التقرير الرصدي للفترة الواقعة بين 1 – 15 يوليو / 2020 .
يسعى هذا التقرير إلى رصد أهم المواقف للدول الفاعلة في الشأن السوري على المستوى الإقليمي والدولي من خلال رصد أهم التصريحات الرسمية واللقاءات والاتفاقيات ذات الصلة، مع تقديم رؤية تحليلية تساعد القارئ في تركيب صورة ذهنية مترابطة حول تطورات القضية السورية وماهية أدوار الدول.
الولايات المتحدة:
في السابع من الشهر الجاري أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن عقوبات قانون قيصر لا تشمل أي استثناء للأصدقاء وسنفرض عقوبات على أشخاص ومؤسسات إضافية، وأضافت أن روسيا تستطيع الضغط على الأسد لقبول تسوية سياسية. أما المتحدثة الرسمية عن الشؤون السورية لوزارة الخارجية الأمريكية “صوفيا خلجي” فقد قالت إن نظام الأسد وإيران يتحملان المسؤولية الكاملة عن الكارثة الاقتصادية في بلديهما لاختيارهما خيار الحرب بدل الصحة. وفي تصريح آخر لوزارة الخارجية جاء ما يلي: سنواصل الضغط لمنع النظام السوري من تمويل آلته القمعية وسنواصل مع مجموعة العمل المصغرة الضغط على النظام السوري، وفي خبر آخر وصل قائد القوات المركزية الأمريكية الجنرال “كينيس ماكينزي” إلى شمال شرق سوريا في زيارة مفاجئة.
روسيا:
ذكر الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” في تصريح له عقب القمة الثلاثية لأطراف أستانا أن روسيا تمهد لحل الأزمة السورية دبلوماسيا وسياسيا بمساعدة الأمم المتحدة، وسنفشل كل المؤامرات التي تستهدف الشعب السوري وقوته واقتصاده، والدول الضامنة لأستانا ستعمل على استعادة الأمن الاقتصادي والسياسي لسوريا. وفي مجلس الأمن استخدمت روسيا إلى جانب الصين حق النقض “الفيتو” مرتين لعرقلة قرار تمديد آلية إيصال المساعدات الإنسانية إلى سورية. فيما فشلت هي الأخرى في تمرير مشروع قرارها، إلى أن تم التوصل إلى قرار التمديد لمدة عام ولكن من معبر باب الهوى فقط.
وفي الرابع عشر من الشهر الجاري تعرضت دورية تركية روسية مشتركة على الطريق (أم 4) لهجوم بسيارة مفخخة أدى إلى إصابة ثلاثة جنود روس، فقام الطيران الروسي على إثرها بتنفيذ غارات جوية على مناطق متفرقة من ريف إدلب. وفي تصعيد ملفت قامت الطائرات الروسية بتنفيذ عدة غارات في مدينة الباب التي تقع في منطقة درع الفرات.
تركيا:
ذكر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في تصريحه عقب القمة الثلاثية أن تركيا ستواصل عمل كل ما يمكن لدعم تحقيق السلام والأمن والاستقرار في سوريا، واضطررنا في بعض المرات أن نكون داخل سوريا لحماية المدنيين هناك. أما عن الأرتال العسكرية فقد استمرت بالدخول إلى محافظة إدلب ولوحظ أن بعضها يضم شاحنات عسكرية تحمل كتلا إسمنتية باتجاه نقاط المراقبة، وفيما استمر تسيير الدوريات المشتركة بشكل منتظم تعرضت الدورية رقم 21 لهجوم بسيارة مفخخة أدى إلى إصابة ثلاثة جنود روس.
النظام السوري:
قامت مخابرات النظام بتسليم ثلاثة معتقلين اعتقلوا على خلفية المظاهرات المناهضة للنظام في السويداء لحركة رجال الكرامة، وفي محافظة درعا خرجت عدة مظاهرات مطالبة بإسقاط النظام فيما وقع عدد من الوجهاء والشخصيات السياسية والعسكرية في درعا بيانا يحذرون فيه نظام الأسد وحلفاءه من القيام بأي مغامرة في المحافظة. لكن الخبر الملفت كان ما نقلته وسائل إعلام النظام وإيران عن توقيع اتفاقية بين البلدين لتعزيز التعاون العسكري تتضمن تطوير أنظمة الدفاع الجوية السورية.
وبخصوص وباء كورونا بلغ عدد الإصابات في مناطق النظام 439 إصابة حسب وزارة صحة النظام حتى تاريخ إعداد هذا التقرير.
كورونا في المناطق المحررة:
في السابع من الشهر الجاري أعلن وزير الصحة في الحكومة المؤقتة مرام الشيخ عن تسجيل أول إصابة بفيروس كورونا لأحد الكوادر العاملة في أحد مشافي إدلب إلا أن عدد الإصابات في الأيام التالية وصل إلى ثماني إصابات توزعت بين منطقتي إدلب واعزاز حتى تاريخ إعداد هذا التقرير.
رؤية تحليلية
فيما يحاول النظام السوري وحلفاؤه التظاهر بالقوة والتماسك في مواجهة قانون قيصر من خلال بعض التصريحات، تبدو الإدارة الأمريكية أكثر ثقة بأن النتائج الإيجابية لقانون قيصر قادمة لا محال، وفي الطرف المقابل يبدو أن بدائل المناورة لدى النظام السوري وحلفائه قد انخفضت إلى حدها الأدنى، ولم يعد أمام النظام السوري وإيران بالتحديد سوى اللجوء إلى التصعيد ومحاولة الهروب إلى الأمام، ومن خلال توقيع الاتفاق العسكري بينهما، يمكن القول أنهما أرادا التأكيد على وحدة المصير فالطرفان غير قادرين على التراجع الذي يعني النهاية لكليهما من وجهة نظريهما. ويعتبر هذا الاتفاق العسكري الذي جاء في هذا التوقيت رسالة إلى الحليف الروسي مفادها: لا نقبل بأي تنازل تقدمونه بالنيابة عنا، كما أنه يعكس بعض جوانب الصراع الروسي الإيراني في سوريا. رغم ذلك، فروسيا التي يعتقد أن لديها مقاربة أخرى تختلف عن مقاربة النظام وإيران، ما زالت مستعدة للسير في مسار التصعيد في حال سارت الأحداث في ليبيا باتجاهات لا ترغب بها.
باختصار يمكن القول: إن الظروف الحالية غير مستقرة، ومعالم المشهد السوري للمرحلة المقبلة ضبابية ومفتوحة على كافة الاحتمالات.