التقرير الرصدي للنصف الثاني من شهر كانون الأول 2021

يسعى هذا التقرير إلى رصد أهم الأحداث والمواقف للدول الفاعلة في الشأن السوري على المستوى المحلي والإقليمي والدولي من خلال رصد أهم التصريحات الرسمية واللقاءات والاتفاقيات ذات الصلة، مع تقديم رؤية تحليلية تساعد القارئ في تركيب صورة ذهنية مترابطة حول تطورات القضية السورية وماهية أدوار الدول.

المحتويات

• أولا: أبرز التصريحات حول سوريا
• ثانيا: الحراك السياسي
• ثالثا: التطورات في الساحة السورية
• رابعا: قضايا ذات صلة بالشأن السوري
• خامسا: دراسات ومقالات حول القضية السورية
• سادسا: رؤية تحليلية

أولا: أبرز التصريحات حول سوريا

قمة دول مجلس التعاون الخليجي تؤكد على رفض أي تدخلات إقليمية ومحاولات إحداث تغيير ديموغرافي في سوريا. وجاء في البيان الختامي للقمة: نؤكد على ضرورة حل الملف السوري بناءً على قرار مجلس الأمن 2254 ونأمل أن تسفر اجتماعات اللجنة الدستورية عن توافق يصل لحل سياسي ويضمن عودة النازحين واللاجئين إلى مناطقهم.

الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين “يان ايغلاند” ينفي تطرقه إلى موضوع عودة اللاجئين خلال لقائه مع وزير خارجية النظام مؤخراً واصفاً نظام الأسد بأنه من “سلطات الأمر الواقع”.

المبعوث الروسي إلى سوريا ألكسندر لافرنتييف يصرح بأن الاجتماع التالي للجنة الدستورية السورية قد يعقد في يناير المقبل ويأمل أن تتمكن الأطراف السورية من التوصل إلى لحل. وأضاف لافرنتييف: نتائج الدورة السادسة الماضية للجنة الدستورية متواضعة للغاية لكن الأطراف تمكنت من الجلوس خلف طاولة المفاوضات وتمكن الرؤساء المشاركون من التحدث وجها لوجه. وفي تصريح آخر، ألكسندر لافرينتيف يقول: المعارضة السورية تضع شروطاً غير مقبولة للجنة الدستورية. روسيا وتركيا وإيران تدعم اللجنة الدستورية ولا ترى بديلاً عنها.

المبعوث الأممي إلى سوريا غير بيدرسون يحذر من استمرار العنف ضد المدنيين واستمرار الانتهاكات المنهجية لحقوق الإنسان وتصاعد مستويات الجوع والفقر بين السوريين. بيدرسون: عدد الذين يحتاجون إلى مساعدات إنسانية داخل سوريا 14 مليوناً فيما لا يزال عشرات الآلاف محتجزين أو مختطفين أو مفقودين. وعبر عن أسفه لعدم تحقيق تقدم ملموس فيما يخص تنفيذ القرار 2254 رغم مرور ست سنوات على اعتماده مشدداً على أن حل أزمة سوريا ليس بالضرورة بيد السوريين وحدهم.

الأمين العام للأمم المتحدة: الوضع في سوريا ما زال غير مستقر ومن الصعب أن نرى السوريين يعودون إلى بلدهم.

نائب المبعوث الأمريكي في الأمم المتحدة “ريتشارد ميلز”: الولايات المتحدة ستواصل دعم الاستجابة الإنسانية في سوريا وتعتبرها في قلب السياسات. ينبغي على مجلس الأمن فتح النقاط العابرة للحدود المغلقة حالياً بعد أن تسبب الإغلاق في نقص المعدات الطبية. وأضاف ميلز: السبيل الوحيد لتحقيق السلام في سوريا هو إنهاء الصراع على النحو المنصوص عليه في القرار 2254.

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش: سوريا تعيش “وضع اللاحرب واللاسلم” بوجود الميليشيات وأربعة جيوش أجنبية. وأضاف غوتيريش: وساطة بيدرسون هي الجهد الجدّي الوحيد للتخلص من كل القوات الأجنبية المنتشرة في البلاد.

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: لا نبحث عن مكان نرسل إليه إخوتنا وأن السوريين الذين نزحوا من ويلات الحرب فتحنا لهم أبوابنا وتقاسمنا معهم رغيف خبزنا وبيوتنا. وأضاف أردوغان: المعارضة بقيادة قلجدار أوغلو غير مرتاحة من وجود السوريين لأن ليس لديهم مفهوم جيد حول الأخوّة.

صادق الرئيس الأمريكي جو بايدن، على قانون يقضي بنشر تقرير عام عن ثروة بشار الأسد وأفراد أسرته على موقع الحكومة الفيدرالية على الإنترنت بعد حوالي 4 أشهر. وجاء ذلك خلال توقيع بايدن في وقت متأخر أمس على ميزانية الدفاع العامة للولايات المتحدة الأمريكية في العام المقبل، التي تقدر بحوالي 770 مليار دولار. ونشر الدبلوماسي السوري المنشقّ بسام بربندي المقيم بأمريكا على صفحته الشخصية، أن توقيع بايدن على قانون الميزانية الخاصة بوزارة الدفاع يتضمّن قانونياً نشر التقرير العام عن ثروة بشار الأسد وأفراد أسرته على الإنترنت على موقع الحكومة الفيدرالية، بحلول 26 أبريل / نيسان 2022.

ثانيا: الحراك السياسي

شهدت العاصمة الأمريكية واشنطن مؤتمراً ضم ممثلين عن الجالية السورية في أمريكا وأعضاء في الكونغرس ناقش السياسة الأميركية الحالية حول الملف السوري وتعاطي الولايات المتحدة مع التطورات في سوريا. وحضر المؤتمر الذي رعته منظمة مواطنون من أجل أمريكا آمنة (C4SSA) عدد من السفراء الأمريكيين السابقين في قضايا الملف السوري “فريدريك هوف وجيمس جيفري” إضافة إلى نائب مساعد وزير الخارجية الحالي “ايثان غولدريتش” كما حضره أعضاء في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ وخبراء في مراكز الأبحاث ومن الجانب السوري حضره عدد كبير من أعضاء الجالية السورية في الولايات المتحدة، وممثلين عن المعارضة السورية وعدد من الشخصيات القيادية من الداخل السوري وتركيا. وشارك في المؤتمر افتراضياً، سماحة مفتي الجمهورية العربية السورية المنتخب حديثاً الشيخ أسامة الرفاعي، حيث ألقى كلمة عبر منصة زوم.

الائتلاف الوطني يعلن رفضه لخطة المبعوث الدولي إلى سوريا “غير بيدرسون” المسماة “خطوة بخطوة” معتبراً أن هذه الخطة لا تصب في صالح الحل السياسي الذي فُوّض المبعوث الدولي بتسييره.

رئيس الائتلاف الوطني: أجريت اتصالا بالمندوب السعودي الدائم في الأمم المتحدة عبد الله المعلمي عبرت من خلاله عن شكرنا وتقديرنا لموقفه الداعم للشعب السوري. رئيس الائتلاف الوطني: المعلمي أكد لي أن مواقف السعودية ثابتة في دعم الشعب السوري.

ثالثا: التطورات في الساحة السورية

أولا: على الصعيد الأمني:

• اغتيال المدعو ” رأفت كمال الصبيحي” أحد المتعاونين مع فرع الأمن العسكري التابع لنظام الأسد على يد مجهولين في بلدة عتمان شمالي درعا.
• وكالة أنباء النظام سانا تعلن مقتل عنصر في قوات النظام بقصف جوي إسرائيلي على المنطقة الجنوبية. 17/12.
• موالون للنظام يعترضون طريق دورية عسكرية أمريكية مكونة من خمس عربات في قرية الدمخية صغيرة بريف القامشلي.
• عملية تبادل أسرى على معبر أبو الزندين شرقي حلب بين الجيش الوطني السوري ونظام الأسد بضمانة “تركية – روسية” وإشراف الأمم المتحدة والصليب الأحمر الدولي.
• البنتاغون: مجموعات مدعومة من إيران في سوريا والعراق تستخدم الطائرات المسيرة ذاتها التي خرقت أجواء قاعدة التنف الأميركية في سوريا.
• مقتل عنصرين من قوات النظام بهجوم مسلح استهدف سيارة عسكرية على الطريق الواصل بين مدينتي مسكنة ودبسي عفنان جنوب غربي الرقة.
• قوات النظام والميليشيات التابعة له تستقدم تعزيزات عسكرية إلى نقاط تمركزها في بادية المسرب بريف دير الزور.
• شبكة نهر ميديا: 5 إصابات بينهم طفلين كحصيلة أولية جراء انفجار دراجة نارية مفخخة في حي غويران بمدينة الحسكة.
• الطيران الحربي الروسي يستهدف بعدة غارات جوية مواقع لتنظيم الدولة في بادية الرصافة جنوب غرب الرقة.
• شبكة السويداء24: اشتباكات بين مجموعة مسلحة وعناصر أمنية تابعة للنظام في مدينة السويداء جنوب سوريا.
• وكالة أنباء النظام سانا: مقتل رئيس بلدية النعيمة بريف درعا وإصابة عدة أشخاص كانوا برفقته جراء انفجار عبوة ناسفة استهدفت سيارته في مدينة درعا.
• مقتل المدعو “عامر محاميد” وإصابة المدعو “فاضل محاميد” العاملين ضمن مجموعة تابعة لفرع الأمن العسكري التابع لنظام الأسد نتيجة استهدافهم من قبل مسلحين مجهولين بعدة طلقات نارية في بلدة “أم المياذن” شرقي درعا.
• تجمع أحرار حوران: مقتل القيادي “علاء جمال اللباد” الملقب بـ (الجاموس) إثر استهدافه بالرصاص المباشر من قبل مجهولين في شارع السوق بمدينة الصنمين شمالي درعا. اللباد متزعم مجموعة محلية في الصنمين لصالح فرع الأمن العسكري منذ عقد اتفاق تسوية تموز 2018 ويتهم بوقوفه خلف العديد من عمليات الاغتيال بحق معارضين للنظام في المدينة.
• مقتل المدعو “رأفت البدر” أحد عناصر الفرقة الرابعة التابعة لجيش النظام برصاص مجهولين في مدينة طفس غربي درعا.
• قصف إسرائيلي يطال مرفأ اللاذقية، وهو الثاني خلال شهر واحد يخلف أضرارا بالغة.

ثانيا: أخبار متفرقة:

• وكالة سانا التابعة للنظام: إصدار 3 مراسيم تشريعية لرفع رواتب وأجور وتعويضات العاملين المدنيين والعسكريين وأصحاب المعاشات التقاعدية.
• وزير الداخلية التركي سليمان صويلو يزور مدينة الراعي في ريف حلب الشمالي برفقة وفد رفيع المستوى. المكتب الإعلامي للمجلس المحلي في مدينة الراعي: صويلو أكد وقوف تركيا إلى جانب الشعب السوري وتمنى المزيد من الازدهار والتطور في مناطق الشمال السوري.
• شركة روسية تطرد عشرات الموظفين من شركة الأسمدة في حمص.
• اللجنة الأولمبية الرياضية التابعة للنظام تقرر طرد اللاعب فراس الخطيب بسبب مشاركته مع منتخب العرب بمواجهة منتخب العالم في قطر بوجود أفراد إسرائيليين وفق صحيفة الوطن الموالية.
• وقفة احتجاجية من الأهالي في مدينة الباب بعد خطف طفل من أمام منزله من قبل مجهولين.
• فرانس برس: السلطات الفرنسية تعتقل مواطناً من أصول سورية للاشتباه بتزويده نظام الأسد بمكونات لتصنيع أسلحة كيماوية جرى استخدامها خلال الحرب السورية.
• وزير الكهرباء في حكومة النظام “غسان الزامل” لتلفزيون الخبر الموالي: سبب زيادة ساعات انقطاع التيار الكهربائي هو التحميل الكبير على الشبكة من قبل المواطنين. الزامل: لدينا مشكلة في برامج تقنين الكهرباء الموضوعة والمشكلة الفعلية تكمن في عدم الالتزام بتطبيقها بشكل ثابت.
• صحفي موالٍ يستفز السوريين: الزير وزنوبيا عاشوا بلا كهرباء.

رابعا: قضايا ذات صلة بالشأن السوري

الخارجية الأمريكية تنشر تقريرها السنوي حول الإرهاب في دول العالم لعام 2020 لتقديمه إلى الكونغرس. وجاء في التقرير: عدد ضحايا الهجمات الإرهابية خلال العام 2020 ارتفع 10% مقارنة بعام 2019. والخارجية التركية: من غير المقبول ألا يتضمن التقرير الأمريكي الهجمات الإرهابية التي تشنها الجماعات التابعة لـ”قوات سوريا الديمقراطية” ضد المدنيين في سوريا.

صحيفة نيويورك تايمز تنشر تحقيقاً يكشف عن قيام الجيش الأمريكي بتنفيذ أكثر من 50 ألف غارة جوية عبر طائرات مسيرة في سوريا والعراق وأفغانستان. الصحيفة: وثائق مستخرجة من البنتاغون أظهرت أن بعض الغارات جاءت نتيجة معلومات استخباراتية مغلوطة وأسفرت عن استهداف غير دقيق في كثير من الأحيان.

الليرة التركية تواصل تحسنها أمام الدولار لتصل إلى 11.90 مقابل الدولار الواحد.

الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين علي القره داغي: إبلاغ اللاجئين مأمنهم أو إبقاؤهم في مأمن فريضة شرعية وترحيلهم بالإكراه محرم قطعا وجريمة. القره داغي: نصرة المظلومين واجب شرعي وأخلاقي وإنساني وتمكين الظالم من ظلمه مشاركة في جريمته. هذه المبادئ أقرها القرآن الكريم قبل القوانين الدولية والإنسانية بأكثر من 14 قرنا.

المديرية العامة للجمارك اللبنانية: ضبط 9 مليون حبة من الكبتاغون مخبأة ضمن فواكه اصطناعية موضبة في صناديق حمضيات بهدف التمويه ومعدة للتهريب من مرفأ بيروت باتجاه إحدى دول الخليج.

خامسا: دراسات ومقالات حول القضية السورية

موقع “ترافل ريسك ماب” يكشف عن خارطة جديدة من دول العالم المصنفة بحسب مؤشر “المخاطر الأمنية” لعام 2022. الموقع: سوريا وليبيا واليمن والصومال والعراق ومالي وأفغانستان من بين الأكثر خطورة.

الدفاع المدني السوري: 1284 هجوماً بالصواريخ والمدفعية شنتها قوات النظام وروسيا على محافظة إدلب شمال غربي سوريا منذ بداية العام الحالي. الدفاع المدني: الهجمات أسفرت عن مقتل 224 شخصاً بينهم 65 طفلاً و38 امرأة وثلاثة من كوادر فرق الإسعاف إضافة إلى إصابة 612 آخرين بينهم 150 طفلاً.

الشرق الأوسط: قضية تجارة الكبتاغون في سوريا تعود لقبة الكونغرس الأميركي عبر مشروع قانون جديد تقدّم به مشرّعان من مجلس النواب نهاية الأسبوع الماضي. المشرّعان رينش هيل وبرندان بويل أكدا في بيان أنه يجب على حكومة الولايات المتحدة أن تفعل كل ما في وسعها لتعطيل المستوى الصناعي لإنتاج المخدرات في سوريا. هيل وبويل: من المهم أن نوقف هذا الاتجار ومصدر التمويل غير المشروع وإذا فشلنا في القيام بذلك فسيستمر نظام الأسد في دفع الصراع المستمر وتوفير شريان الحياة للجماعات المتطرفة.

المرصد الآشوري لحقوق الإنسان يكشف عن وجود نحو 400 ألف مسيحي في سوريا حالياً من أصل 1.2 مليون قبل عام 2011 وسوء الأوضاع المعيشية والخدمية والجائحة تمثل التحدي الأكبر الذي يواجه ما تبقى من المسيحيين في سوريا. مدير المرصد جميل ديار بكرلي لقناة رووداو: المسيحيون كانوا ينتظرون من الإدارة الذاتية شمال شرق سوريا أداء أفضل لكن الكثير من الأخطاء والانتهاكات ساهمت بهجرتهم. ديار بكرلي: قوات قسد لم تعط الاطمئنان للأهالي ليعودوا إلى مناطقهم والمهاجرين لم يبيعوا أملاكهم على أمل العودة لكن مصير أملاكهم مهددة بسبب الانتهاكات الكثيرة التي حدثت على الأراضي والمنازل والعقارات التابعة للمسيحيين من قبل الإدارة الذاتية.

قالت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، أمس الجمعة، إن استراتيجية الرئيس “جو بايدن” تجاه سوريا عصية على الفهم، والفجوة بين أفعاله وأقواله. ورأى الكاتب، “جوش روجين”، في تقريره للصحيفة، أن الفجوة بين أفعال وأقوال “بايدن” تجاه سوريا جعلت الدول تشعر بالارتباك، مشيراً إلى أنها أصبحت غير متماسكة ومتناقضة في آن واحد. وأضاف “روجين”، أنه عندما تم انتخاب “بايدن” رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية كان لدى العديد من السوريين آمال عريضة بأن يأتي بخطة لحشد المجتمع الدولي للتحرك، ومحاسبة رئيس النظام، “بشار الأسد”، على جرائم الحرب التي ارتكبها كما وعد، إلا أن إدارة “بايدن” لم تستخدم نفوذ واشنطن وتؤثر بشكل كبير في زيادة الضغط على “الأسد”. واستطرد بالقول: “لم يعد المشرعون والناشطون يصدقون ادعاءات إدارة بايدن بأنها تعمل على منع التطبيع مع نظام الأسد، ويرون أنها تفعل العكس”.

قالت صحيفة “حرييت” التركية في تقرير لها، أمس الجمعة، إن هناك 4 شروط لانسحاب القوات التركية من الأراضي السورية. ونقلت الصحيفة عن مصادر – لم تسمها – قولها إن الشروط التي تضعها الحكومة التركية للانسحاب من سوريا تعتبرها واضحة، ويجري إيصالها للمتحاورين في كل لقاء سوري، لكن بعض الجماعات أسهمت في نقل رسائل شديدة الوضوح، يما يمكن تفسيره بشكل مختلف. وأوضحت المصادر أن هذه الشروط تتمثل في توافق جميع الأطراف على الدستور الجديد بما يحمي حقوق شرائح الشعب السوري كافة، وإقامة نظام انتخابي يمكن لجميع الفئات المشاركة فيه بحرية، وتشكيل حكومة شرعية بعد الانتخابات، إلى جانب قضاء هذه الحكومة على من وصفتها بـ “التنظيمات الإرهابية”، التي تستهدف وحدة أراضي تركيا على خط الحدود بين البلدين، ووضعها في إطار التنفيذ. وبينت المصادر أن سبب وجود القوات التركية في سوريا هو لمواجهة من وصفتها بـ “التنظيمات الإرهابية” التي تستهدف وحدة الأراضي التركية.

سادسا: رؤية تحليلية

رسائل من كل صوب تتجه نحو روسيا؛ فتركيا والسعودية وأمريكا مجمعين على ضرورة الدفع نحو التغيير، فلا يمكن التخلي عن التواجد العسكري الحالي في سورية دون الوصول إلى تسوية سياسية، والموقف التركي الذي حدد شروط تركيا للانسحاب من سوريا مفاده واضح، فلا يمكن لتركيا أن تتخلى عن موقعها الحالي إلا اذا تم الوصول إلى عملية سياسية مضمونة ويمكن الركون لها ولا تخشي تركيا من تبعاتها على أمنها القومي. كما أن موقف المعلمي في الأمم المتحدة ليس بالموقف الجديد بل هو إعادة الاعتبار للخطاب التقليدي السعودي تجاه القضية السورية. كما أن  أن توقيع بايدن على قانون الميزانية الخاصة بوزارة الدفاع متضمنا قانونياً نشر التقرير العام عن ثروة بشار الأسد وأفراد أسرته على الإنترنت على موقع الحكومة الفيدرالية بحلول 26 أبريل / نيسان 2022 هو رسالة أمريكية واضحة بأن مصير عائلة الأسد لم يتم القبول به كما يعتقد الروس، فالبازار حول الأسد سيبقى مفتوحا، فصحيح أن روسيا استطاعت حمايته ولكنها لم تستطع حسم الصراع نهائيا، وبذاك فإما أن ترضى روسيا بالواقع الحالي والذي لن يشكل إلا خيبة على المدى الطويل، وإما فهي ستكون مضطرة للتفاوض ولكن هذه المرة ليست تحت ضغط الطائرات والدبابات، فالحالة العسكرية تم ايقافها بالقوة وليس من السهل العودة لها مجددا.