التقرير الرصدي للنصف الثاني من شهر تشرين الثاني 2021
يسعى هذا التقرير إلى رصد أهم الأحداث والمواقف للدول الفاعلة في الشأن السوري على المستوى المحلي والإقليمي والدولي من خلال رصد أهم التصريحات الرسمية واللقاءات والاتفاقيات ذات الصلة، مع تقديم رؤية تحليلية تساعد القارئ في تركيب صورة ذهنية مترابطة حول تطورات القضية السورية وماهية أدوار الدول.
المحتويات
- أولا: أبرز التصريحات حول سوريا
- ثانيا: الحراك السياسي
- ثالثا: التطورات في الساحة السورية
- رابعا: قضايا ذات صلة بالشأن السوري
- خامسا: دراسات ومقالات حول القضية السورية
- سادسا: رؤية تحليلية
أولا: أبرز التصريحات حول سوريا
وزير الخارجية الياباني يوشي ماسا هاياشي: بلادنا لا تخطط حالياً لإعادة فتح سفارتها في العاصمة السورية دمشق لأسباب أمنية. والولايات المتحدة حازمة في رفضها التطبيع مع نظام الأسد. وجاء في التصريح أيضا: شركاؤنا يجب أن يشاركونا مصلحة ألا يحكم سوريا نظام يستخدم أسلحة كيميائية. كما أعلنت واشنطن أن البيئة الحالية في سوريا غير مواتية لعودة اللاجئين. ومنسق مجلس الأمن القومي الأمريكي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا “بريت ماكغورك” يقول: قواتنا تعتزم البقاء في سوريا لمحاربة فلول تنظيم الدولة.
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف: بعض الدول تواصل عرقلة عودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم.
ثانيا: الحراك السياسي
رئيسة الهيئة التنفيذية في مجلس سوريا الديمقراطية مسد إلهام أحمد تعلن رفض مسد مقترحاً روسياً بإدخال 3 آلاف عنصر من قوات النظام إلى مدينة عين العرب شمال حلب “لمنع تكرار سيناريو درعا”.
إلهام أحمد تقول إن الدعوة إلى مفاوضات سياسية للقبول بحل سياسي مع النظام “لا تعني إطلاقاً التنازل أو تسليم أي منطقة من مناطق الإدارة الذاتية شرقي الفرات”.
ثالثا: التطورات في الساحة السورية
أولا: على الصعيد الأمني:
- الطيران الحربي الروسي يستهدف بالصواريخ محيط قرية إبلين في جبل الزاوية بريف إدلب. 17/11
- قصف براجمات الصواريخ يستهدف الأحياء السكنية وسط مدينة عفرين شمالي حلب. 19/11.
- وكالة زيتون: انشقاق قائد عسكري من قوات قسد وعنصر آخر من مرافقيه بحوزتهما أوراق مهمة ووصولهما إلى المناطق المحررة.
- الوكالة: القائد العسكري يعتبر المسؤول عن الآليات المتوسطة وورشات العمل الخاصة بحفر الأنفاق الأرضية في مدينة عين العرب.
- الوكالة: القيادي نقل معه جميع المخططات والخرائط الخاصة بشبكات الأنفاق الأرضية شمال شرقي سوريا إضافة لمبلغ مالي ضخم.
- شبكة درعا 24: قوات النظام تداهم خيام قرب بلدة خربة غزالة بريف درعا الأوسط يقطنها عشائر من السويداء.
- درعا 24: مقتل شخص واعتقال اثنين آخرين من أبناء العشائر خلال المداهمات التي شنتها قوات النظام.
- وكالة سانا التابعة للنظام: هجوم صاروخي يستهدف قاعدة أمريكية بريف الحسكة.
- القوات الروسية تقوم بتدريبات عسكرية مع قوات النظام قرب مطار القامشلي بريف الحسكة. 26/11.
- استمرار الطيران الروسي بشن غارات في مناطق متفرقة من سورية.
ثانيا: أخبار متفرقة:
- رئيس النظام بشار الأسد يصدر مرسوماً يقضي بتعيين “عامر هلال” محافظاً للاذقية و”ثائر سلهب” محافظاً لإدلب و”نمير حبيب مخلوف” محافظاً للسويداء و”لؤي خريطة” محافظاً لدرعا. 17/11.
- وزارة إعلام النظام تعلن وفاة نقيب الفنانين زهير رمضان عن عمر ناهز 61 بعد صراع مع المرض.
- روسيا تسعى لتعزيز نفوذها الاقتصادي في سوريا من خلال سوق الاتصالات.
- المجلس الإسلامي السوري ينتخب سماحة الشيخ العلامة أسامة عبد الكريم الرفاعي مفتياً عاماً للجمهورية العربية السورية.
- الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يهنئ الشيخ أسامة الرفاعي بمناسبة انتخابه مفتياً عاماً لسوريا من قبل المجلس الإسلامي السوري.
- الإدارة الذاتية التابعة لقسد تعتزم إنشاء مؤسسة مركزية للنقد والمدفوعات بدلاً عن البنك المركزي التابع لنظام الأسد وفق ما ذكرته الإدارة عبر صفحتها على فيسبوك.
- قوات سوريا الديمقراطية تقول في بيان لها إن نظام الأسد غير جاهز للقيام بأي تسوية سياسية في مناطق شمال شرق سوريا.
- وزارة الداخلية في حكومة النظام تحدد رسماً قدره مئة ألف ليرة سورية للحصول على جواز سفر فوري في سوريا يسلم لصاحب العلاقة في يوم التقدم بالطلب بغض النظر عن الدور.
- موقع عين الفرات: نقابة المحامين التابعة للنظام تفصل عددا من المحامين وتسحب شهاداتهم بتهمة العمل بمناطق قوات “قسد” شمال شرق سوريا.
- رئيس النظام بشار الأسد يصدر قانوناً بجواز شراء الكهرباء المحلية المنتجة من مشاريع الطاقة المتجددة.
- الاتحاد الأوروبي يضيف أربعة وزراء لنظام الأسد على قائمة العقوبات.
رابعا: قضايا ذات صلة بالشأن السوري
الحكومة الأسترالية تصنف حزب الله اللبناني ومؤسساته العسكرية والسياسية والمدنية كـ “منظمة إرهابية”.
الأناضول: البنك المركزي التركي ونظيره الإماراتي يوقعان مذكرة تفاهم للتعاون الثنائي.
وزارة الخزانة الأمريكية تعلن تعديل العقوبات المفروضة على نظام الأسد لتوسيع نطاق التصاريح لـ “المنظمات غير الحكومية للمشاركة في معاملات وأنشطة معينة”.
وزير الدفاع الإسرائيلي: تل أبيب تعمل على تطوير قدراتها على توجيه ضربة عسكرية ضد برنامج إيران النووي.
الخارجية الأمريكية: حزب الله منظمة إرهابية تهدد سلامة المجتمع الدولي وتقوض سيادة الدولة اللبنانية.
خامسا: دراسات ومقالات حول القضية السورية
صحيفة الشرق الأوسط: الاتحاد الأوروبي أبلغ مسؤولين في الجامعة العربية أن إعادة تفعيل عضوية نظام الأسد يعني وقف الحوار القائم بينها وبين الاتحاد.
قالت صحيفة عبرية: إن الوضع في سورية سيتغير وقد ينقلب ضد إيران ووجودها في المنطقة، الذي تسعى إيران لمنع وقوعه.
وبحسب صحيفة (جيروزاليم بوست) الإسرائيلية، فإن التطبيع العربي مع نظام الأسد وزيارة وزير الخارجية الإماراتي مؤخرًا إلى سورية، قد يتسبب بتغيير إستراتيجية إسرائيل لمواجهة إيران في المنطقة.
دعت باحثة إسرائيلية الكيان الصهيوني للتريث وعدم الانجرار وراء المصالحة والتطبيع بين النظام ودول المنطقة، محذرة الدولة العربية من تبعات الاعتراف به.
وقالت كرميت فلنسي، الباحثة في مركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي: إن هناك من يعتقد في تل أبيب أن دولاً خليجية باتت تعمل على إعادة نظام الأسد إلى الصف العربي بتشجيع من روسيا، من منطلق أن هذا التطور يمكن أن يفضي إلى فك ارتباط النظام بإيران، بشكل يمكن أن يدفعه في النهاية للتقارب أيضاً مع الولايات المتحدة وحتى إسرائيل، بحسب العربي الجديد.
ونشر موقع قناة 12 الإسرائيلي تحليلا، لفتت فلنسي به إلى أن المنطق الذي يحكم هذه المقاربة يقول إنه يمكن لإسرائيل أن تعترف بنظام الأسد وتلتزم بعدم القيام بعمليات عسكرية يمكن أن تمس استقرار نظامه، مقابل انفصال النظام عن إيران والمحور الذي تقوده في الإقليم.
ودعت فلنسي صناع القرار في تل أبيب إلى التريث وعدم الانجرار وراء رياح المصالحة والتطبيع بين نظام الأسد ودول في المنطقة؛ مشيرة إلى أن الأسد هو الذي سمح بالتمركز الإيراني بعيد المدى في سورية، وهو ما بات يمثل التهديد الأمني الأخطر على إسرائيل من ناحية الحدود الشمالية.
وأوضحت، أن التزام عائلة الأسد تجاه إيران قديم، مشددة على أن هذا الالتزام تعاظم تحديدا بعد الاستثمار الإيراني الكبير في دعم الأسد، والذي سمح بعدم سقوط نظامه كما سقطت نظم أخرى في المنطقة.
سادسا: رؤية تحليلية
مع تراجع صخب المناقشات في الدهاليز السياسية حول عملية عسكرية جديدة، وبعد اختبار الأطراف الفاعلة لطبيعية موقفهم من أي عملية عسكرية جديدة، يبدو أن دهاليز السياسة المتعلقة بالقضة السورية ستشغل بالملف القديم الجديد وهو شرق الفرات، فالروس يسعون للتسويق بأنهم من منع الأتراك من التفكير الجدي بعملية عسكرية في شرق الفرات. وبالتالي، هم اليوم وسيط نزيه يمكن لقسد الاعتماد عليه لبناء حوار بين قسد والنظام، وفي نفس الوقت دعا قائد قوات سوريا الديمقراطية “قسد” مظلوم عبدي، تركيا للحوار عبر وساطة الولايات المتحدة الأمريكية. وقال عبدي: “أدعو المجتمع الدولي للضغط على تركيا لإعلان وقف إطلاق النار والتصعيد والعودة لطاولة للمفاوضات لحل المسألة الكردية”. وأضاف أن “الولايات المتحدة هي فقط من يمكنها حل هذه المشكلة، ويجب أن تشارك في عملية السلام، وسأقدم هذه التوصية إلى إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن”.
وعليه فيبدو أن ملف شرق الفرات عاد ليكون من الملفات التي ستهتم بها الدول الفاعلة، وكل سيبحث عن إنجاز تسوية سياسية تصب لصالحه في هذا الملف، ليبقى السؤال: هل ستنجح روسيا في بناء تفاهم بين النظام وقسد؟ أم ستنجح أمريكا في انجاز تفاهم مع تركيا في هذا السياق؟ أم أن قسد ستعيد تكرار تكتيكها السابق القائم على المناورة على أكثر من حبل والدخول بعملية شراء الوقت دون الانخراط بأي التزامات تقيدها على أمل تغيير ظروف في المستقبل يسمح لها بحجز موقع سياسي أفضل؟
