عام 2011.
  • لا أقلل من قانون قيصر، ولكن نحن معتادون على التعامل مع العقوبات منذ عشرات السنين.
  • التحديات ليست سهلة لكنها ليست مستحيلة.
  • نرفض أي تدخل خارجي بعمل اللجنة الدستورية.
  • نحن في تحالف وثيق مع روسيا، والموقف الروسي الداعم لسوريا مستمر وهناك تشاور شبه يومي مع موسكو.
  • الوفد الإيراني الذي زار دمشق قبل أيام أكد أن بلاده لن تترك سوريا وحدها.
  • سوريا لديها حلفاء وأصدقاء وكل من يعارض قانون قيصر هو صديق.
  • بشار سيبقى طالما يريد الشعب السوري بقاءه، وهدف قانون قيصر التأثير على الانتخابات المقبلة.

وفي أخبار أخرى مرتبطة بالنظام، جاء ما يلي:

  • محكمة فرنسية تدين رفعت الأسد بغسيل الأموال وتحكم عليه بالسجن 4 سنوات ومصادرة جميع ممتلكاته في فرنسا.
  • اعتصام عدد من النساء أمام مبنى السرايا في مدينة السويداء للمطالبة بالإفراج عن معتقلي المظاهرات.
  • خرجت عدة مظاهرات في درعا تطالب بالحرية وإسقاط النظام.
  • مقتل 15 عنصرا من اللواء الثامن التابع للفيلق الخامس المدعوم من روسيا شرقي درعا نتيجة انفجار عبوة ناسفة في باص كانوا يستقلونه.
  • مقاتلون من الفيلق الخامس يسيطرون على عدد من الحواجز التابعة لعصابات الأسد.
  • تمزيق صور بشار الأسد في بلدة صيدا بريف درعا الشرقي.

أما بخصوص وباء كورونا فحسب مصادر النظام بلغ عدد الإصابات 269 إصابة حتى تاريخ إعداد هذا التقرير، فيما لم تزل المناطق المحررة خالية تماما من أية إصابة.

رؤية تحليلية:

العنوان الطاغي خلال الفترة الماضية؛ كان التداعيات المحتملة لقانون قيصر. فالنظام حاول جاهدا استيعاب الصدمة المتوقعة من القانون من خلال المحافظة على سعر صرف الدولار، ولكن يظهر واضحا من تحركات روسيا وتصريحاتها بأنها تشعر بالثقل المتوقع للقانون، وتسعى للتخفيف من حدته من خلال الترويج لفكرة رعايتها للحل السياسي في سورية. أما على مستوى تركيا فيبدو أن تركيا تسعى إلى ضمان مستقبل المنطقة الشمالية من سورية بعيدا عن تعقيدات التغيرات السياسية المتوقعة في حال حدوثها، وبما يضمن وجود تركي فاعل في أي طرح سياسي قادم.  

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى