التقارير الرصدية في عام 2020

التقرير الرصدي للفترة الواقعة بين 16 – 31 مايو / 2020 .

الولايات المتحدة الأمريكية:

خلال هذه الفترة تكفلت السفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة “كيلي كرافت” بمعظم التصريحات الأمريكية بخصوص الشأن السوري. ففي البداية أشادت بالعمل الشجاع لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية التي كشف تقريرها الشهر الماضي أن نظام الأسد مسؤول عن 3 هجمات بالأسلحة الكيميائية في سوريا. وبعد أربعة أيام من هذا التصريح ذكرت أن نظام الأسد يستغل فيروس كورونا من أجل تحقيق مكاسب عسكرية واستراتيجية وسياسية. وأضافت: يجب أن يكون للأمم المتحدة سلطة مراقبة لأي اتفاق بشأن وقف إطلاق النار في إدلب. وفي تصريح آخر ذكرت أن سبب معاناة الشعب السوري على يد النظام يعود إلى مجلس الأمن الذي يعطل عمله بعض أعضائه. وفي آخر تصريحاتها اتهمت روسيا وإيران بقتل عدد لا يحصى من الأطفال في سوريا، وأضافت أنهما يواصلان دعم النظام.

روسيا:

على إثر الأنباء التي تحدثت عن توتر العلاقات بين النظام الروسي والنظام السوري، السفير الروسي لدى النظام “ألكسندر يفيموف” يقول: إن العلاقات بين موسكو ودمشق أقوى اليوم مما كانت عليه، ولا صحة للأنباء التي تتحدث عن وجود خلاف. وأضاف أن اتفاقات وقف أطلاق النار أيا كانت لا تلغي ضرورة الاستمرار في محاربة الإرهاب بلا هوادة. وفي خبر ملفت ذكرت وكالات الأنباء أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عين سفير موسكو في دمشق ممثلا رئاسيا خاصا. كما تحدث الروس عن افتتاح الطريق الدولي حلب-الحسكة ( M4)  في منطقة عملية نبع السلام.

كما ذكرت وكالة أنتر فاكس الروسية أن بوتين أمر وزارتي الدفاع والخارجية بإجراء محادثات مع نظام الأسد بشأن تسليم العسكريين الروس منشآت إضافية، وتوسيع نفوذهم البحري في سوريا.

تركيا:

ورد عن الرئاسة التركية أن الرئيسين أردوغان وبوتين بحثا من خلال اتصال هاتفي القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك؛ لاسيما الأوضاع في سوريا. وأثناء تفقده لقوات بلاده على الشريط الحدودي قال وزير الدفاع التركي “خلوصي اكار”: نعمل من أجل جعل وقف إطلاق النار في إدلب أمرا دائما، وذكر أن عمليات الجيش المكثفة مستمرة في إدلب ومنطقتي غصن الزيتون ودرع الفرات.

هذا بالإضافة إلى استمرار دخول تعزيزات للجيش التركي إلى إدلب تباعا، وتحدثت بعض الأنباء عن أسلحة نوعية ضمن تلك التعزيزات فيما اعتبره مراقبون تحسبا تركيا من رد روسي انتقامي لما يحصل في ليبيا.

النظام السوري:

نشر رامي مخلوف مقطعا مصورا يحذر فيه من الانهيار التام للاقتصاد. فيما هددت وزارة الاتصالات لحكومة النظام باتخاذ الإجراءات اللازمة ضد شركة سيرياتيل لرفضها دفع المبالغ المفروضة عليها. فيما رد رامي مخلوف من خلال صفحته في فيسبوك بمنشور ذكر فيه أن ما ادعته الوزارة غير صحيح. وفي خطوة فسرها البعض على أنها محاولة لقطع الطريق على محاولات النظام الاستحواذ على أملاكه؛ أعلن رامي مخلوف تنازله عن جميع أسهمه في المصارف وشركات التأمين لصالح شركة راماك الإنسانية التابعة له، وهي مؤسسة خيرية وقفية، ومؤخرا تواردت أنباء عن أن مخابرات القصر الجمهوري التابعة للنظام تراقب مراكز سيرياتيل وموظفيها، وتقوم بالتفتيش عند مداخل الأبنية المخصصة للشركة، وباتجاه آخر أعلن النظام السوري عن تسلمه من روسيا الدفعة الثانية من مقاتلات ميغ 29 الروسية المتطورة.

كورونا:

قررت حكومة النظام رفع العزل الكامل المطبق على منطقة السيدة زينب، وكذلك قررت وزارة الأوقاف إعادة افتتاح المساجد لصلاة الجماعة بدءا من 27 أيار. أما وزارة الصحة لدى النظام فقد ذكرت أن عدد حالات الشفاء ارتفع إلى 43 حالة من أصل 121 إصابة.

أما في المناطق المحررة، وحتى تاريخ إعداد هذا التقرير، ما زالت وزارة الصحة في الحكومة المؤقتة تعلن عن خلو المنطقة من أية إصابة.

رؤية تحليلية:

من خلال تتبع تطور الأحداث في سورية يمكن الوصول الى النتائج التالية:

  1. يبدو أن رامي مخلوف فشل في معاركه الحالية في مقابل التيارات السلطوية الهادفة إلى تحجيمه والسيطرة على مراكز نفوذه المالية، ولكن هذا لا يشي بأن الأمر قد تم إخماده بشكل كامل.
  2. يسعى النظام إلى تهيئة حاضنته لتلقي الصدمة الأولى لقانون قيصر، بحيث يبدو أمام مؤيديه بأنه لم يتأثر بنيويا بشكل كبير.
  3. إن تزويد روسيا للنظام بعدد من المقاتلات الروسية ميغ 29، يظهر وكأنه ” عربون” لصفقة قادمة قام بوتين بتوكيل وزارة الدفاع والخارجية بعقدها مع النظام، والتي ستشي بالمجمل بتنازل النظام عن مساحات من الأراضي لتكون تحت السيطرة الروسية.
  4. مازال الاتفاق التركي الروسي، والذي وقع بتاريخ 5 آذار صامدا، ويشير حجم القوات التي تقوم تركيا بإدخالها إلى المنطقة، إلى خشية تركيا من أن يقوم النظام بعمل أرعن تحت ضغط استحقاقاته الداخلية، أو نتيجة أزمة روسيا في ليبيا للضغط على تركيا في الملف السوري، من خلال شن عملية عسكرية جديدة في إدلب؛ لذلك تسعى تركيا لجعل هذا الخيار أقرب إلى الانتحار بالنسبة للنظام، وخيار مكلف جدا بالنسبة للروس.
  • يبدو أن أمريكا جادة في عدم إفساح الفرصة للنظام أو الروس بشن عمل عسكري جديد لقناعة الأمريكيين أن تثبيت الوضع الحالي، وتطبيق سياسية الضغط الاقتصادي والدبلوماسي الأقصى، قادرة على دفع الروس لإيجاد حل للقضية السورية. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى