قراءة في “تفجير عفرين الإرهابي”
شهدت مدينة عفرين يوم الثلاثاء 28-4-2020 وقوع عمل إرهابي تمثل في انفجار خزان وقود في شارع راجو المكتظ بالمدنيين مما تسبب باستشهاد 42 مدنيا أغلبهم استشهد حرقا في مشهد مروع تناقلته وسائل الاعلام، كما أصيب 62من المدنيين في حصيلة تعتبر الأعلى منذ القيام بعملية غصن الزيتون التي أدت الى سيطرة الجيش الوطني السوري والجيش التركي على منطقة عفرين. وقد حملت قوى الثورة والجانب التركي مليشيات قسد المسؤولية عن هذا العمل الإرهابي، كما أدانت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وعدة دول منها الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا وألمانيا هذا العمل الإرهابي. وفي تصرف ملفت أعلن الرئيس التركي شخصيا أن القوات التركية ألقت القبض على الإرهابي الذي أعد للهجوم الدموي.
ورغم أن المناطق المحررة تشهد عمليات إرهابية بشكل مستمر، لكن هذه الجريمة بالتحديد سيكون لها تداعيات محتملة وفقا لما يلي:
أولا: على الجانب الأمني: أظهرت العملية ضعف الجهاز الأمني في المناطق المحررة مما سيشكل عامل ضغط إضافي على الجيش الوطني السوري، وعلى الجانب التركي لإعادة ترتيب القطاع الأمني بشكل جاد.
ثانيا: فيما يخص التواجد التركي في الشمال السوري: شكلت العملية رسالة واضحة المعالم للجانب التركي بوجود مخططات واضحة لخلق حالة اضطرابات مستمرة في مناطق الوجود التركي في سورية، وبما يظهر عدم قدرة الجانب التركي على ضبط مناطق وجوده.
ثالثا: على مستوى العلاقات التركية الأمريكية: قد تسهم هذه العملية في ترسيخ تفاهم تركي أمريكي في سورية وعلى حساب مليشيات قسد. وخاصة فيما إذا استطاع الجانب التركي تقديم وقائع للجانب الأمريكي حول ارتباط مليشيا قسد بهذه العملية. وعلى ما يبدو فإن قيادة مليشيات قسد باتت تدرك حجم الإدانة الدولية لهذه الجريمة؛ لذلك صدرت منها بيانات وتصريحات تتنصل من أي علاقة لها بهذأ العمل الإرهابي.