التقرير الرصدي للنصف الأول من شهر تشرين الثاني 2021
يسعى هذا التقرير إلى رصد أهم الأحداث والمواقف للدول الفاعلة في الشأن السوري على المستوى المحلي والإقليمي والدولي من خلال رصد أهم التصريحات الرسمية واللقاءات والاتفاقيات ذات الصلة، مع تقديم رؤية تحليلية تساعد القارئ في تركيب صورة ذهنية مترابطة حول تطورات القضية السورية وماهية أدوار الدول.
المحتويات
- أولا: أبرز التصريحات حول سوريا
- ثانيا: الحراك السياسي
- ثالثا: التطورات في الساحة السورية
- رابعا: قضايا ذات صلة بالشأن السوري
- خامسا: دراسات ومقالات حول القضية السورية
- سادسا: رؤية تحليلية
أولا: أبرز التصريحات حول سوريا
أردوغان (حول العملية العسكرية التركية في سوريا): ستتم عندما يجب القيام بها ولا يمكن التراجع عن ذلك.
السفير الروسي لدى نظام الأسد “ألكسندر يفيموف”: لا ينبغي توقع تمديد آلية إيصال المساعدات عبر الحدود. آلية المساعدات عبر الحدود “تنتهك سيادة البلاد وهي غير شفافة فيما يتعلق بتوزيع المساعدات الواردة محلياً”. ينبغي العمل من أجل تقليص إدخال المساعدات بالكامل وإعادة توجيه جميع الإمدادات الإنسانية عبر مناطق سيطرة النظام. 5/11.
كبير الجمهوريين بلجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ: انفتاح بلدان على التطبيع مع الأسد مخجل، وعلى الإمارات ومن يتجاهلون العنف ضد السوريين تنفيذ قرار مجلس الأمن. والخارجية الأمريكية تقول: مستاؤون من زيارة وزير الخارجية الإماراتي إلى دمشق ولقائه بشار الأسد.
وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة: نبحث خلال احتضان قمة جامعة الدول العربية القادمة عن توافق عربي لضمان عودة سوريا. سبق أن أكدت الجزائر على أنه حان الوقت لاستعادة سوريا مقعدها في الجامعة العربية لكن دون التدخل في شؤونها الداخلية.
زعيم ميليشيا حزب الله: زيارة وزير الخارجية الإماراتي إلى دمشق إعلان هزيمة “المشروع الإرهابي”
خلال لقائه بوزير الخارجية القطري، بلينكن يقول: قلقون من الإشارات التي تبعثها الزيارات الرسمية لسوريا ولا ندعم التطبيع مع الحكومة السورية. ووزير الخارجية القطري: لا نفكر حاليا في التطبيع مع نظام الأسد ونعتقد أنه يجب محاسبته على جرائمه.
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يدعو لرفع العقوبات عن نظام الأسد ويطالب بتقديم المساعدات لمناطق سيطرة النظام وإعادة الإعمار. والممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط ونائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف: الاجتماع السابع عشر بموجب مسار أستانا حول سورية يجب أن يعقد في نور سلطان بعد العشرين من كانون الأول المقبل.
وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي ينفي وجود خطط لزيارة سوريا قريبا ويقول إن الأردن يعمل مع شركائه وأشقائه من أجل التقدم في حل سياسي للأزمة السورية. ويقول: هناك مرجعية يتفق عليها الجميع للحل السياسي في سوريا وهو القرار الأممي 2254 وهذا ما نعمل بالتنسيق مع الجميع من أجله.
ثانيا: الحراك السياسي
رئيس النظام بشار الأسد يقول للرئيس الصيني شي جين بينغ خلال مكالمة هاتفية بينهما إن نظامه مستمر في العملية السياسية وفق وكالة أنباء النظام سانا. وبعد ذلك يلتقي بوزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد ويبحثان العلاقات الاقتصادية بينهما وتعزيز الشراكات الاستثمارية وفق وكالة أنباء النظام سانا. وحسب نفس المصدر: بشار الأسد أشاد بالمواقف الإماراتية والدعم الإماراتي للنظام خلال السنوات الماضية. وأضافت سانا: وزير الخارجية الإماراتي اعتبر أن ما حصل في سوريا أثر على كل الدول العربية مؤكداً استعداد بلاده الدائم لدعم النظام.
قناة “كان” الإسرائيلية الرسمية: 12 يهودياً أمريكياً زاروا العاصمة السورية دمشق بموافقة النظام وحمايته في محاولة منه للخروج من عزلته وتحسين صورته. وأضافت القناة: نظام الأسد أطلق وعوداً خلال الفترة الماضية بإعادة ترميم المعبد اليهودي في حي جوبر شرق دمشق.
مدير مخابرات عصابات الأسد “حسام لوقا” يلتقي رئيس الاستخبارات السعودية الفريق “خالد الحميدان”، فيما يسمى المنتدى العربي الاستخباراتي والذي يقام في مصر.
وفد من الخارجية الأميركية يزور شمال شرقي سوريا، ويعقد اجتماعين منفصلين مع قيادة ميليشيا قسد.
الرئيس المشترك للجنة الدستورية السورية عن وفد المعارضة “هادي البحرة”: على الشعب السوري أن يثق بقدرتنا على الوصول لدستور يضمن حقوقه الوطنية. هادي البحرة: وقف إطلاق النار أهم عامل لنجاح العملية السياسية
الائتلاف الوطني يلتقي بهيئة التنسيق الوطنية ويبحث مسار العملية السياسية.
ثالثا: التطورات في الساحة السورية
أولا: على الصعيد الأمني:
- تدريبات عسكرية بين القوات الروسية وقوات النظام بمشاركة الطيران الحربي بمحيط كورحسن غرب تل أبيض بريف الرقة. 1/11.
- قوات النظام ترسل تعزيزات عسكرية إلى مدينة منبج تمهيدا للقيام بتدريبات عسكرية مع القوات الروسية في محيط المدينة. 3/11.
- مقتل شخص وإصابة 3 آخرين بقصف صاروخي مجهول المصدر استهدف مدينة جرابلس.
- وكالة سانا التابعة للنظام: قصف إسرائيلي يستهدف نقاطاً في المنطقة الوسطى والساحلية. 8/11.
- خمسة قتلى بينهم ضباط لقوات الأسد في درعا.
- الطيران الحربي الروسي يشن ثلاث غارات جوية على أطراف مدينة معرة مصرين شمال إدلب.
ثانيا: أخبار متفرقة:
- قطر والمنظمة الدولية للهجرة توقعان اتفاقية لتنفيذ مشروع تحديث البنية التحتية في أحد عشر مخيماً غير رسمي للمهجرين في شمال غربي سوريا.
- مكتب التنسيق الطبي في معبر باب الهوى الحدودي يعلن عودة نظام العلاج القديم للمرضى الوافدين إلى تركيا وفق المعمول به سابقاً اعتباراً من يوم غد الخميس. 3/11.
- نظام الأسد يوقع اتفاقية تعاون اقتصادي وتجاري مع باكستان وفق ما ذكرته صحيفة الوطن الموالية.
- السلطات التركية تفرج عن الإعلامي السوري ماجد شمعة بعد 9 أيام على اعتقاله. 8/11.
- صحيفة الوطن الموالية للنظام: وصول وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد إلى دمشق. 8/11.
- وكالة روداوا المقربة من المليشيات الانفصالية تقول إن روسيا قدمت مقترحا للمليشيات الانفصالية تضم تقاسمَ واردات النفط (75% للعصابة، و25% للمليشيات)، والقبولَ باللامركزية لكن ضمن قانون الإدارة المحلية (المجالس المحلية).
- عصابات الأسد توقع عقدا مع إيران يتضمن إرسال إيران 100 ألف “حاج” الى سوريا سنويا
- مظلوم عبدي: تركيا لن تشن عملاً عسكريًا وقسد لا تطبع مع بشار الأسد.
رابعا: قضايا ذات صلة بالشأن السوري
16 جمعية ومنظمة تركية حقوقية وإنسانية تصدر بياناً مشتركاً طالبت فيه أنقرة بوقف إجراءات الترحيل التي صدرت بحق لاجئين سوريين بتهمة نشرهم “مقاطع فيديو استفزازية” على خلفية “حملة الموز”. وجاء في البيان: رد فعل اللاجئين على وسائل التواصل الاجتماعي يقع بالكامل في نطاق حرية التعبير ولا يمكن إبعاد أي شخص بسبب ممارسته لحرية التعبير. الجمعيات دعت الحكومة التركية إلى الامتثال لتشريعاتها الوطنية والوفاء بوعدها في الاتفاقيات الدولية. وطالبت باتخاذ الإجراءات القضائية اللازمة ضد “أولئك الذين ينتجون خطاب الكراهية والتمييز ضد اللاجئين في أي وقت”.
مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية زار موسكو بتوجيه من الرئيس الأميركي (سبوتنيك).
خامسا: دراسات ومقالات حول القضية السورية
صحيفة الشرق الأوسط: إدارة بايدن تحدد أولوياتها في التعامل مع الملف السوري خلال الفترة المقبلة. وحسب الصحيفة أولويات إدارة بايدن تشمل البقاء في شمال شرقي سوريا واستمرار هزيمة تنظيم الدولة ودعم المساعدات الإنسانية عبر الحدود والحفاظ على وقف إطلاق النار. ومن أولويات إدارة بايدن تشمل دعم المحاسبة وحقوق الإنسان والتخلي عن أسلحة الدمار الشامل ودفع التسوية وفق القرار 2254 ودعم الدول المجاورة لسوريا واستقرارها.
الشرق الأوسط السعودية تنشر وثيقة التطبيع السرية التي اقترحتها الأردن على امريكا وروسيا، وبدأت بتنفيذها:
الوثيقة تقترح تغيير سلوك عصابات الأسد وليس تغييره باستخدام نهج التدرج مع عصابات الأسد للتوصل إلى حل سياسي على أساس القرار 2254، وتقود الأردن هذه المبادرة بإشراك روسيا والأمم المتحدة، كما تتضمن بند سري تحت عنوان خطوة مقابل خطوة: تشمل ما هو مطلوب من دمشق وما هو معروض من العرب.
- يتم الاتفاق على وصول المساعدات الإنسانية مقابل تسهيل قوافل الأمم المتحدة عبر الخطوط داخل سوريا، وإرسال المساعدات الصحية إلى سوريا.
- تهيئة دمشق البيئة المواتية لعودة النازحين واللاجئين ومنح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين حق الوصول الكامل إلى المناطق المعنية، مقابل زيادة المساعدات الإنسانية لصالح دمشق لتسهيل عودة النازحين واللاجئين.
- المشاركة الإيجابية من دمشق في اللجنة الدستورية والإفراج عن المعتقلين والسجناء السياسيين، وتحديد مصير المفقودين والاتفاق على تشكيل صيغة حقيقية للحكومة تؤدي إلى حكم أكثر شمولا في سوريا وإجراء الانتخابات تحت إشراف الأمم المتحدة بما يؤدي إلى تشكيل الحكومة الشاملة، مقابل تخفيف تدريجي للعقوبات، بما في ذلك تسهيل تجارة السلع ورفع العقوبات عن القطاعات الحكومية وإعادة فتح البعثات الدبلوماسية في دمشق وتسهيل عودة دمشق إلى المحافل الدولية وإعادتها الى الجامعة العربية.
- التعاون في مكافحة تنظيم الدولة والجماعات الإرهابية، وتبادل المعلومات الأمنية حولها مثل عناصر التجنيد الدولية، وشبكات التمويل، والتعاون في وقف أنشطة الجماعات المتطرفة المرتبطة بإيران، والتعاون مع قسد للتعامل مع سكان مخيم الهول، مقابل تمويل مشاريع إرساء الاستقرار والتعافي المبكر في المناطق “المحررة” من تنظيم الدولة والخاضعة لسيطرة عصابات الأسد.
- إعلان وقف إطلاق النار في جميع أنحاء البلاد، ووقف جميع العمليات العسكرية بما في ذلك القصف الجوي والغارات بما فيها الأجنبية، مقابل التزام الشركاء على الأرض في سوريا والحلفاء الإقليميين (بما في ذلك تركيا) بوقف إطلاق النار.
- انسحاب جميع القوات الأجنبية، بما فيها الأمريكية، بعد الوفاء بالالتزامات تجاه منظمة حظر الأسلحة الكيماوية، والحد من النفوذ الإيراني في أجزاء معينة من سوريا، وفتح قنوات تنسيق أمني.
سادسا: رؤية تحليلية
يظهر أن الاهتمام الرئيسي من النظام وحليفه الروسي في هذه الفترة هو العمل على إعادة تعويم النظام سياسيا في المنطقة وحتى دوليا، ويظهر ذلك جليا من خلال تحركات النظام الرسمية بالاتصال بالصين ولقاء بشار الأسد بوزير الخارجية الإماراتي في دمشق، بالإضافة إلى جهد النظام في تفعيل الديبلوماسية غير الرسمية من خلال تنظيم رحلات سياحية ليهود سوريين وبعض الأوروبيين إلى سورية. ويبدو أن الرسالة الأساسية التي يرمي النظام إلى إيصالها واضحة المعالم؛ ومفادها أن الوضع في سورية انتهى لصالح النظام، ويجب على المجتمع الدولي التعامل مع النظام باعتباره حالة قائمة لا يمكن تجاوزها، والروس يسعون لتعزيز هذا الأمر من خلال إعادة تلويحهم بملف إيقاف عبور المساعدات عبر الحدود لاستحصال تنازلات جديدة من أمريكا والدول الغربية في هذا الخصوص، ولكن بنظرة أكثر تمحيصا يمكن للمتابع ملاحظة أن هذا الجهد من قبل النظام يصطدم بعدد من المعوقات على المستوى الدولي والإقليمي؛ فعلى المستوى الدولي يبدو واضحا بأن الموقف الأمريكي والأوروبي واضح لجهة رفض التطبيع مع النظام، كما أن العقوبات لا يمكن رفعها قبل الوصول إلى حل سياسي مستدام، وعلى المستوى الإقليمي فإن الموقف التركي والسعودي أيضا واضحين لجهة عدم الانفتاح على النظام مما يعني بأن جهوده للانفتاح الإقليمي ستبقى محدودة، ورغم أهمية الخطوة الإمارتية بالنسبة للنظام إلا أنها تبقى ذات تأثير محدود، ويدرك النظام ذلك وهو يسعى إلى مراكمة نقاط جديدة استنادا على الخطوة الإمارتية ويبقى السؤال هنا، ماهي قدرة مؤسسات المعارضة في محاصرة خطوات النظام ومحاولة إفشالها؟ وهو السؤال الذي يجب العمل على إيجاد إجابة له من خلال سلسة من التحركات الديبلوماسية في العواصم الإقليمية والدولية الفاعلة.