التقرير الرصدي للنصف الثاني من شهر تشرين الثاني نوفمبر/2020
يسعى هذا التقرير إلى رصد أهم المواقف للدول الفاعلة في الشأن السوري على المستوى الإقليمي والدولي من خلال رصد أهم التصريحات الرسمية واللقاءات والاتفاقيات ذات الصلة، مع تقديم رؤية تحليلية تساعد القارئ في تركيب صورة ذهنية مترابطة حول تطورات القضية السورية وماهية أدوار الدول.
المحتويات
- أولاً: القوى الدولية
- ثانياً: القوى الإقليمية
- ثالثاً: القوى المحلية
- رابعاً: أخبار كورونا في سوريا
- خامساً: رؤية تحليلية
أولا: القوى الدولية
الولايات المتحدة
فيما الولايات المتحدة مشغولة بتعيينات الإدارة الجديدة والاعتراضات القانونية من قبل الإدارة الحالية غابت القضية السورية عن تصريحات المسؤولين الأمريكيين، باستثناء السفارة الأمريكية في دمشق، فقد جاء عنها: يجب السماح بعودة آمنة وطوعية للاجئين إلى سوريا.
روسيا
قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف: حان الوقت كي يبدأ المجتمع الدولي بقيادة اليونسكو بإجراءات ترميم مواقع التراث العالمي بسوريا ومستعدون للمساعدة في ذلك. بينما جاء في إعلان موسكو لدول البريكس: نؤكد على الالتزام الصارم بسيادة سوريا واستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها. أما على مستوى الرئاسة؛ فقد ذكر الكرملين أن الرئيسين التركي والروسي يبحثان التطورات الأخيرة في سوريا وليبيا وإقليم قره باغ خلال اتصال هاتفي.
وعلى صعيد الأعمال الحربية: الطيران الحربي الروسي يشن أكثر من 30 غارة جوية على مواقع يتحصن فيها عناصر من تنظيم الدولة في منطقة مثلث البادية بالرصافة وأثريا، تزامناً مع إطلاق عصابات الأسد بتنسيق روسي حملة عسكرية لتمشيط مواقع في “البادية السورية” من عناصر تنظيم الدولة ابتداء من بادية دير الزور الغربية وصولاَ إلى باديتي حمص وحماة.
ثانيا: القوى الإقليمية
تركيا
وزارة الدفاع التركية تؤكد في تغريدة على تويتر أنها عازمة على القضاء على عناصر قسد وتنظيم الدولة شمال سوريا، والجيش التركي ينشئ نقطة عسكرية في بلدة بليون بجبل الزاوية جنوب إدلب، وينشئ نقطة عسكرية ثانية في محيط قرية بليون في “جبل الزاوية” جنوب إدلب، ونقطة مراقبة في بلدة كنصفرة بريف إدلب الجنوبي. وباتجاه آخر، قوات الجيش التركي تبدأ عملية تفكيك نقطة المراقبة المتواجدة في منطقة الراشدين غرب حلب استعدادا لإخلائها.
أما الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في كلمة له قال: ساهمنا في عودة 411 ألفا من الأشقاء السوريين إلى وطنهم بشكل طوعي وآمن، وتركيا هي العضو الوحيد في حلف الناتو الذي قاتل تنظيم الدولة وجهاً لوجه في سوريا، وهي الدولة المستضيفة لأكبر عدد من اللاجئين بالعالم في السنوات الأخيرة. وفي تصريح آخر له وجه الرئيس التركي دعوة لنظيره الروسي لإنجاز اتفاق في سوريا على غرار اتفاق “كاراباخ”.
وأخيرا، المسؤول الإعلامي في هيئة الإغاثة الإنسانية التركية سليم طوسون يقول: الهيئة أعدت حملة إغاثية كبيرة إلى سوريا بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان في العاشر من كانون الأول.
ثالثا: القوى المحلية
النظام السوري
وكالة الأنباء سانا التابعة للنظام تعلن وفاة وزير الخارجية في نظام الأسد وليد المعلم، ورئيس النظام بشار الأسد يعين فيصل المقداد وزيراً للخارجية والمغتربين بدلا عنه.
وفي خبر ثان، وكالة الأنباء سانا التابعة للنظام تعلن مقتل ثلاثة عناصر من قوات النظام وإصابة آخر بالإضافة لخسائر مادية جراء قصف إسرائيلي على المنطقة الجنوبية. وحكومة النظام تعلن دخول مساحات جديدة من الأراضي الزراعية التي سيطر عليها النظام مؤخراً شمال وغرب حلب بـ “الاستثمار” لزراعة القمح. بينما تحدثت الأخبار التي تنقل صورة عن الأوضاع المعيشية والاقتصادية في الداخل عن حركة خجولة وجمود في أسواق مدينة اللاذقية نتيجة ارتفاع الأسعار المتزايد في عموم سوريا. أما على الصعيد الأمني فقد جاء عن موقع صوت العاصمة أن مخابرات النظام اعتقلت 15 شاباً من أبناء بلدات جنوب دمشق خلال الأسبوع الأخير، وذكر الموقع أن عمليات الدهم والاعتقال جاءت بتهمة التعامل مع جهات معارضة وأخرى تتعلق بتمويل “الإرهاب”، وأضاف الموقع: دوريات الأمن العسكري التابع للنظام اعتقلت أكثر من 30 شاباً من أبناء بلدات جنوب دمشق مطلع الشهر الفائت.
وفي خبر ملفت؛ الطبابة الشرعية التابعة للنظام تعلن تسجيل 172 حالة انتحار في مناطق سيطرة نظام الأسد منذ بداية العام وحتى منتصف تشرين الثاني الحالي، وتصدرت محافظة حلب القائمة بـ 30 حالة انتحار تليها اللاذقية بـ29 حالة ثم محافظة دمشق بـ27 حالة.
أما في درعا، فمازالت الأخبار الواردة من هناك تتحدث عن عمليات قتل وعمليات اغتيال؛ من اغتيال أحد عناصر فرع المخابرات الجوية التابع للنظام في بلدة جلين بريف درعا الغربي. إلى اغتيال المدعو “مأمون إبراهيم شحادات” أحد قادة فصائل المعارضة سابقاً في مدينة داعل بريف درعا الشمالي، إلى اغتيال المدعو “قاسم محمد الجباوي” أحد قضاة محكمة “دار العدل بحوران” التابعة للمعارضة سابقاً على يد مجهولين في مدينة جاسم بريف درعا الشمالي.
وأخيرا، مقتل “بلال زهير المصري” أحد عناصر الفيلق الخامس المدعوم روسياً باشتباكات مع عناصر فرع الأمن العسكري التابع للنظام في بلدة صيدا بريف درعا الشرقي.
رابعا: أخبار كورونا في سوريا
المناطق التي يسيطر عليها النظام السوري
وزارة الصحة في حكومة النظام تسجيل ٨٢ إصابة جديدة بفيروس كورونا ما يرفع عدد الإصابات المسجلة في سورية إلى ٧٧٩٧، وحسب نفس المصدر: شفاء ٥٦ حالة من الإصابات المسجلة بفيروس كورونا ليرتفع عدد حالات الشفاء إلى ٣٥٠٠ حالة.
المناطق الواقعة تحت سيطرة قسد
الإدارة الذاتية التابعة لقسد تعلن عن 6 حالات وفاة بفيروس كورونا و77 إصابة جديدة لترتفع حصيلة الإصابات المعلن عنها في مناطق سيطرة قسد إلى 7031 حالة والوفيات إلى 195.
المناطق المحررة
ارتفاع العدد الكلي للإصابات بفيروس كورونا في إدلب وريف حلب إلى 15 ألفا و766 إصابة بعد تسجيل 251 إصابة جديدة في الشمال السوري المحرر.
خامسا: رؤية تحليلية
“الأنظار تتجه الى الإدارة الأمريكية الجديدة” هو عنوان يمكن أن يختصر مجمل التطورات الحالية، فبعد أن حُسمت هوية شاغل البيت الأبيض الجديد، بات الجميع يراقب ويحلل ما يقوم به الرئيس الأمريكي الجديد، وخاصة لجهة هوية التعينات الجديدة ضمن الفريق السياسي لبايدن، وبالأخص على المستوى السياسي. وعليه، ففي حال شعرت القوى الفاعلة بأن التوجه الأمريكي الجديد قد يكون في مسار يشكل لها مشكلة في المستقبل قد تسارع هذه القوى إلى خلق وقائع جديدة على الأرض، وعليه يمكن فهم الانسحاب التركي من النقاط العسكرية وإعادة تموضعها وإيجاد ستار عسكري جديد في إدلب على أنه محاولة لإلغاء أي تفكير روسي بدعم النظام بعملية عسكرية جديدة في إدلب، وعليه، نحن اليوم أمام خمسين يوم انتقالي، ريثما يتسلم الرئيس الأمريكي الجديد مهامه، وسيسعى كل الفاعلين إلى حجز نقاط قوة أكبر لهم للتعامل مع الإدارة الامريكية من منطلق الشريك الذي لا غني عنه.