التقارير الرصدية في عام 2021

التقرير الرصدي للنصف الأول من شهر شباط 2021

يسعى هذا التقرير إلى رصد أهم الأحداث والمواقف للدول الفاعلة في الشأن السوري على المستوى المحلي والإقليمي والدولي من خلال رصد أهم التصريحات الرسمية واللقاءات والاتفاقيات ذات الصلة، مع تقديم رؤية تحليلية تساعد القارئ في تركيب صورة ذهنية مترابطة حول تطورات القضية السورية وماهية أدوار الدول.

أولا: أبرز التصريحات حول سوريا

مازالت التصريحات الأمريكية تجاه الملف السوري خجولة وغير واضحة في نفس الوقت، فالمتحدث باسم الخارجية الأميركية “نيد برايس” لا يجيب عن سؤال حول نية بلينكن تعيين المسؤول الأميركي والأممي السابق “جيفري فيلتمان” مبعوثاً خاصاً إلى سوريا، وأكد أن أي تسوية سياسية يجب أن تعالج أسباب اندلاع الأزمة السورية. وأشار إلى أن الإدارة الأميركية ستستخدم الأدوات المتوفرة لها بما فيها الضغط الاقتصادي للدفع نحو إصلاح جدي والمحاسبة ومتابعة الأمم المتحدة دورها في التفاوض على تسوية سياسية بما يتوافق مع القرار الأممي 2254، كما قال إن سوريا كارثة إنسانية وستستعيد أمريكا دورها الريادي في تقديم المساعدات الإنسانية للنازحين في الداخل واللاجئين في الخارج. كما أكدت الخارجية الأميركية أن “إدارة بايدن” لن تتهاون في تطبيق قانون قيصر مع الحفاظ على المسار الدبلوماسي وتسهيل العمل الإنساني للوصول إلى حل سلمي. كما ذكرت الخارجية الأمريكية في خبر آخر أن بلينكن وغوتيريش جددا التزامهما بالمسار السياسي في سوريا بموجب القرار الأممي 2254.

وفي كلمة لقائد القيادة الوسطى الأمريكية ذكر أن إيران مصدر عدم استقرار في العراق وسوريا واليمن. وفيما يخص تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا قال: تقديراتنا تشير إلى أن هناك نحو 10 آلاف مقاتل لتنظيم الدولة في سوريا. ومسؤول أمريكي آخر يقول: “لن ندعم قيام دولة كردية في سورية”. وفيما يبدو أنه تراجعا عن اعتراف إدارة ترامب بالجولان كأرض إسرائيلية، وزير الخارجية الأمريكي في تصريح لسي إن إن جاء فيه: هضبة الجولان مهمة لأمن إسرائيل طالما بقي الأسد في منصبه واستمر الوجود الإيراني في سوريا. ومن جهتها، وزارة الدفاع الأميركية أعلنت أن القوات الأميركية الموجودة في سوريا لم تعد مسؤولة عن حماية النفط في هذا البلد إذ إن واجبها الأوحد هو مكافحة تنظيم داعش. كما جاء عن البنتاغون: إن روسيا تتحدى الولايات المتحدة من خلال سوريا وهناك زيادة خطيرة للحوادث غير الآمنة.

من جهة ثانية، المندوبة البريطانية الدائمة لدى الأمم المتحدة “باربرا وودورد” في جلسة مجلس الأمن: التهديد المستمر الذي تشكله المسائل العالقة بشأن برنامج الأسلحة الكيميائية في سوريا على السلام والأمن الدوليين ليس تهديدا افتراضيا. هناك آلاف السوريين الذين عانوا آثارا مروعة نتيجة تعرض أجسادهم لغاز الأعصاب والكلورين منذ سنة 2014. كما جاء في بيان لأعضاء الاتحاد الأوروبي في مجلس الأمن: نأسف لعدم إحراز تقدم جوهري في اجتماعات اللجنة الدستورية السورية. النظام السوري يرفض الانخراط بشكل بناء في مقترحات المبعوث الأممي والمعارضة. ولن نعترف بانتخابات لا تتماشى مع الشروط المنصوص عليها في القرار الأممي 2254. ولا تمويل لإعادة إعمار سوريا ما لم يتم العمل بثبات على انتقال سياسي شامل.

أما المبعوث الأممي إلى سوريا غير بيدرسون ومن بعد إحاطته التي قدمها لمجلس الأمن قال: أن الجلسة الخامسة للجنة الدستورية كانت “فرصة ضائعة وخيبة أمل”. أبلغت مجلس الأمن الدولي بأني لا أمتلك أي خطة عمل مستقبلية تتعلق بالملف السوري. الرئيس المشارك عن حكومة النظام في اللجنة لم يقبل بأي من الاقتراحات التي قدمتها له أو قدمها الرئيس المشارك عن المعارضة، وأبلغت المجلس بضرورة تغيير طريقة عمل اللجنة الراهنة وضمان أن تعمل اللجنة في حال استأنفت عملها بفعالية وسلاسة وسرعة.

وأخيرا، المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن قال إن بلاده تختلف مع الولايات المتحدة الأمريكية حول دعمها لقسد ولكن الدولتين تتفقان على مستقبل نظام بشار الأسد. وأضاف: نعتبر روسيا طرفاً مهماً في جغرافيتنا إلا أن هناك العديد من القضايا الخلافية معها إذ لدينا وجهات نظر مختلفة حول مستقبل نظام الأسد.

ثانيا: الحراك السياسي

الرئيس المشترك للجنة الدستورية هادي البحرة في تصريح تلفزيوني لحلب اليوم يطالب بيدرسون بوضوح أكثر وشرح الواقع بشفافية أمام مجلس الأمن، ويقول: بيدرسون مطالب بالتوصل إلى جدول زمني لعمل اللجنة الدستورية ووضع منهجية لإدارة النقاش كي يكون مثمراً، والنظام هو من أفشل ويفشل جولات عمل اللجنة ووفد المعارضة عملَ على إظهار جديته والتزامه بالقرارات الدولية. وعن العملية الدستورية قال هي مهمة لأنها تحدد ماهية الدولة التي يطمح إليها الشعب السوري. وأضاف البحرة: هدف نظام الأسد من تعنته خلال أعمال اللجنة الدستورية هو قتل العملية السياسية.

من جهة ثانية قال رئيس الائتلاف الوطني نصر الحريري: النظام لم يتخذ خطوة جادة نحو الحل في أي مرحلة من مراحل العملية السياسية، والعملية السياسية بالنسبة للنظام هي “مجرد وسيلة لإضاعة الوقت ريثما يتمكن من فرض نفسه على المجتمع الدولي، ومناطق سيطرة النظام في سوريا بدأت حملة تروّج للانتخابات الرئاسية المقبلة المتوقع إجراؤها. كما وجه الحريري رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة كانت بخصوص التزام الأمم المتحدة مع الدول والوكالات الأعضاء فيها بالامتناع عن تقديم أي دعم للمؤسسات التابعة للنظام. والمساعدات تشمل “الصندوق السوري للتنمية” الذي ترأسه زوجة “المجرم” أو شركة طيران “أجنحة الشام التي أسسها ابن خاله. وفي تصريح آخر لرئيس الائتلاف الوطني “نصر الحريري” قال: نبارك الخطوة التي بادرت بها شخصيات مهتمة بالقضية السورية ومطالبتها الإدارة الأمريكية بضرورة زيادة الضغط على النظام لإجباره على تطبيق القرارات الدولية بما فيها 2254.

أما الخبر الأهم الذي تداوله السوريون خلال هذه الفترة فكان عن نية مناف طلاس تشكيل مجلس عسكري للمرحلة الانتقالية! وحول هذا، ذكرت بعض الأنباء أن موسكو تلقت عروضاً من معارضين سوريين دعوها إلى تشكيل مجلس عسكري مشترك بين قوات النظام وفصائل مسلحة ومنشقين.

وحول نفس الموضوع، جمال سليمان تعليقاً على مقترح تشكيل “مجلس عسكري” في سوريا يقول: كنت في الاجتماع بصفتي الشخصية وليس بصفتي ممثلا عن مؤتمر القاهرة. وطرحت فكرة المجلس العسكري كصيغة بديلة لجسم الحكم الانتقالي الواردة في وثيقة جنيف التي لم تر النور، ولم أقدم هذا المقترح مكتوبا للجانب الروسي كما جاء في صحيفة الشرق الأوسط.

وفي تصرح جديد، متحدث وفد أستانة العسكري “أيمن العاسمي” للأناضول: فصائل المعارضة المتواجدة على الأرض هي التي بدأت مسار أستانة وهي التي فاوضت. من الواضح تماما أن هذا المسار فيه كثير من الشفافية ورغم الانتقادات له إلا أنه مفتاح لكثير من الأفكار. يجري حديث في أستانا 15 عن محاولة تحويل منطقة خفض التصعيد لمنطقة وقف إطلاق نار دائم. خروقات النظام مقصودة لتخريب المسار وتعطيل التفاوض وأي نتائج يمكن أن نحصل عليها من هذا المسار.

وفي أخبار متفرقة:

  • مظاهرات في مدينتي الباب وإعزاز بريف حلب تحت شعار “لا شرعية للأسد وانتخاباته”.
  • بيان لبعض المسيحيين ردا على بيان بعض رجال الدين المسيحي المطالبين برفع العقوبات عن الأسد بذريعة كورونا.
  • فراس طلاس يعلن ولادة حزبه الجديد الذي سينطلق من شمال سوريا.

ثالثا: التطورات الميدانية

على الصعيد الأمني أبرز ما تم رصده خلال هذه الفترة ما يلي:

  • هجمات على قوات الأسد في درعا وروسيا تتراجع عن قرار التهجير.
  • اغتيال عميل الأفرع الأمنية مختار بلدة الكرك في ريف درعا الشرقي المدعو (جهاد سلطان النعمة أبو عدي) من قبل مجهولين.
  • مقتل شخص وإصابة 4 آخرين بانفجار سيارة شحن بالمنطقة الصناعية على أطراف مدينة الباب بريف حلب.
  • اغتيال المتعامل مع ميليشيات النظام رائد خليل الرفاعي في مدينة الصنمين من قبل مجهولين.
  • اغتيال الشاب “عبود إبراهيم الجوابرة” أحد عناصر الفصائل المعارضة سابقاً في بلدة المزيريب غربي درعا.
  • مقتل 12 من القوات الرديفة للجيش السوري بهجوم لجماعة داعش على نقاطهم في منطقة الفاسدة بريف السلمية في حماة.
  • طيران مسير يستهدف مقرات لمليشيا حزب الله ومستودعات ذخيرة في منطقة جبل البشري في ريف دير الزور الغربي وصولا لريف الرقة الشرقي.
  • مقتل 4 عناصر من الفرقة 17 التابعة لقوات النظام إثر وقوع مجموعتهم بكمين لتنظيم الدولة في منطقة “جناح الطائرة” جنوب غرب مدينة الميادين شرق دير الزور.
  • مصرع 26 عنصراً من قوات النظام السوري والمسلحين الموالين لها، الاثنين، في هجوم جديد لتنظيم داعش الذي يكثّف مؤخراً وتيرة اعتداءاته في شرق سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
  • موقع صوت العاصمة: غارة إسرائيلية تقصف الفوج 165 التابع للفرقة الأولى قرب مدينة الكسوة غرب دمشق.
  • قتيلان و13جريحا بانفجار سيارة ملغمة وسط مدينة الراعي في ريف حلب الشرقي.
  • وزارة الدفاع الروسية تقول إن قواتها تصدت لهجوم استخدمت فيه راجمات صواريخ على قاعدة حميميم العسكرية في محافظة اللاذقية.
  • إصابة ثلاثة جنود أتراك بهجوم مسلحين على نقطة عسكرية للجيش التركي قرب قرية عين الحمرة بريف إدلب الجنوبي في سورية.
  • جيش النظام يقول إن طائرات إسرائيلية حلقت فوق مرتفعات الجولان وقصفت أهدافا بمحيط دمشق.

أما بالنسبة لأهم الأخبار الأخرى خلال هذه الفترة فكانت كما يلي:

  • ناشطون خطّوا على جدران السويداء عبارات تذكر رأس النظام بشار الأسد وحاشيته بما يعانيه الشعب السوري من جوع وحرمان.
  • وزارة النفط: تم نقل 25 لتراً من الشريحة المدعومة للسيارات الخاصة إلى الشريحة غير المدعومة بحيث تصبح المخصصات 75 لتراً مدعوماً و125 لتراً غير مدعوم.
  • الجيش الأمريكي يعزز قواته داخل أكبر حقول الغاز الطبيعي شرقي سوريا.
  • موقع روسيا اليوم: دخول اتفاق رفع الحصار عن أحياء مدينتي الحسكة والقامشلي حيز التنفيذ وتم الاتفاق برعاية روسية. والاتفاق نص على أن تفك الأسايش الحصار عن المربعين الأمنيين الخاضعين للنظام في الحسكة والقامشلي مقابل فك الحصار عن مخيمات الشهباء والشيخ مقصود في حلب والخاضعتين للإدارة الذاتية من قبل النظام.
  • قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي: عدم انتقال الحوار مع النظام من البعد العسكري إلى اتفاق سياسي يعود للذهنية الإقصائية لدى نظام الأسد.
  • عبدي: نظام الأسد يسعى للعودة بالبلاد إلى ما قبل عام 2011 عبر محاولته خلق فتنة عربية كردية.
  • محافظ مدينة اللاذقية إبراهيم خضر السالم التابع للنظام يعلن الحجز على أموال مسؤولين في ريف المحافظة بسبب فساد في تعويضات متضرري الحرائق.
  • وكالة الأناضول: بقرار من رئيس الجمهورية التركية رجب طيب أردوغان سيتم إنشاء كلية للطب ومعهد عال للخدمات الصحية في مدينة الراعي بريف حلب الشرقي شمال سوريا.
  • الدولار يواصل ارتفاعه أمام الليرة السورية في السوق السوداء.
  • سوريا: أظهرت صور التقطتها أقمار صناعية عمليات جارية لتوسيع أحد المدارج الرئيسية في قاعدة حميميم، ما يسمح بتنشيط استخدام روسيا للقاذفات الثقيلة والطائرات الاستراتيجية.
  • الحكومة المؤقتة تتخذ إجراءات صارمة بخصوص الفلتان الأمني.
  • سوريا: مصادرة أموال وممتلكات من لا يدفع بدل الخدمة 8000 دولار، أو أموال أهله وذويه وممتلكاتهم.
  • تجمع أحرار حوران: اتفاق نهائي بين اللجنة المركزية ونظام الأسد بحضور وفد روسي يُنهي التوتر القائم غربي درعا.
  • مسؤول روسي: الوضع في سوريا اليوم هو الأصعب.
  • الحسكة: اتفاق بين قسد وروسيا يقضي بتقييد حركة عصابات الأسد في المنطقة ومنعها من التجول في مناطق قسد دون موافقتها مقابل تخفيف الحصار.

رابعا: قضايا ذات صلة بالشأن السوري

الاتحاد الأوروبي: الأولوية بالنسبة لنا هي عودة الولايات المتحدة للاتفاق النووي مع إيران. نحن على اتصال مع الأطراف المشاركة في الاتفاق النووي وإدارة بايدن لإعادة الاتفاق لمساره الصحيح. ونبحث مع الجانب الأمريكي رفع العقوبات التي تم فرضها من جانب واحد على إيران.

ذكرت وكالة رويترز عن تقرير للوكالة الدولية: أن إيران أوشكت على الانتهاء من تركيب مجموعة ثالثة من أجهزة الطرد المركزي في نطنز. وممثل إيران لدى الوكالة الدولية يقول: قمنا بتركيب أجهزة طرد مركزي في منشأة نطنز وبدأنا بتركيب أخرى في فردو. قدرة أجهزة الطرد المركزي الجديدة تعادل 4 أضعاف قدرة أجهزة الجيل الأول.

وذكرت مصادر إٍسرائيلية أن رئيس الموساد يتوجه إلى واشنطن خلال أسابيع لتقديم معلومات لإدارة بايدن بشأن النووي الإيراني. وسيعرض على إدارة بايدن معلومات استخبارية لثنيها عن العودة للاتفاق النووي.

المتحدث باسم الرئاسة التركية ومستشار الأمن القومي الأمريكي يبحثان هاتفيا قضايا دولية وإقليمية. ويتفقان على تعزيز حلف النيتو ودعم الاستقرار.

وجاء عن وزير الخارجية الأمريكي أن إيران ربما تكون على بعد أسابيع من امتلاك مواد لسلاح نووي إذا واصلت خرق الاتفاق النووي. والولايات المتحدة مستعدة للعودة إلى الاتفاق النووي إذا عادت إيران. وأضاف أن الولايات المتحدة تسعى لاتفاق أقوى وأطول مع إيران ويشمل قضايا أخرى.

وفي خبر آخر: أمريكا تسحب حاملة الطائرات “نيميتز” من الخليج العربي، لتخفيف التوتر مع إيران.

وفي كلمة للرئيس الأمريكي جو بايدن قال: سندعم الديمقراطية وحقوق الإنسان في كافة أقطار العالم. أقول للعالم إن الولايات المتحدة الأمريكية قد عادت، وسنعيد إرساء التحالفات وننخرط في السياسات الخارجية. سننخرط في السياسة الخارجية لمواجهة الأنظمة الدكتاتورية. وسأعمل مع وزير الدفاع وزعماء العالم لإنهاء الحروب التي استمرت وقتا طويلا مع ضمان مكافحة الإرهاب.

وفي آخر الأخبار: بلينكن تحدث هاتفيا مع نظيره التركي وتعهدا بتعزيز التعاون ودعم الحل السياسي في سوريا.

خامسا: دراسات ومقالات حول القضية السورية

  • مجموعة الأزمات الدولية تدعو الإدارة الأمريكية الجديدة إلى إعادة النظر في تصنيف هيئة تحرير الشام كياناً إرهابياً بعد الظهور الأخير لقائد الهيئة أبو محمد الجولاني مع الصحفي الأمريكي.
  • المجموعة: التسمية “الإرهابية” التي لصقت بـ”أقوى جماعة متمردة في إدلب” تقوّض وقفا حاسما لإطلاق النار وتغلق المسارات المحتملة لتجنب مواجهة عسكرية وتعكس فجوة في السياسة الغربية.
  • المجموعة: التغييرات التي مرت بها “هيئة تحرير الشام” كانفصالها عن تنظيم القاعدة وسعيها للدخول إلى مجال المشاركة السياسية في مستقبل سوريا يجب أن تفتح الفرص لتجنب تجدد العنف في المنطقة.
  • المجموعة: استمرار وضع “هيئة تحرير الشام” منظمة “إرهابية” يمثل عقبة رئيسية وله تأثير على الدعم الغربي لتوفير الخدمات الأساسية في إدلب ما يؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية.
  • معهد واشنطن للدراسات يقول إن نظام الأسد استسلم للوجود الأجنبي على أراضيه الذي يبدو أنه سيكون دائما وذلك بعدما تنازل عن السيطرة على حدوده ومجاله الجوي إلى جهات مختلفة.
  • المعهد: الوضع على الحدود السورية على الأقل لم يتغير خلال العامين الماضيين.
  • المعهد: المشاكل التي أعقبت تقسيم السودان شككت صانعي السياسة الغربيين بشأن جدوى مثل هذا الحل في سوريا.
  • المعهد: رغم الاحتمالات الدولية المجهضة للتقسيم فإن القوى الخارجية تتقاسم البلاد بشكل غير رسمي عبر مناطق نفوذ متعددة.

سادسا: رؤية تحليلية

مازال الانتظار هو السمة العامة لهذه المرحلة، ومازالت توجهات الإدارة الأمريكية الجديدة لم تتضح بعد، وأغلب الظن أن فترة الركود السياسي هذه سوف تطول فأمام الإدارة الأمريكية ملفات داخلية ضخمة بحاجة للمعالجة، وخاصة ملفي كورونا والاقتصاد المتعثر. لذلك، فمعظم ما يتم طرحه في هذه الفترة من قبل الفاعلين الدوليين والفاعلين الإقليميين، وحتى المحليين، لا يعدو عن كونه تحرشا بالإدارة الأمريكية الجديدة في محاولة للفت الانتباه للقضايا التي تهتم بها تلك الجهات، وهو في نفس الوقت محاولة استباقية للتأثير على صانع القرار الأمريكي كل حسب رغبته. وضمن هذا السياق طرح بعض السوريين فكرة المجلس العسكري، والذي لاقى صدى واسعا في الشارع السوري الذي يتلقف مثل هذه الأخبار لما تحمله في طياتها من بارقة أمل في حل قريب، واعتقدت الأغلبية أن هذا الطرح إنما هو بدفع وتوافق من القوى الفاعلة في القضية السورية، لكن الأدلة والبراهين تقول: إن لا شيئا من هذا، إنها مجرد فكرة سورية قديمة أعيد لها الوهج من جديد.

  • رغم ذلك، يمكن تسجيل ملاحظتين مهمتين: الأولى تتعلق بقرار مجلس الأمن رقم 2254، فمن الملاحظ في الآونة الأخيرة أن التصريحات من كافة الجهات أصبحت مكثفة ومركزة على ضرورة العودة لهذا القرار وضرورة تفعيله في إشارة عن تعثر المسارات السياسية التي كانت تنشط خلال الفترة الماضية. أما الملاحظة الثانية، وهي على اتصال وثيق بالأولى فهي ما يتعلق بتعثر أعمال اللجنة الدستورية، والتي يعتقد أنها سوف تكون محور أعمال اجتماع سوتشي القادم ضمن مسار أستانة، ولأن الدول الراعية لهذا المسار مضطرة للإبقاء عليه بأي شكل من الأشكال يتوقع أن يتم التوصل إلى بعض التفاهمات بشأن تفعيل ودعم أعمال اللجنة الدستورية. من جهة أخرى، وأمام هذا الانسداد والتعثر، ربما يصبح الطرح المتعلق بتحويل منطقة خفض التصعيد لمنطقة وقف إطلاق نار دائم فكرة قوية الحضور، ويمكن القول: إن الوصول إلى اتفاق وقف إطلاق نار دائم أصبح قريبا، وإن لم يكن في اجتماع سوتشي القادم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى