التقرير الرصدي للفترة الواقعة بين 15 – 31 مارس / 2020 .
يسعى هذا التقرير إلى رصد أهم المواقف للدول الفاعلة في الشأن السوري على المستويين الإقليمي والدولي من خلال رصد أهم التصريحات الرسمية واللقاءات والاتفاقيات ذات الصلة، مع تقديم رؤية تحليلية تساعد القارئ في تركيب صورة ذهنية مترابطة حول تطورات القضية السورية وماهية أدوار الدول.
الولايات المتحدة:
فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على وزير الدفاع في النظام السوري علي أيوب، فيما أعلن المبعوث الأممي “جيمس جيفري” أن الولايات المتحدة ترفض اتهامات وزارة الدفاع الروسية حول أن المظاهرات السلمية في إدلب نظمها إرهابيون. أما وزير الدفاع الأمريكي فقد قال: طلبنا من سوريا وإيران إطلاق سراح المعتقلين خوفا من تفشي فيروس كورونا.
روسيا:
في العشرين من الشهر الجاري أعلن الكرملين أن بوتين بحث هاتفيا مع رأس النظام السوري الأوضاع في سوريا على ضوء الاتفاقات الروسية التركية حول إدلب، كما أفادت وزارة الدفاع الروسية، في بيان أصدرته يوم الإثنين،23-3-2020 بأن وزير الدفاع الروسي “سيرغي شويغو ” قام بزيارة إلى سوريا بتوجيه من الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين”، دون الإشارة إلى موعدها الدقيق. وذكر البيان أن “شويغو” أجرى في دمشق محادثات مع الأسد، شملت مناقشة مسائل ضمان نظام وقف مستدام للأعمال القتالية في منطقة إدلب لخفض التصعيد، وإرساء الاستقرار في باقي أراضي سوريا، وكذلك جوانب مختلفة للتعاون العسكري التقني (بين البلدين).
تركيا:
بعد أن عرقل بعض المحتجين مسار الدورية المشتركة الأولى للقوات التركية الروسية قامت القوات التركية بإزالة السواتر الترابية على الطريقM4) ) وسيرت دورية قوامها القوات التركية فقط، لكن هذه الدورية تعرضت لاعتداء من إحدى الجماعات الراديكالية أدى إلى مقل جنديين تركيين، وأعلنت وزارة الدفاع التركية أنها ردت على مصادر النيران.
وفي اليوم الثالث والعشرين من الشهر الجاري أعلنت وزارة الدفاع التركية عن تسيير دورية مشتركة مع القوات الروسية (M4) فيما توالى دخول الأرتال العسكرية إلى محافظة إدلب.
النظام السوري:
صرح مصدر في وزارة خارجية النظام أن النظام السوري يطالب الولايات المتحدة ومعها دول الغرب برفع العقوبات عن سوريا لكي تتمكن من مواجهة وباء كورونا، وأضاف المصدر أن سوريا تحمل الولايات
المتحدة وحلفاءها المسؤولية الكاملة عن كل ضحية إنسانية لهذا الوباء من خلال اعاقتهم الجهود الرامية للتصدي لهذا الفيروس.
وعلى الصعيد الداخلي فقد سيطرت قوات الفرقة الرابعة المقربة من إيران على معبر نصيب في درعا، وطردت منه مجموعة من المليشيات المقربة من روسيا، فيما حصلت اشتباكات متفرقة بين ثوار درعا وقوات النظام وتمكن الثوار من قتل 16 عنصرا للنظام بينهم ضابط خلال الهجوم على حاجز بين مساكن جيلين والشيخ سعد، بينما ردت قوات النظام بقصف بلدة جيلين براجمات الصواريخ مما أدى لمقتل مدنيين اثنين.
أما بخصوص وباء كورونا المستجد؛ فاعتبارا من الحادي والعشرين من الشهر الجاري بدأ النظام السوري باتخاذ إجراءات فعلية عن طريق تعليق حركة الطيران الخارجي، وفي اليوم التالي أعلنت وزارة النقل الداخلي إيقاف خدمة النقل الداخلي في كافة المحافظات، وفي نفس اليوم أعلن وزير الصحة لدى النظام السوري تسجيل أول إصابة بفيروس كورونا في سوريا، فيما أعلنت وزارة الداخلية إغلاق كافة المعابر الحدودية، وفي الأيام التالية بدأت وزارة الصحة لدى النظام تعلن عن تسجيل إصابات جديدة بفيروس كورونا ليرتفع العدد إلى 9 إصابات مع تسجيل حالتي وفاة حتى تاريخ إعداد هذا التقرير
وباء كورونا في المناطق المحررة:
حتى تاريخ إعداد هذا التقرير لم تسجل أية إصابة بفيروس كورونا في المناطق المحررة حسب وزارة الصحة في الحكومة السورية المؤقتة.
رؤية تحليلية:
من خلال استعراض أبرز التطورات خلال الفترة الماضية يمكن ذكر ما يلي:
- مازال الاتفاق التركي الروسي صامدا مع تركيز تركي واضح لتحصين الاتفاق من خلال تسيير دوريات عسكرية على الأوتوستراد M4) ) ولو بشكل منفرد وزيادة حجم القوات العسكرية التركية الموجودة في إدلب من خلال الاستمرار في حشد قوات عسكرية هناك .
- تؤشر زيارة وزير الدفاع الروسي على أن الروس قاموا بنقل تعليمات عسكرية واضحة للنظام بضرورة المحافظة على الاتفاق مع تركيا خاصة مع زيادة احتمالية أن تقع سورية بفوضى محتملة في حال تفشي وباء كورونا.
- يبدو أن محاولات النظام إخفاء حقيقة الوضع الصحي في دمشق باءت بالفشل وقادم الأيام قد يحمل للنظام مشكلات كبيرة مع زيادة تفشي كورونا وهو ما قد يدفعه لاختيار خيارات غير عقلانية للتعامل معها.