التقارير الرصدية في عام 2020

التقرير الرصدي للفترة الواقعة بين 16 – 31 يوليو / 2020 .

يسعى هذا التقرير إلى رصد أهم المواقف للدول الفاعلة في الشأن السوري على المستوى الإقليمي والدولي من خلال رصد أهم التصريحات الرسمية واللقاءات والاتفاقيات ذات الصلة، مع تقديم رؤية تحليلية تساعد القارئ في تركيب صورة ذهنية مترابطة حول تطورات القضية السورية وماهية أدوار الدول.

الولايات المتحدة:

وصف المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا “جيمس جيفري” انتخابات مجلس الشعب الأخيرة في سوريا بأنها خطوة تمثل استفزازا حقيرا ضد السوريين، وأكد أنها تدل على عدم اهتمام النظام بشعبه. أما سفيرة الولايات المتحدة “كيلي كرافت” فقد قالت: أجرى نظام الأسد انتخابات برلمانية ولم يكن التصويت فيها حرا ولا عادلا، وهذا هو المثال الأخير على فساد وقمع الأسد الذي لن يخدع السوريين والعالم. وأضافت: لن أتردد في التزامي تجاه الشعب السوري، أو التوقف عن العمل من أجل مستقبل يسوده السلام والاستقرار والرخاء. ومن جهته “رودني هنتر” المنسق السياسي بالبعثة الأمريكية لدى الأمم المتحدة طالب الأمم المتحدة بالتدخل لضمان الإفراج عن المدنيين المعتقلين لدى نظام الأسد. وفي تصريح آخر لجيمس جيفري ذكر أن الحزمة القادمة من العقوبات ضمن قانون قيصر ستكون الأقوى، وهو ما تم حيث أصدرت الولايات المتحدة الأمريكية القائمة الثانية للمستهدفين بعقوبات قانون قيصر وكان لافتا أن حافظ الأسد ابن بشار واحد من المشمولين بالعقوبات.

روسيا:

ذكرت وزارة الخارجية الروسية أن نائب الوزارة “سيرغي فيرنشتين” والمبعوث الأممي الخاص إلى سوريا “غير بيدرسون” يناقشان مجمل المسائل المتعلقة بدفع العملية السياسية السورية إلى الأمام بدعم من الأمم المتحدة بالتوافق مع قرار مجلس الأمن الدولي 2254. وذكرت الخارجية أن محاور المناقشة كانت التحضيرات للجولة الثالثة من اللجنة الدستورية السورية التي ستعقد في مدينة جنيف السويسرية في آب المقبل. ومن ناحية أخرى كثف طيران الاستطلاع الروسي من طلعاته في أرياف إدلب وجبل الزاوية.

تركيا:

أكملت الدورية “الروسية التركية” المشتركة مسارها المحدد ضمن اتفاق 5 آذار الموقع بين روسيا وتركيا حيث تابعت دورية القوات الروسية مسيرها ودخلت الى مناطق سيطرة عصابات الأسد في ريف اللاذقية فيما عادت دورية القوات التركية إلى نقاطها في ريف إدلب. وهي الدورية الأولى التي تكمل مسارها المرسوم وفق الاتفاق الموقع بين تركيا وروسيا في 5 أذار بشكل كامل،  وفي تصريح له ذكر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن النجاح الذي حققته تركيا في سوريا وليبيا وشرق المتوسط ومكافحة الإرهاب تظهر قوة تركيا ومهارات جيشها.

ومن ناحية أخرى استمرت الأرتال التركية بالتوجه إلى ريف إدلب، كما لوحظ زيادة في حركة طيران الاستطلاع في تلك المناطق. ومؤخرا ورد أنه تم إلغاء تسيير الدورية “التركية – الروسية” المشتركة على طريق “M4” جراء القصف المستمر منذ الصباح من قبل عصابات الأسد على قرى وبلدات ريف إدلب الجنوبي، واقتصرت على تسيير دورية منفردة للقوات التركية بين مناطق ريف اللاذقية الشمالي وريف إدلب الغربي.

مناطق النظام:

مازالت محافظة درعا تشهد المزيد من الاضطرابات والاغتيالات والمظاهرات المطالبة بإسقاط النظام. أما من ناحية وباء كورونا فحسب الأرقام والمعلومات عن وزارة الصحة لدى النظام السوري فإن عدد الإصابات قد وصل إلى 694 إصابة حتى تاريخ إعداد هذا التقرير.

كما شهد سعر صرف الدولار الأميركي تغيرا ملحوظا حيث وصل سعر صرف الدولار لحوالي 1550 ولكن هذا الانخفاض كان مؤقتا ليعود ويرتفع لحدود 2200 خلال أيام قليلة.

كورونا في المناطق المحررة:

حتى تاريخ إعداد هذا التقرير بلغ عدد الإصابات 30 إصابة ولا وفيات بسبب الفيروس حتى الآن.

رؤية تحليلية:

عبارة الوقوف في وجه العاصفة هي العبارة  الأبرز التي يمكن أن تجمل حركة النظام خلال الفترة الماضية، حيث يدرك النظام تراكم الغيوم التي ستتسبب بعاصفة قد تؤدي إلى ترنح النظام، ولعل أبرز هذه الغيوم قانون قيصر حيث سعى النظام للعمل على المحافظة على سعر صرف الدولار، بل وحتى تخفيض سعر الصرف ليظهر بمظهر القوة والظهور بمظهر الغير متأثر بقانون قيصر، كما استمر النظام بعمليات القصف على مناطق إدلب ليظهر وكأنه غير مكترث بالاتفاقية الموقعة ما بين الروس والأتراك، كما قام النظام مسبقا بتوقيع اتفاقية مع الإيرانيين لإيصال رسالة للروس قبل الأمريكيين بأن النظام لديه بدائل إذا ما حشر في الزاوية. كل هذه التحركات هدف النظام منها الوقوف في وجه العاصفة، ولكن يبدو أن محاولاته بالمحافظة على سعر الصرف باءت بالفشل، وسعيه لتدمير الاتفاق التركي الروسي أيضا باء بالفشل، والاتفاق مع الإيرانيين على ما يبدو لم يلجم الروس، بل زاد من حنقهم عليه، كل ذلك يشي بأن غيوم العاصفة باتت أكثر قتامة على النظام، وقادم الأيام ستظهر مدى تأثير هذه العاصفة عليه.

 فهل ستصل إلى الجذور؟

وهل ستشي بقرب اقتلاع هذه الجذور؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى