التقرير الرصدي للنصف الأول من شهر نيسان 2021

يسعى هذا التقرير إلى رصد أهم الأحداث والمواقف للدول الفاعلة في الشأن السوري على المستوى المحلي والإقليمي والدولي من خلال رصد أهم التصريحات الرسمية واللقاءات والاتفاقيات ذات الصلة، مع تقديم رؤية تحليلية تساعد القارئ في تركيب صورة ذهنية مترابطة حول تطورات القضية السورية وماهية أدوار الدول.

المحتويات

• أولا: أبرز التصريحات حول سوريا
• ثانيا: الحراك السياسي
• ثالثا: التطورات في الساحة السورية
• رابعا: قضايا ذات صلة بالشأن السوري
• خامسا: دراسات ومقالات حول القضية السورية
• سادسا: رؤية تحليلية

أولا: أبرز التصريحات حول سوريا

رغم كثرة التصريحات الأمريكية بخصوص سوريا إلا أنها بقيت دونما توجه واضح نحو الاهتمام بهذه القضية المرتبط بمشروع واضح، فالخارجية الأمريكية قالت: سنواصل العمل لإيصال المساعدات إلى السوريين بغض النظر عن المكان الذي يعيشون فيه. وسنعمل مع مجلس الأمن لتجديد تفويض الأمم المتحدة لإيصال المساعدات إلى السوريين المحتاجين. نحن لا نحاول هندسة تغيير للنظام في سوريا لكننا سنطالب بالعدالة للشعب السوري الذي عانى من الأسد.

والمبعوثة الأمريكية إلى سوريا بالإنابة إيمي كترونا قالت: ندعم جهود المبعوث الأممي إلى سوريا غير بيدرسون وطلبنا منه تكثيف جهوده من أجل إطلاق سراح المعتقلين. واشنطن ستستمر بضغطها من أجل محاسبة مرتكبي الجرائم في سوريا. والانتخابات التي سيجريها النظام “غير حرة وغير نزيهة” و”لن تشرعن وجود الأسد”.

ومرة ثانية جاء عن الخارجية الأمريكية: في ذكرى الهجمات الكيميائية على خان شيخون ودوما يجب محاسبة نظام الأسد على هذه الفظائع.

وفي تصريح يحمل مؤشرات أخرى، وزارة الخزانة الأمريكية تؤكد أن تصدير المواد الغذائية الأمريكية ومعظم الأدوية إلى سوريا غير محظور بموجب قانون “قيصر” لحماية المدنيين في سوريا، وأن الأشخاص غير الأمريكيين والمنظمات غير الحكومية والمؤسسات المالية الأجنبية لن يكونوا معرضين للعقوبات بموجب قانون قيصر لمشاركتهم في مثل هذه المعاملات. وأضافت: إن تصدير أو إعادة تصدير بعض الأطعمة غير الأمريكية ومعظم الأدوية إلى سوريا مسموح للأمريكيين الذين يقدمون هذه الخدمات في العادة.

وفي تصريح مشابه، البنتاغون: سبب وجودنا العسكري في سوريا مشابه لما هو عليه في العراق وهدفنا ضمان القضاء على تنظيم الدولة.

وجاء في تصريح آخر للخارجية الأميركية: نتفق مع استنتاج منظمة حظر الأسلحة الكيميائية ومسؤولية الأسد عن هجوم سراقب في 2018. إن نظام الأسد يحتفظ بمواد كيميائية لاستخدام غاز السارين وتطوير أسلحة كيميائية جديدة. وفي تصريح أخير للوزارة: إن نظام الأسد يستخدم شحنات المساعدات الإنسانية إلى سوريا بمثابة سلاح ويواصل عرقلة المنظمات الإنسانية عن تقديم المساعدات لملايين السوريين. النظام يوفر وصولاً غير كافٍ للمنظمات في المناطق التي يسيطر عليها من خلال فرض قيود التأشيرات والعقبات الإدارية الأخرى. إن وكالات الإغاثة تواجه معوقات كبيرة في المناطق التي استعادت قوات النظام السيطرة عليها في 2018 بما في ذلك درعا والقنيطرة.

وفي بيان جماعي، وزراء خارجية 18 دولة أوروبية يتعهدون في بيان بمواجهة إفلات تنظيم الدولة والنظام في سوريا من العقاب على خلفية بارتكاب اعتداءات بالأسلحة الكيماوية وعمليات خطف وإخفاء. وجاء في البيان: دولنا ملتزمة بضمان عدم إفلات مجرمي الحرب ومرتكبي التعذيب من العقاب. ففي السنوات العشر الماضية قُتل نحو 400 ألف شخص وأجبر أكثر من 6 ملايين على الفرار من البلاد هربا من “انتهاكات لا حصر لها لحقوق الإنسان”. نواصل دعوتنا إلى السماح للمحكمة الجنائية الدولية بالتحقيق في الجرائم التي يشتبه بارتكابها في سوريا ومحاكمة الجناة.

من جهة أخرى، مندوب الهند الدائم لدى الأمم المتحدة يكشف عن مساعدات قدمتها بلاده لنظام الأسد تشمل قروضاً ميسرة بــ 265 مليون دولار بالإضافة لمساعدات صحية وغذائية.

أما وزير الخارجية الروسي فقد قال خلال زيارته للقاهرة: نحن متأكدون من عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية واستئناف عضويتها فيها.

وفي تقرير لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية: طائرة مروحية تابعة لنظام الأسد أسقطت قنبلة محملة بغاز الكلور على مدينة سراقب بريف إدلب عام 2018. وقال المدير العام لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية: وثقنا 18حالة استعمل فيها النظام السوري الأسلحة الكيميائية.

وأخيرا، جاء عن وزير الخارجية المصري خلال المؤتمر الصحفي مع لافروف: “تألمت مصر لما جرى في سوريا من قتل وتدمير ونزوح والاستهداف الذي تم من قبل تنظيمات ارهابية وأطراف اقليمية خارج النطاق العربي. نأمل عودة سوريا للمنظومة العربية بعد تطبيق المسار الأممي والقرار 2254”.

ثانيا: الحراك السياسي

تغريدة لرئيس الائتلاف الوطني السوري نصر الحريري يهنئ بها الآشوريين السريان بعيد “أكيتو”. والشاب السوري المعتقل سابقا “عامر مطر” يقدم شهادته لإحدى المحاكم الألمانية ضد “أنور رسلان” الرئيس الأسبق لفرع أمن الدولة في دمشق.

وجاء عن جمال سليمان: ” أطالب بتغيير بنية المعارضة ودخول وجوه جديد”.

وتعليقا على تعيين موريتانيا سفير لها لدى النظام السوري، “الائتلاف الوطني السوري”: “تعيين موريتانيا سفيراً لها في دمشق خطوة مؤسفة لن يكون مصيرها مختلفاً عن محاولات أخرى بائسة سعت إلى تعويم النظام”. والشعب السوري يرفض هذه الخطوة ويستنكر أي دعوة لتعويم نظام الأسد وينظر إليها كشراكة في الإجرام. وإن المساعي الرامية إلى تعويم الأسد وتجاوز الحل السياسي لن تكون سوى جريمة جديدة بحق الشعب السوري.

أخيرا، رئيس النظام بشار الأسد يلتقي المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا ألكسندر لافرنتييف في دمشق.

ثالثا: التطورات في الساحة السورية

مازالت البيئة الأمنية في سوريا غير مستقرة، وجاءت أهم الأحداث الأمنية على الشكل التالي:

• إصابة شخص بانفجار عبوة ناسفة مزروعة في سيارته في مدينة عفرين شمال حلب.
• ضبط سيارة مفخخة معدة للتفجير في شارع الفيلات وسط مدينة عفرين شمال حلب.
• فصائل الثوار تتمكن من قنص ضابط برتبة “ملازم أول” لقوات الأسد على محور مدينة سراقب شرق إدلب.
• الطائرات الحربية الروسية شنت 4 غارات جوية اثنتين منها بصواريخ عنقودية على منطقة حرش بسنقول جنوب غربي إدلب.
• اغتيال صف ضابط برتبة مساعد وعنصر تابعين لفرع المخابرات الجوية التابعة لنظام الأسد على يد مجهولين تبعها حملة اعتقالات طالت العشرات من الشبان في مدينة داعل شمالي درعا.
• وكالة الأنباء السورية: الدفاعات الجوية تتصدى لعدوان إسرائيلي جنوبي دمشق من اتجاه الجولان المحتل ولبنان.
• العثور على جثة وزير التعليم العالي والبحث العلمي في “حكومة الإنقاذ” الدكتور “فايز الخليف” مرمية مشوهة بالقرب من قرية التوامة بريف حلب الغربي. والخليف كان قد فقد منذ عدة أيام بعد خروجه من منزله في مدينة إدلب. وبعد أيام قليلة: جهاز الأمن العام التابع لهيئة تحرير الشام يعلن القبض على “العصابة” التي خطفت وقتلت الدكتور “فايز الخليف” وزير التعليم في حكومة الإنقاذ.
• قصف مدفعي وصاروخي من قوات النظام يستهدف جبل الأربعين بريف إدلب الجنوبي ومحيط قرى سرجة وبنين وكفر حايا تزامناً مع قصف مدفعي لقوات النظام على محيط دارة عزة وجبل الشيخ بركات بريف حلب الغربي.
• قصف صاروخي تتعرض له مدينة عفرين شمال حلب.
• مقتل طفل أثناء رعيه الأغنام في محيط مدينة مارع بريف حلب الشمالي برصاص “قوات سوريا الديمقراطية”.
• اغتيال الملازم في الشرطة المدنية خالد الخطيب برصاص مجهولين في مدينة الباب بريف حلب الشرقي.
• العثور على جثة الشرطي جمعة العكون على أطراف مدينة الباب بريف حلب الشرقي مقتولاً بالرصاص.
• مقتل “ياسين جمعة العبود” أحد عناصر فصائل المعارضة سابقا برصاص مجهولين قرب بلدة النعيمة شرقي درعا.
• مقتل ثلاثة عناصر من مرتبات فرع الأمن السياسي التابع لنظام الأسد على يد مجهولين بالقرب من بلدة غباغب بريف درعا الشمالي.

وفي أخبار أخرى متفرقة على امتداد الساحة السورية:

• افتتاح معمل أدوية الأول من نوعه في الشمال السوري.
• عصابات الأسد تسمح لشركة روسية بالتنقيب عن النفط والغاز جنوب سواحل طرطوس، وحتى في المياه اللبنانية.
• غياب وسائل النقل العامة في مناطق سيطرة النظام السوري أضحى أمراً شبه كامل بسب أزمة الوقود المحتدة.
• الدفاع المدني السوري: منحنى الإصابات بفيروس كورونا يرتفع مرة أخرى ما ينذر بموجة ثانية من الوباء قد تكون أخطر من سابقتها في ظل إنهاك القطاع الطبي في الشمال السوري نتيجة القصف الممنهج من النظام وروسيا.
• المرصد السوري لحقوق الإنسان: شحنة أسلحة إيرانية جديدة تضم صواريخ قصيرة ومتوسط المدى دخلت الأراضي السورية قادمة من العراق.
• قسم مكافحة المخدرات في عفرين يقبض على عصابة لتهريب المخدرات ويصادر أكثر من 100 ألف حبة مخدرة كانت معدة للتهريب داخل عبوات لنقل الزيت.
• مجلس الوزراء التابع للنظام يقرر إعفاء المواطنين المهجرين العائدين إلى البلاد والطلاب الدارسين في الخارج، والموفدين بمهام رسمية، من تصريف مبلغ 100 دولار أثناء دخولهم إلى البلاد.
• القرار شمل المواطنين ممن لم يتموا الثامنة عشر من عمرهم وسائقي الشاحنات والسيارات العاملة على خطوط النقل مع دول الجوار.
• وصول ناقلة إيرانية تحمل مليون برميل نفط الى سوريا.
• انفراجات في مادة البنزين وزيادة الحصص بنسبة 15-20 %.
• شبكة الإنذار المبكر تسجل 13 إصابة بالسلالة البريطانية من فيروس كورونا في منطقة عفرين بريف حلب الشمالي.
• جريدة البعث التابعة للنظام: وصول 3 ناقلات محملة بالنفط الخام إلى ميناء بانياس وستغطي حاجة السوق المحلية من المحروقات لمدة شهرين.
• وسائل إعلام موالية: رئيس حكومة الأسد حسين عرنوس: حاجتنا اليومية من النفط ٢٠٠ ألف برميل انتاجنا ٢٠ ألف برميل ونقوم بتأمين الباقي من الخط الائتماني الإيراني.
• طلاب من الطائفة العلوية يصلون إدلب هربًا من نظام الأسد.
• وزارة التربية والتعليم في الحكومة السورية المؤقتة تقرر تدريس مادة عن تاريخ الثورة السورية 2011 في المدارس التابعة لها ضمن منهاج الصف السابع والثامن من مرحلة التعليم الأساسي والأول والثاني من المرحلة الثانوية.
• الشبكة السورية لحقوق الإنسان ترحب بتقرير منظمة حظر الأسلحة الكيميائية الذي حدد مسؤولية النظام عن استخدام الأسلحة الكيميائية في مدينة سراقب بريف إدلب.
• “بشار الأسد” يقيل حاكم مصرف سوريا المركزي “حازم قرفول” من منصبه.
• ريف حلب الشمالي: الطيران التركي يلقي مناشير على مدينة تل رفعت.

رابعا: قضايا ذات صلة بالشأن السوري

ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال عن مسؤولين أمريكيين: بايدن يأمر بالبدء بسحب بعض القوات والعتاد من الشرق الأوسط. والخطوة تأتي في إطار إعادة تنظيم الوجود العسكري في الخليج والشرق الأوسط. وأضافت: تحويل قطع عسكرية منها حاملة طائرات من الشرق الأوسط لتلبية الاحتياجات بمناطق أخرى.

وفي خبر آخر: التوتر العسكري يتصاعد على الحدود بين روسيا وأوكرانيا بعد مقتل طفل وجندي من كل جهة واستقدام موسكو لتعزيزات. والبلدان يعلنان عن مناورات عسكرية قريبة.

أما فيما يخص محاولات التقارب والمصالحة بين تركيا ومصر، فبعد توتر دام سنوات. أول اتصال هاتفي مباشر بين وزيري خارجية تركيا ومصر.

وفيما يخص العلاقات المتوترة بين واشنطن وموسكو في أكثر من ملف آخرها الملف الملتهب في هذه الأثناء. أي ملف أوكرانيا، واشنطن تفرض عقوبات على 32 كيانا وشخصية من روسيا على خلفية التدخل في الانتخابات الأمريكية الأخيرة. وحلف شمال الأطلسي يبدي تأييده لقرار الإدارة الأميركية فرض عقوبات على روسيا. والخارجية الروسية ترد: العقوبات الأمريكية على موسكو تتعارض مع مصالح البلدين، ورد موسكو على العقوبات الأمريكية أمر لا بد منه.

أخيرا، الأمن الفيدرالي الروسي: إحباط عملية إرهابية في القرم والقبض على روسيين ينتميان إلى هيئة تحرير الشام. ومكتب العلاقات الإعلامية لهيئة تحرير الشام ينفي الاتهامات الروسية حول وجود عنصرين يتعبان لها في “عملية إرهابية” في القرم. وأضاف المكتب: ترويج الروس لهذه الاتهامات بين الفينة والأخرى يراد منه إيجاد مبررات لشن عدوان جديد ضد المنشآت الطبية والتجمعات السكانية في المناطق المحررة.

خامسا: دراسات ومقالات حول القضية السورية

صحيفة الشرق الأوسط تعتبر أن حلاً واحداً للوضع للسوري لم يعد كافياً وأن اجتراح حل بمسارين سيكون أكثر قبولاً، ورأت الصحيفة أنه يجب أن يكون الحل ضمن مسار دولي -إقليمي يتم عبر مؤتمر دولي للاتفاق على عناوين الحل السوري إلى جانب مسار سوري -سوري لتوفير شرعية وقبول للحل المرتجى. وأضافت الصحيفة: تم اختبار الحل السياسي مرات عدة لكن حصاده كان صفراً مع استمرار تأكيد الفاعلين بالملف السوري على أن الحل ليس عسكرياً بل سياسياً.

أما صحيفة تاغس شبيغل الألمانية فجاء عنها: نظام الأسد يسرق معظم المساعدات الإنسانية المقدمة للشعب السوري ويحاول الاستيلاء على حصة إدلب منها. نظام الأسد وروسيا يبذلون قصارى جهدهم لمنع وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق الخارجة عن سيطرتهم وخصوصاً إدلب عبر المساعي الروسية لإغلاق المعابر. وأضافت: إن معظم ما تقدمه واشنطن ودول الاتحاد الأوروبي من مساعدات يذهب للمناطق التي يسيطر عليها نظام الأسد وهو ما تصل نسبته لقرابة 90 بالمئة.

من جهة أخرى، المبعوث الأمريكي السابق إلى سوريا جيمس جيفري لوكالة الأناضول: التواجد الروسي والإيراني في سوريا يمس الأمن القومي لكل من الولايات المتحدة وتركيا وإسرائيل. وواشنطن لم تقدم وعوداً لقوات “ي ب ك ” بإقامة دولة لهم في مناطق شمال شرق سوريا. وأضاف جيفري: الوضع في سوريا بحاجة لعملية سياسية تجري برعاية الأمم المتحدة بما في ذلك صياغة دستور جديد للبلاد والاستفتاء والانتخابات الديمقراطية وما إلى ذلك.

وجاء عن “هيومن رايتس ووتش”: النظام بمشاركة ميليشيات موالية صادر بشكل غير قانوني منازل وأراضي لمزارعين فرّوا من الهجمات العسكرية في إدلب وحماة وباعها بالمزاد العلني لمؤيديه.

وفي معلومات ذات صلة:

• مديرة الاستخبارات الأميركية: العراق سيكون ساحة للتأثير الإيراني وستحافظ إيران على وجود عسكري في سوريا.
• تقرير للشبكة السورية لحقوق الإنسان يكشف عن إلقاء نظام الأسد في غضون تسع سنوات قرابة 82 ألف برميل متفجر تسببت في مقتل 11087 مدنياً بينهم 1821 طفلاً.
• التقرير دعا إلى من تطبيق قرار مجلس الأمن 2139 ومحاسبة مرتكبي عمليات القصف العشوائي والتدمير والتشريد القسري.

سادسا: رؤية تحليلية

ارتفاع حدة الأزمات في العالم قد يكون عنوان المرحلة الحالية، فالأوضاع في أوكرانيا وصلت لدرجة من الحساسية قد تؤدي نتيجة سوء الحسابات إلى اندلاع دوامة صراعية غير محدودة العواقب، كما أن الملف الإيراني يشهد حالة من الشد والجذب بين إيران والدول الغربية، ورسائل التهديد المتبادل بين ايران وإسرائيل قد تدفع باتجاه تسخين أجواء الشرق الأوسط بشكل كبير، هذه التطورات أرجعت القضية السورية عدة خطوات للوراء على سلم الاهتمام العالمي، ولكن للأسف، ما زالت سورية أشبه بصندوق رسائل لأغلب الدول الأطراف في هذه الأزمات وقد تجد بالساحة السورية المكان الذي يمكن لها أيصال رسائلها لباقي الأطراف دون إشعال جبهة صراع جديدة، وهو ما قسد يسهم باتجاه تأزيم الأوضاع السورية، ولكن في نفس الوقت يمكن لأطراف الصراع في أوكرانيا، وحتى حول القضية الإيرانية، أن يصلوا لقناعة بأن الصدام مضر للجميع مما قد يفسح المجال أمام تسويات سياسية قد تشمل حتى الساحة السورية، فالوضع اليوم أشبه بقدر بخار يغلي فوق نار يكاد أن ينفجر بأهل البيت. لذلك، فتخفيف حدة النار أو إطفاؤها تحته هو مصلحة للجميع رغم أن سوء الحسابات قد تدفع باتجاهات أخرى.