تقرير حول ندوة

تقرير حول ندوة الدوحة (سوريا إلى أين)

عقد مركز نما للأبحاث المعاصرة ندوة حوارية بعنوان ندوة الدوحة (سوريا إلى أين) – السياق والآفاق، بمشاركة الدكتور أحمد قربي والدكتور محمد حسام الحافظ إضافة إلى عدد من الضيوف المشاركين على برنامج زووم (العقيد عبد الجبار العقيدي- المهندس محمد ياسين النجار- السيدة سهير الأتاسي)

وقد غطت الندوة ثلاثة محاور:

  1. سياق ندوة الدوحة وغاياتها
  2. الإضافات المتحققة
  3. الآفاق والخطوات المحتملة في ضوء التوصيات الصادرة عنها

 المحور الأول: السياق والأهداف

وقد تركزت الأفكار حول السياق العام للندوة بما يلي:

  • السياق الدولي اتسم بتراجع الاهتمام الدولي بالملف السوري وانحصار المسار السياسي بسلة الدستور وجهود الوسيط الأممي لتسويق مبادرته (خطوة مقابل خطوة) وجمود في المسار السياسي وعودة النظام إلى بعض المنظمات (الانتربول، منظمة الصحة العالمية) إضافة إلى جمود الوضع الميداني وزيادة المعاناة الانسانية.
  • ازدياد توجه بعض الدول العربية لإعادة التطبيع مع نظام الأسد والدفع باتجاه عودته إلى جامعة الدول العربية بضغط روسي ونوع من التساهل في الموقف الأمريكي والتراخي في تطبيق قانون قيصر ومبادرة العاهل الأردني.
  • على صعيد المعارضة جاءت الندوة في جو من انقسام المعارضة عموما وضعف أداء المعارضة الرسمية خصوصا وعدم رضا عام عن المسارات السياسية الجانبية التي تؤثر سلبا على العملية السياسية وفق مرجعية جنيف والمرجعيات الأممية ذات الصلة بالحل السياسي، وازدياد الهوة بين المؤسسات الرسمية والحاضن الشعبي، والذي لم يعد يهتم بالمسار السياسي مع تكرار الحديث عن إصلاح المعارضة والنهوض بأدائها.

أما بما يتعلق بالأهداف فقد لخص الضيوف أهداف الندوة بما يلي:

  • كانت الغايات المعلنة للندوة _وفق اللجنة المنظمة- هي تقييم الوضع الذي آلت إليه البلاد، والتداول حول آليات تخفيف معاناة الشعب السوري، والنهوض بأداء المعارضة ومناقشة آليات إخراج عملية الانتقال السياسي من حالة الاحتباس التي تعاني منها” و “إيصال رسالة واضحة إلى المجتمع الدولي بأن الثورة السورية ما زالت مستمرة، وأن بشار الأسد وحلفاءه لم ينتصروا، وهي محاولة جمع السوريين على كلمة واحدة والارتقاء بعمل المعارضة وتسليط الضوء على معاناتهم”.

المحور الثاني: الإضافات والسلبيات:

بما يتعلق بالإضافات فكانت كما يلي:

  • استطاعت الندوة جمع مراكز بحثية مع هياكل أساسية لقوى الثورة والمعارضة ومعارضين مستقلين إضافة إلى منصات معارضة لم تجتمع ضمن هيئة التفاوض منذ مدة، كمنصة موسكو والقاهرة وهيئة التنسيق، وفتح الباب للمراجعات وإرسال رسالة للمجتمع الدولي أن قوى الثورة والمعارضة لا تزال موجودة وقادرة على تحديد أهداف مشتركة، وهي كانت كندوة بحثية جيدة قدمت العديد من الأوراق الهامة والجيدة أما من حيث كونها اجتماع سياسي فلم تحقق المطلوب.
  • حركت المياه الراكدة ووضعت الملف السوري على الطاولة وشكلت نوعا من الضغط على المؤسسات الرسمية، مما يساعدها على تحسين الأداء والتعامل مع الضغوطات الخارجية.
  • إمكانية جمع قوى الثورة والمعارضة، وهنالك أسس ومشتركات كثيرة بين قوى الثورة والمعارضة رغم اختلافاتها.
  • تعزيز دور مراكز الأبحاث ودور الجاليات السورية والمجتمع المدني عموما ومشاركتهم في صياغة التوصيات.

وبما يتصل بالسلبيات التي شابت الندوة فهي كما يلي:

  • مخرجات الندوة هي مجرد توصيات وذلك مؤشر على أن الملف خارج يد السوريين.
  • الرسالة السياسية ضعيفة ولم تقدم الندوة حلولا للمشاكل التي تعاني منها المعارضة، وخاصة على صعيد الهيكلة والتنظيم. ولا على صعيد الدور ضمن مسار الحل السياسي، وليس هناك اعترافا كافيا بالتقصير ورغبة بالمراجعة من قبل متصدري المشهد.
  • غموض في عملية التنظيم ودعوة المشاركين؛ فلم يتم دعوة أي من الضباط المنشقين نزولا عند شروط بعض الجهات المشاركة.
  • عدم وضوح ماهي الخطوة التالية.

المحور الثالث: الآفاق

لخص المشاركين الآفاق المتوقعة من ندوة الدوحة بالنقاط التالية:

  • التوصيات بقيت بالإطار العام وهي بحاجة إلى تفعيل وإلى حامل سياسي، ولا توجد آليات ضغط لمتابعة تلك التوصيات، ولا يجب أن تعطي الندوة جرعة أمل من دون إجراءات عملية.
  • مراكز الدراسات ثقافة جديدة في الواقع السوري ولا يجب تحميل الندوة البحثية أكثر مما تحتمل وإيجاد الحلول هو واجب صانع القرار الرسمي.
  • الندوة قد تمهد لزيادة التنسيق بين قوى الثورة والمعارضة والضغط عليها لتسريع الإصلاح والهيكلة.
  • زيادة التشبيك الأفقي بين المؤسسات ومراكز الأبحاث والجاليات والمجتمع المدني.
  • الهياكل الموجودة غير قابلة للإصلاح بقوة دافعة ذاتية ولا يتوقع نتائج جديدة.
  • لا بد من إجراء مراجعات ومعرفة مواطن الخلل ومواجهتها بجرأة.
  • لا بد من تشكيل جبهة واسعة من الفاعلين السياسيين لتدعيم استقلالية القرار بتوسيع هامش العمل السياسي، ولا بد من إعادة التذكير بالمرجعيات السياسية والقانونية والثورية وتفعيلها للخروج من المأزق. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى