التقارير الرصدية في عام 2021

التقرير الرصدي للنصف الثاني من شهر كانون الثاني – يناير 2021

يسعى هذا التقرير إلى رصد أهم الأحداث والمواقف للدول الفاعلة في الشأن السوري على المستوى المحلي والإقليمي والدولي من خلال رصد أهم التصريحات الرسمية واللقاءات والاتفاقيات ذات الصلة، مع تقديم رؤية تحليلية تساعد القارئ في تركيب صورة ذهنية مترابطة حول تطورات القضية السورية وماهية أدوار الدول.

أولا: أبرز التصريحات حول سوريا

قالت سفارة أمريكا في سوريا من خلال صفحتها على تويتر: “تدعم أمريكا الحوار الكردي-الكردي وتتطلع إلى استمرار تقدمه. هذه المناقشات تدعم وتكمل العملية السياسية الأوسع بموجب قرار مجلس الأمن 2254 نحو تأمين مستقبل أكثر إشراقا لجميع السوريين.” وتحدث المبعوث الأمريكي السابق إلى سوريا جيمس جيفري مقدما النصح إلى الإدارة الجديدة بقوله: سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الشرق الأوسط أعطت “نتائج واضحة” ويجب عدم تغييرها من قبل الرئيس المنتخب جو بايدن. ترامب أوضح أنه سيدعم الأعمال العسكرية الإسرائيلية والتركية ضد إيران وروسيا في سوريا وسيعتمد بشكل أساسي على دول الخليج والأردن والعراق وإسرائيل للوقوف في وجه طهران. وستكمل الولايات المتحدة بدورها هذه الجهود عسكرياً عند الضرورة من خلال بيع الأسلحة واستهداف “الإرهابيين” أو معاقبة بشار الأسد على استخدام الأسلحة الكيماوية. إدارة ترامب كانت حذرة بشكل عام من استخدام القوة العسكرية حرصاً على أرواح الجنود الأمريكيين ولكنها حين قررت التدخل استهدفت الأسد و”الجماعات الإرهابية” والمرتزقة الروس والميليشيات المدعومة من إيران. أما نائب رئيس بعثة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة “مارك كاساير” فقد قال: ستستمر الولايات المتحدة في دعم الشعب السوري إلى أن يحين الوقت الذي يتمكن فيه السوريون من العودة إلى ديارهم طوعا بأمان وكرامة. لقد كانت الأمم المتحدة واضحة في أن الظروف المواتية للعودة لم يتم تلبيتها حاليا في سوريا بل إنها في الواقع بعيدة المنال. ونحن نعارض أي جهود للضغط على السوريين للعودة إلى ديارهم قبل استيفاء هذه الشروط، وإن الحل الدائم للصراع السوري الذي يساعد في تمهيد الطريق لعودة مستدامة للاجئين ممكن فقط من خلال العملية السياسية المحددة في قرار مجلس الأمن رقم 2254.

أما التصريحات الروسية بخصوص القضية السورية فقد اقتصرت على تصريح  وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف موجها حديثه إلى الولايات المتحدة بقوله: لن نخوض أي اشتباكات مسلحة مع القوات الأميركية في سوريا، وعلى واشنطن عدم استخدام القوة ضد مواقع “النظام السوري”. لدينا اتصالات مع الولايات المتحدة عبر القنوات العسكرية ليس لأننا نعترف بشرعية وجودها هناك ولكن ببساطة لأنها يجب أن تتصرف في إطار معين. وأضاف لافروف: نتواصل مع إسرائيل بشكل وثيق وندعوها لوقف الاعتداءات على الأراضي السورية واللبنانية. لا نريد أن تستخدم أراضي سوريا ضد إسرائيل أو ساحة للصراع بينها وإيران، وإذا كانت إسرائيل ترى تهديدات لأمنها صادرة من أراضي سوريا فنطلب منها تقديم معلومات تثبت لنا ذلك، ونحن مستعدون لحماية إسرائيل من أي خطر ينطلق من سورية.

واقتصرت التصريحات التركية على تصريح وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو حول أعمال اللجنة الدستورية بقوله: الجولة الخامسة لاجتماعات اللجنة الدستورية السورية في جنيف ستبدأ بمناقشة المضامين الدستورية بعد الاتفاق على جدول الأعمال من قبل النظام والمعارضة.

من جهة أخرى، أدلت نائبة رئيس بعثة المملكة المتحدة إلى الأمم المتحدة “ميريام شيرمان” بتصريح حول سوريا أهم ما جاء فيه: المملكة المتحدة تدعم حق اللاجئين في العودة إلى ديارهم طواعية بأمان وكرامة ومن الواضح أن الظروف الحالية التي خلقها النظام تمنع ذلك. يجب أن يكون التركيز الآن على إنهاء هذا الصراع المدمر والسعي لتحقيق سلام مستدام للشعب السوري. وكذلك صدر عن سفير بريطانيا في الأمم المتحدة “جوناثان آلن” خلال جلسة إحاطة بمجلس الأمن تصريح مطول جاء فيه: مع اقتراب الصراع في سورية من عامه الحادي عشر تستمر الأوضاع في التدهور. إن المساعدات التي تدخل عن طريق باب الهوى لم تكن يوما أكثر أهمية مما هي الآن، والحاجة لتجديد التفويض بعبور الحدود في الصيف ما زالت قوية. وأضاف “جوناثان”: لا يُمكن أن يطرأ تحسن على الوضع الإنساني إلا بانخفاض العنف. وإن التسوية السياسية بموجب قرار مجلس الأمن رقم 2254 الذي تبناه هذا المجلس بالإجماع هي أفضل وسيلة لحل الأزمات المتعددة في سوريا، وبدون دستور جديد لن يكون بالإمكان إجراء انتخابات حرة ونزيهة تشمل كافة السوريين بمن فيهم الشتات بموجب قرار مجلس الأمن 2254. إن خطط إجراء انتخابات وفقا للدستور القديم سوف تتعارض مع العملية السياسية لهذا المجلس والمملكة المتحدة لن تعترف بأية انتخابات لا تكون حرة ونزيهة. إذا أراد النظام عودة اللاجئين فعليه أن يضمن توفير الظروف المنصوص عليها في الفقرة 14 من القرار رقم 2254. يلوم النظام والروس العقوبات الغربية بأنها السبب في انهيار الاقتصاد في سوريا لكن النظام قد دمّر اقتصاده بنفسه من خلال المحسوبية والفساد وتمويل العنف الوحشي ضد شعبه. إن العقوبات البريطانية تستهدف الأفراد من النظام المسؤولين عن معاناة المدنيين كما تمنع الذين يدعمون النظام ويستفيدون منه من دخول المملكة المتحد، ومن تحويل الأموال من خلال بنوكها والاستفادة من اقتصادها، أما الأغذية والأدوية فهي لا تخضع للعقوبات وتوجد إعفاءات للمساعدات الإنسانية والمواد المتعلقة بالاستجابة لجائحة كوفيد-19. إن السبيل إلى رفع العقوبات واضح وصريح فبدلا من اعتراض مواد الإغاثة الإنسانية وقصف المدارس والمستشفيات واعتقال أفراد الشعب وتعذيبهم، على النظام الاستجابة لنداءات شعبه.

أما الممثل البريطاني الخاص إلى سوريا “جوناثان هارجريفز” فقد قال: أظهرت تركيا كرما لا مثيل له في دعم ملايين اللاجئين السوريين، وناقشنا اليوم الحاجة إلى بذل جهود متواصلة لدعم تركيا في تقاسم هذه المسؤولية ونؤكد التزامنا بالعودة الطوعية والآمنة والكريمة للاجئين، ويجب على المجتمع الدولي تزويد السوريين بالدعم الإنساني وضمان الوصول غير المقيد للمساعدات لـ 13 مليون سوري يحتاجون إليها، ويجب أن يشارك نظام الأسد بشكل هادف في المناقشات الدستورية وأن يتوقف عن إعاقة التقدم. وأضاف، لا يوجد حل عسكري في سوريا يجب على النظام وداعميه دعم خارطة الطريق السياسية المحددة في القرار 2254 والبدء في صياغة دستور جديد.

أخيرا، مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا غير بيدرسن يقول: الانتخابات الحرة والنزيهة التي ستجرى بموجب دستور جديد في سوريا تحت إشراف الأمم المتحدة تبدو “بعيدة في المستقبل”، والعملية السياسية لم تحقق بعد تغييرات حقيقية في حياة السوريين ولا رؤية حقيقية للمستقبل. لا توجد محادثات سياسية بين السوريين إلا على المسار الدستوري. لا يمكن لأي جهة فاعلة أو مجموعة من الجهات الفاعلة فرض إرادتها على سوريا أو تسوية النزاع يجب أن يعملوا معاً. ما حققناه حتى الآن مخيبا للآمال ونحن بحاجة إلى إحراز تقدم حقيقي. نأمل أن يكون هناك حوار حقيقي مع الإدارة الأمريكية الجديدة للمساعدة في حل الأزمة السورية.

وفي تصريحه الآخر عقب نهاية محادثات الجولة الخامسة من أعمال اللجنة الدستورية قال بيدرسن: بيدرسون: لا يمكننا أن نواصل اجتماعات اللجنة الدستورية الخاصة بسوريا دون تغيير طريقة العمل. لم يتم إحراز تقدم خلال اجتماعات اللجنة الدستورية السورية في جنيف. أود الذهاب إلى دمشق وسأجتمع مع الأتراك والروس والأمريكان والعرب. لقد أجرينا اجتماعات جيدة مع روسيا وتركيا وإيران وسنستمر بذلك، ولا يوجد موعد محدد للجولة التالية للجنة الدستورية.

وفي خبر ذي صلة، أعلنت تركيا وإيران وروسيا الدول الثلاث الضامنة لمسار “أستانة” بخصوص سوريا، عقد القمة الدولية الخامسة عشرة، في مدينة سوتشي الروسية يوما 16 – 17 فبراير/ِ شباط المقبل، جاء ذلك في بيان مشترك صادر عن الدول الثلاث، الخميس، حول المشاورات التي جرت على هامش الجولة الخامسة من اجتماعات اللجنة الدستورية السورية، المنعقدة في مدينة جنيف السويسرية. وأعرب البيان عن ترحيبه بالاجتماع الخامس للجنة صياغة الدستور التابعة للجنة الدستورية السورية في جنيف السويسرية. وأكدت الدول الثلاث استعدادها لدعم عمل اللجنة من خلال تواصلها المستمر مع المندوبين السوريين ومع المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سوريا، غير بيدرسن، لضمان عمل اللجنة بشكل مستدام وفعال.

كما شدد البيان على أن “اللجنة الدستورية التي أنشئت في جنيف نتيجة للمساهمة الحاسمة من ضامني أستانا، وتنفيذ قرارات مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي، لعبت دورًا هامًا في دفع العملية السياسية التي تدار وفق قرار مجلس الأمن الدولي، رقم 2254، بتيسير من الأمم المتحدة، وبقيادة السوريين”.

ثانيا: الحراك السياسي

الائتلاف الوطني السوري يقول من خلال بيان صادر عنه: إن هجمات النظام وحلفائه على إدلب ومناطق خفض التصعيد جرائم حرب ممنهجة. وإن القصف المستمر ومحاولات التسلل المتكررة وتحركات طيران الاستطلاع هي حملة منظمة للتصعيد من أجل إعادة مناخ القتل والتهجير وفرضها على الواقع الميداني مجدداً. الصمت الدولي عن هذا التصعيد يعطي رسائل خاطئة للنظام وحلفائه ستشجعه على مزيد من الإجرام وعلى متابعة انتهاكاته وخروقاته للتفاهمات والاتفاقات. نطالب المجتمع الدولي باتخاذ موقف حازم يدين الجرائم والخروقات والانتهاكات التي تهدد بشكل جدي الوضع على الأرض وتفتح آفاق التصعيد على المجهول. لا بديل اليوم عن تحرك دولي فاعل لإعادة فرض اتفاق وقف إطلاق النار ومنح الأولوية الكاملة للحل السياسي وفق جدول زمني محدد وحسب قرارات مجلس الأمن الدولي.

وقد وجه الائتلاف الوطني رسالة إلى جو بايدن. وقوى سياسية سورية معارضة وشخصيات وطنية متنوعة الاتجاهات أطلقت حملة محلية وعالمية لتنبيه المجتمع الدولي على خطورة بقاء بشار الأسد في السلطة. والرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطية رياض درار يعلن عن استعداد “مسد” للعمل المشترك مع جميع منصات المعارضة السورية وقواها السياسية لمواجهة الاستحقاقات السورية معاً.

وفي خبر منفصل، معلومات أفادت بأن وفداً من النظام التقى آخر إسرائيلياً برعاية روسية في قاعدة حميميم لبحث سبل إخراج ميليشيات إيران من سوريا، إلا أن الخبر نفي من جهة النظام وقدم بصيغة أخرى من بعض المصادر.

وفي موسكو اجتمع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، مع وفد يمثل منصتي “موسكو” و”القاهرة”، المنضويتين ضمن “هيئة التفاوض السورية” عن المعارضة، وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا في مؤتمر صحفي: إن “الاجتماع تمحور حول تشجيع الحوار بين السوريين، لتعزيز التسوية السياسية في سوريا، على أساس قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254”.

وقبيل بداية أعمال اللجنة الدستورية قال الرئيس المشترك للجنة الدستورية السورية “هادي البحرة”: لا يمكن الاستمرار بأعمال اللجنة إن لم تبدأ بممارسة اختصاصاتها وتحرز نتائج ملموسة خلال فترة قصيرة. الأهمية الفعلية لهذه الدورة تكمن في إظهار مواقف الأطراف كافة ومن يعيق الأعمال ويضع العثرات وذلك ليمنع اللجنة من ممارسة ولايتها وإنجاز مهمتها. لا يمكن لأي عملية تفاوضية أن تنجح دون وجود طرفين راغبين في التوصل إلى حل يؤدي التنفيذ الكامل والصارم لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254. لا بد من إيجاد سبل أخرى لتمكين اللجنة الدستورية من إنجاز مهمتها خلال أشهر كحد أقصى وتفعيل العملية السياسية.

وخلال سير أعمال اللجنة قال عضو اللجنة الدستورية السورية “طارق الكردي” لوكالة الأناضول: وفد المعارضة السورية اقترح 10 مواد دستورية والنظام رفضها. النظام يصر على البقاء في مربع المماحكات والمناكفات دون تحقيق إنجاز. ننتظر من الأمم المتحدة دورها في الضغط على النظام للانخراط في العملية الدستورية.

وبعد الإعلان عن فشل المفاوضات؛ الرئيس المشترك لوفد المعارضة باللجنة الدستورية هادي البحرة في تصريح آخر يقول: رفض الطرف الآخر الدخول في المضامين الدستورية، واللجنة الدستورية لم تتمكن من بدء أعمالها المقررة بصياغة الدستور بعد 5 جولات. نطالب مجلس الأمن بضرورة تطبيق ما جاء في القرار 2254 حول صياغة دستور سوري، ونطالب مجلس الأمن بتحديد جدول زمني لإنجاز أعمال اللجنة الدستورية، وعلى مجلس الأمن أن يتحمل مسؤولياته في تنفيذ القرارات الدولية حول سوريا. قمنا بالتواصل مع كافة الدول المعنية ووضعناها في صورة تطور الأمور، ولا يوجد أي طرف يوجه أصابع الاتهام لقوى الثورة والمعارضة بأنها كانت سلبية أو تقوم بتعطيل عمل اللجنة الدستورية. هناك نظام عالمي غير عادل يتخذ قرارات لا يستطيع تنفيذها على أرض الواقع، والكرة الآن في الملعب الدولي بيد الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص بيدرسن لإطلاع مجلس الأمن على واقع عمل اللجنة، ونتطلع من مجموعة دول أستانة الداعمة للعملية الدستورية ولتنفيذ قرار مجلس الأمن 2254 في إطار الأمم المتحدة في الاجتماع القادم.

ثالثا: التطورات الميدانية

بداية يمكن سرد الأخبار المتصلة بالواقع الأمني على الشكل التالي:

  • اغتيال صهيب نواف الزعبي امام منزله من قبل مجهولين في مدينة طفس.
  • مقتل المدعو محمد حسين الفلاح (أبو الروس) متأثراً بإصابته قبل يومين نتيجة إطلاق النار عليه من قبل مجهولين في مدينة الصنمين.
  • اغتيال المدعو “وعد حسن الريني” أحد عناصر الفرقة الرابعة التابعة للنظام على يد مجهولين في بلدة سحم الجولان غربي درعا.
  • مقتل المدعو “محمد عدنان الجباوي” قائد أحد الفصائل المعارضة سابقاً بعد استهدافه بعبوة ناسفة في مدينة جاسم بريف درعا الشمالي.
  • انفجار صهريج في الشركة السورية لنقل النفط الخام بجوار شركة توزيع الغاز في حمص تسبب بحريق ضخم.
  • مقتل المدعو “مناضل الساعدي” أحد عناصر فرع الأمن العسكري على يد مجهولين في بلدة المزيريب غربي درعا.
  • مقتل (سليمان نزار المسالمة) المعروف (أبو ساكو) “بريف درعا الغربي وهو من العاملين مع ميليشيا فرع الأمن العسكري، حيث وجد مقتولاً في ريف درعا الغربي.
  • استهداف مقر المخابرات الجوية في بلدة صيدا الجولان من قبل الطيران الإسرائيلي.
  • حسب إعلام النظام: مقتل عائلة كاملة بالقصف الإسرائيلي على حماة، وصفحات موالية تقول: صواريخ الدفاع الجوي قتلتهم.
  • انفجار عبوة ناسفة في سيارة لبيع الخبز في بلدة سجو التابعة لمدينة أعزاز في ريف حلب الشمالي.
  • المرصد السوري: 5 قتلى و14 جريحاً جراء انفجار في عفرين.
  • انفجار سيارة مفخخة وارتفاع عدد ضحايا انفجار السيارة المفخخة في مدينة إعزاز شمال حلب إلى 6 بينهم نساء وأطفال.
  • مقتل 6 عناصر من الجيش الوطني في حصيلة أولية جراء انفجار سيارة مفخخة على حاجز تفتيش “أم شقيف” شرق مدينة بزاعة.

من جهة ثانية، قوات النظام السوري تحاصر بعض بلدات درعا وتحاول اقتحامها وهو ما تسبب بكثير من المناوشات يمكن اختصارها بالتالي:

  • نظام الأسد يشن حملة أمنية جنوب سورية لإخضاع الأهالي.
  • مقتل سبعة عناصر من قوات النظام بالقرب من بلدة اليادودة غرب درعا نتيجة هجوم نفذه مقاتلو المنطقة على نقطة عسكرية جديدة لقوات الفرقة الرابعة.
  • الشرطة العسكرية الروسية ومجموعات تابعة للفيلق الخامس الروسي يتوجهون إلى مدينة طفس بريف درعا لمنع الفرقة الرابعة من اقتحام المدينة.
  • توقف الاشتباكات في ريف درعا الغربي بعد دعوة الوفد الروسي لجنة درعا المركزية لعقد اجتماع تفاوضي مع قيادات الفرقة الرابعة، بخصوص الأحداث العسكرية الأخيرة.
  • تجمع أحرار حوران: وصول 6 سيارات إسعاف إلى مشفى درعا الوطني تنقل قتلى وجرحى لقوات الأسد سقطوا إثر الاشتباكات التي دارت على أطراف طفس واليادودة في ريف درعا الغربي.
  • الفرقة الرابعة تمهل ستة أشخاص من ريف درعا الغربي حتى يوم الخميس للبدء بتنفيذ إجراءات عملية تهجيرهم إلى الشمال السوري.
  • القوات الروسية تهدد باستخدام سلاح الجو في حال رفض الأشخاص الستة تهجيرهم إلى الشمال السوري.
  • استهداف حاجز “القوس” التابع للمخابرات الجوية في بلدة الغارية الشرقية بالأسلحة الخفيفة من قبل ثوار ريف درعا الشرقي.
  • استهداف حاجز للمخابرات الجوية في بلدة المليحة الشرقية بالأسلحة الرشاشة من قبل ثوار ريف درعا الشرقي نصرةً لمدينة طفس.
  • إلقاء قنبلة على المركز الثقافي في مدينة الصنمين بجانب مشفى الهالك باسل.
  • هجوم بالأسلحة الرشاشة وقواذف RBG على مفرزة ميليشيا الأمن العسكري في مدينة نوى نصرةً لمدينة طفس من قبل ثوار نوى وقوع جرحى في صفوف الميليشيات.
  • الثوار يغيرون على حاجزَيْن يتبعان لميليشيا أمن الدولة حاجز (جاسم -برقة) وحاجز المشفى بمدينة جاسم.
  • بعد رفض شروط النظام، تم التوصل لاتفاق بين عصابات الأسد وثوار مدينة طفس يقضي بوقف الميليشيات لحملتها العسكرية على طفس والغاء طلب ترحيل بعض ثوار طفس إلى الشمال السوري.

من جهة أخرى، توترت العلاقات بين النظام السوري وقسد، ونتج عن ذلك حصار لبعض المناطق وتهديدات متبادلة مازالت مستمرة، ويمكن تقدير الموقف من خلال عرض الأخبار التالية:

  • مسؤول مركز المراقبة الروسي السوري المشترك الرائد ديمتري سونتسوف أعلن إرسال نحو 300 جندي روسي إلى محافظة الحسكة السورية للمراقبة.
  • قوات النظام تعزز مواقعها في “عين عيسى” ومليشيات إيرانية تنتشر شرق الرقة.
  • ﻗﺴﺪ ﺗﻤﻬﻞ ﺿﺒﺎﻁ ﺍﻷﺳﺪ ﺣﺘﻰ 20 ﻛﺎﻧﻮﻥ ﻟﻼﻧﺴﺤﺎﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺴﻜﺔ.
  • قسد منعت دخول الآليات والمواد الأساسية إلى أحياء طي وحلكو الواقعة تحت سيطرة النظام في مدينة القامشلي.
  • –       : قسد تفرض حصارها على المربع الأمني لقوات النظام في مدينة الحسكة لليوم 13 على التوالي.

وعلى صعيد آخر، صحيفة الوطن الموالية للنظام تقول إن رئيس النظام وجه بضرورة تسديد ذوي قتلى العصابة، القروض الممنوحة لهم من قبل البنوك العامة. أما رئيس الوزراء لدى النظام السوري فذكر في تصريح له: تم اعتراض واستهداف 7 ناقلات نفط كانت متجهة إلى سوريا. وقال أيضا: مخزون مادتي الرز والسكر لا يكفي حتى نهاية الربع الأول من العام الحالي ٢٠٢١، والمخزون الحالي بالإضافة إلى ٤٠ ألف طن من السكر ومثلها من الرز يجري التعاقد عليها واستيرادها ويكفي حتى نهاية الربع الأول من ٢٠٢٠. وأضاف عرنوس: ننتج الآن 20 ألف برميل يومياً فقط مع خسارة نحو 400 ألف برميل يومياً من حقول النفط في شمال غربي البلاد الخاضع لسيطرة قسد. سوريا أصبحت تعتمد على واردات النفط واستخدمت قدرا كبيرا من العملة الصعبة لشراء المنتجات البترولية. لقد استوردنا 1.2 مليون طن من النفط الخام الإيراني مع منتجات بترولية أخرى بقيمة 820 مليون دولار في الأشهر الـ 6 الأخيرة.

ومن جهة ثانية، وزارة التجارة الداخلية في حكومة النظام ترفع سعر ليتر البنزين المدعوم إلى 475 ليرة وغير المدعوم إلى 675 ليرة وليتر البنزين أوكتان 95 إلى 1300 ليرة سورية، ومصرف سوريا المركزي التابع لنظام الأسد يعلن طرح فئة 5000 ليرة سورية للتداول في الأسواق اعتباراً من اليوم الأحد، والحكومة السورية المؤقتة تصدر قرارا يمنع تداول الورقة النقدية فئة الـ 5000 ليرة سورية في مناطق الشمال السوري المحرر.

وفي أخبار متفرقة: مركز المصالحة الروسي يعيد افتتاح معبر بين مناطق سيطرة قوات النظام وقسد يصل بين محافظتي دير الزور والحسكة شرقي سوريا. وصفحة “مواطنون مع وقف التنفيذ” اتهمت بثينة شعبان مستشارة رئيس النظام السوري بشار الأسد بالفساد. قوى سياسية وشخصيات ثورية تطلق حملة تحت عنوان “لا شرعية للأسد وانتخاباته”، وفي رسالة لبايدن: مجلس كنائس الشرق ومرجعيات دينية تطالب رفع العقوبات عن دمشق. وتحطيم صور لرئيس النظام بشار الأسد في السويداء على خلفية إساءة أحد الضباط لرئيس الهيئة الروحية لطائفة الدروز “الشيخ حكمت الهجري”. وفي خبر ملفت: حكومة الأسد تتلقى طلبات للتظاهر ضدها يوم 13 شباط في أكبر ساحات سورية!!

وحول الانتشار العسكري للقوات التركية في إدلب قالت بعض المصادر المطلعة: تركيا تنهي إنشاء (الدرع الفولاذية) لحماية مدينة إدلب.

وأخيرا، المركز السوري للسلامة والانشقاق يعلن عن انشقاق أربعين عنصر من ميليشيات الأسد ووصولهم للمناطق المحررة.

رابعا: قضايا ذات صلة بالشأن السوري

أنتوني بلينكن وزير الخارجية المستقبلي في إدارة جو بايدن يتعهّد بإعادة أميركا إلى دور “القيادة” في العالم وبتوثيق علاقات واشنطن مع حلفائها للتصدي لتهديدات روسيا وإيران وكوريا الشمالية. كما أدرجت وزارة الخارجية الأمريكية عددا من الشخصيات والكيانات الإيرانية التي تساهم في تصدير أو بيع الأسلحة التقليدية بشكل مباشر أو غير مباشر من وإلى إيران، والتي تغذي الصراع المستمر في سوريا ولبنان والعراق.

وحسب القناة 12 الاسرائيلية: “إدارة بايدن بدأت اتصالات سرية مع مسؤولين إيرانيين للعودة إلى الاتفاق النووي”. بينما صرح “أوستن” مرشح بايدن لوزارة الدفاع: إيران تمثل تهديدا لشركاء أمريكا في المنطقة وللقوات الأمريكية هناك، وسلوك إيران يبعث على عدم الاستقرار. وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي: سنعمل مع حلفائنا الأوروبيين في قضايا عدة منها ما يخص الصين وإيران وروسيا.

وفي تصريح ينطوي على لهجة تصعيدية رئيس أركان الجيش الإسرائيلي يقول: نعمل على وضع خطط وسيناريوهات للتعامل مع محاولات إيران تطوير قنبلة نووية. أعددنا خططا لهجوم محتمل على إيران بهدف إحباط محاولاتها للاقتراب من قنبلة نووية، فإيران تمتلك كمية من اليورانيوم المخصب تتجاوز المسموح به. وبخصوص الاتفاق النووي قال: لا يجب العودة للاتفاق النووي حتى لو تم تحسينه بل تشديد العقوبات على إيران. نقف مع تحالف إقليمي قوي ضد إيران يشمل اليونان وقبرص ومصر والأردن ودول الخليج.

وقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أيضا: حماس وحزب الله أنشأا وحدات مهمتها الانتشار في إسرائيل عند صدور الأوامر، وخطط حماس وحزب الله لتنفيذ انتشار في إسرائيل تطور سلبي لامتلاكهما سلاحا متقدما. لقد أوعزت للجيش بتجهيز عدة خطط ضد إيران والقيادة السياسية هي من سيأخذ القرار بشأنها.

وردا على هذا التصريح المتحدث باسم القوات الإيرانية قال: سنبيد تل أبيب ونمحوها إذا ارتكبت إسرائيل أي حماقة ضد منشآتنا النووية. أما وزير خارجية إيران جواد ظريف وفي أكثر من تصريح يكرر: سننفذ جميع التزاماتنا بسرعة إذا رفعت إدارة بايدن جميع العقوبات التي فرضت على إيران خلال فترة ترمب.

بعد استهداف معظم مواقعها في إدلب؛ الأمم المتحدة تشكل لجنة لحماية العاملين في المجال الإنساني والمواقع من الهجمات في سوريا، ولقد أعلن أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، تشكيل لجنة استشارية رفيعة المستوى لتعزيز الآلية التي يتم بموجبها حماية العاملين في المجال الإنساني، ومواقعها بشكل أفضل من الهجمات في سوريا.

وفي أخبار متفرقة: لافروف وظريف يبحثان في موسكو تسوية الأزمة في سوريا. ومدير مكتب الرئيس الإيراني يقول: لدى إسرائيل والسعودية مخاوف من عودة أمريكا للاتفاق النووي والتفاهم مع إيران. وبعد محادثة هاتفية بين الرئيس الأمريكي “جو بايدن” والرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” الكرملين يصرح: بوتين وبايدن أشارا خلال محادثتهما الهاتفية إلى وجود خلافات خطيرة بين البلدين.

خامسا: أخبار وباء كورونا في سوريا

بشكل عام، أصبحت المعلومات عن عدد الإصابات شحيحة ومتقطعة، كما يلاحظ غرابة في الأرقام المعلنة بما يوحي بعدم دقتها، لكن هذا التقرير يرصد ما يتوفر لديه من معلومات.

1: المناطق الخاضعة لسيطرة النظام:

حسب الأرقام الصادرة عن وزارة الصحة في حكومة النظام بتاريخ 30 من شهر كانون الثاني: تم تسجيل 59 إصابة جديدة بفيروس كورونا ما يرفع العدد الإجمالي إلى 13944.

2: المناطق الخاضعة لسيطرة قسد:

آخر تحديث صدر بتاريخ 28 من الشهر الجاري، وحسب الإدارة الذاتية التابعة لقسد تم تسجل 7 وفيات و13 إصابة جديدة بفيروس كورونا في مناطق سيطرتها شمال شرق سوريا، وإجمالي عدد المصابين بفيروس كورونا في شمال شرق سوريا بلغ 8463 بينها 296 وفاة و1210 حالة شفاء.

3: المناطق المحررة:

قيل يوم من إعداد هذا التقرير تحدثت بعض المصادر عن تسجيل 13 إصابة جديدة بفايروس كورونا في الشمال السوري المحرر ليرتفع العدد الإجمالي للإصابات إلى 20995 إصابة.

سادسا: رؤية تحليلية

شكلت تطورات الجولة الخامسة للجنة الدستورية محور النقاشات حول القضية السورية خلال الأيام الماضية، ويمكن رصد أبرز النقاط حول هذه الجولة بما يلي:

  1. كان من المفترض أن تكون هذه الجولة هي الجولة العملية الأولى للجنة الدستورية حيث كان مقررا أن تناقش المضامين الأساسية للدستور، وهو ما لم يتم بشكل فعلي بسبب تنصل وفد النظام من ذلك.
  2. بدا واضحا بأن بيدرسون وصل لقناعة بعبثية السير في مسار اللجنة الدستورية دون وجود ضغط حقيقي على النظام للانخراط في هذا المسار.
  3. إعلان دول مسار أستانة يظهر بأن هذه الدول لن تتخلى عن هذا المسار. وعليه، باتت ملزمة بالبحث عن طرق لتفعيل هذا المسار.
  4. لم يظهر يشكل واضح ماهية الموقف الأميركي حول الجولة الخامسة، وخاصة ان الجولة الحالية أتت في مرحلة تولي الإدارة الأميركية الجديدة للسلطة. لذلك، يتوقع ألا يكون هناك تصريحات واضحة جدا من الأمريكيين ريثما توضع السياسة الأميركية تجاه القضية السورية بشكل عام.
  5. استقالة أحد أعضاء اللجنة الدستورية المحسوبين على المعارضة مما يظهر حالة التشرذم والتباينات داخل اللجنة الدستورية.

إن مسار اللجنة الدستورية شهد نوعا من التعطيل المتعمد خلال هذه الجولة من قبل النظام، ولكن هل سيؤدي هذا التعطيل إلى انهيار المسار؟ يمكن القول: إن هذا الخيار مستبعد في الوقت الراهن طالما بقيت توجهات الدول الرئيسية في القضية السورية داعمة لهذا المسار، وقد يسعى النظام إلى نقل كرة التعطيل إلى ملعب المعارضة بحجة عدم توافقهم واختلافاتهم، وهو فخ يجب على المعارضة أن تكون حذرة منه ريثما تتضح ماهية الخطوات القادمة للدول الفاعلة تجاه هذا المسار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى