التقرير الرصدي للفترة الواقعة بين 16 – 31 أغسطس / 2020 .
يسعى هذا التقرير إلى رصد أهم المواقف للدول الفاعلة في الشأن السوري على المستوى الإقليمي والدولي من خلال رصد أهم التصريحات الرسمية واللقاءات والاتفاقيات ذات الصلة، مع تقديم رؤية تحليلية تساعد القارئ في تركيب صورة ذهنية مترابطة حول تطورات القضية السورية وماهية أدوار الدول.
الولايات المتحدة:
صرحت مندوبة الولايات المتحدة الأمريكية في مجلس الأمن “كيلي كرافت” أنه حان الوقت لإنهاء الحرب والفساد في سوريا، وأضافت: لا إعادة إعمار في سوريا في ظل غياب الحل السياسي، وندعو إلى انتخابات حرة في سوريا تحت إشراف “الأمم المتحدة”.
وفي خبر آخر الولايات المتحدة الأمريكية تفرض عقوبات على مساعد رأس نظام الأسد “ياسر إبراهيم”، والمستشارة الإعلامية “لونا الشبل” وقائد اللواء 42 العميد “غياث دلّة” في الفرقة الرابعة التابعة لعصابات الأسد إضافة لشخصيات عسكرية وسياسية مقربة من رأس النظام بشار الأسد. وتعليقا على ذلك قال وزير الخارجية الأمريكية “مايكل بومبيو”: فرضنا عقوبات على قيادة وحدة عسكرية سورية لسعيها إلى منع تطبيق وقف إطلاق النار في سوريا.
وعلى صعيد آخر تحدث مسؤول عسكري بالبنتاغون عن إصابة جنود أمريكيين في حادث تصادم بين آلية مدرعة للجيش الأمريكي وأخرى للجيش الروسي شمال شرق سوريا.
أما بخصوص ملف إدلب فقد أكد المبعوث الأمريكي إلى سوريا “جويل رايبورن” أن الولايات المتحدة الأمريكية ستقدم الدعم اللازم لتركيا في حال تعرضت محافظة إدلب شمال غربي سوريا، لأي هجمات جديدة من قِبل روسيا وميليشياتها. وفيما يخص العقوبات المفروضة على نظام الأسد في إطار قانون “قيصر”، لفت “رايبورن” إلى أن تلك العقوبات جزء أساسي لإيقاف مجازر نظام الأسد بحق السوريين. وأشار إلى أن الضغط الاقتصادي سيجبر نظام الأسد على الانصياع للعملية السياسية والقرارات الدولية، كما أكد وجود تنسيق مستمر ومباشر مع روسيا للتأثير على النظام.
واعتبر جيمس جيفري، أن اجتماع الجولة الثالثة للجنة مناقشة “الدستور السوري”، المقامة في مكتب الأمم المتحدة بجنيف، كان “بداية إيجابية”، مؤكدا ضرورة انتهاء المرحلة العسكرية في الأزمة السورية.
روسيا:
مازالت الدوريات المشتركة التي تسيرها القوات الروسية بمعية القوات التركية تتعرض لهجمات وفي آخر خبر تحدثت وكالات الأنباء عن إعطاب عربة روسية جراء استهدافها بحشوة قاذف RPG أثناء تسيير الدورية المشتركة “التركية-الروسية “على طريق M4 بالقرب من قرية أورم الجوز بريف إدلب الجنوبي. وأعلن مركز المصالحة التابع للاحتلال الروسي عن إصابة جنديين روسيين جراء استهداف الدورية المشتركة على طريق M4 غرب إدلب.
كما عقدت محادثات بين ممثلي روسيا وتركيا وإيران في جنيف، وتركزت المحادثات على الحديث حول الضـربات الإسرائيلية على سوريا، كما تم التطرق خلال المشاورات لمسألة توقيع الإدارة الذاتية للمنطقة الشمالية الشرقية من سوريا عقداً مع إحدى الشركات الأمريكية من أجل استثمار النفط السوري.
تركيا:
تعرضت الدورية “التركية الروسية” المشتركة للاستهداف بقذيفة RPG بين مدينة أريحا وبلدة مصيبين بريف إدلب ما أدى إلى تضرر عربة تركية. وقالت صحيفة “الديلي صباح” التركية بأن الانفجار الذي استهدف العربة التركية أثناء تسيير دورية مشتركة على طريق “M4” أسفر عن وقوع عدد من الإصابات في صفوف الجنود الأتراك.
أما فيما يخص تصريحات المسؤولين الأتراك فقد ذكر المتحدث باسم الرئاسة التركية “إبراهيم قالن”: لدينا نقاط اختلاف مع روسيا في الشأن السوري، ولكننا نقوم بالتنسيق في جوانب عدة. ونقل عن الجنرال سنان يايلا قوله: القوات التركية في سوريا ليست قوات مراقبة، وهذا يعني أنها قوات حرب، وأضاف: إذا تدخل الجيش الثاني فالهدف سيكون حلب. وقال وزير الدفاع التركي: استكملنا الدورية المشتركة الـ 26 مع روسيا على الطريق الدولي “M4” بإدلب والتعاون سيستمر. ونحن على اتصال دائم مع روسيا لمنع جهود عرقلة وقف إطلاق النار في إدلب. ولن نسمح على الإطلاق بإقامة كيان إرهابي على حدودنا الجنوبية شمالي سوريا. وفي خبر آخر المتحدث باسم الرئاسة التركية يؤكد للمبعوث الأمريكي ضرورة الحفاظ على منطقة “خفض التصعيد” في محافظة إدلب.
وفي حادث منفصل الجيش التركي المتمركز في مدرسة سلة الزهور بريف جسر الشغور يتمكن من تفجير سيارة مفخخة قبل وصولها إلى داخل النقطة.
وفي آخر خبر، وفد تركي برئاسة نائب وزير الخارجية “سادات أونال” يصل إلى العاصمة الروسية موسكو لبحث مستجدات الأوضاع في سوريا وليبيا.
الجولة الثالثة من أعمال اللجنة الدستورية:
انطلقت اجتماعات المجموعة المصغرة من اللجنة الدستورية السورية في جنيف بحضور وفود النظام والمعارضة السورية وقائمة المجتمع المدني. وبدأت الجلسة الأولى بمحاولة استفزاز من وفد نظام الأسد بتسمية نفسه “الوفد الوطني” وأنه لا يمثل “الحكومة السورية” ولا علاقة له بها. والرئيس المشترك من جانب المعارضة هادي البحرة يعترض ويطلب التزام وفد النظام بالتسميات المتفق عليها عند تأسيس اللجنة الدستورية وبالاتفاق مع الأمم المتحدة.
وذكرت الأخبار أن وفد هيئة التفاوض في اللجنة الدستورية التقي المبعوث الأمريكي “جيمس جيفري” في جنيف عشية بدء الجولة الثالثة لأعمال اللجنة المصغرة للجنة الدستورية السورية.
وبخصوص جولة المفاوضات التي حصلت قال المبعوث الأممي إلى سوريا “غير بيدرسون”: لم يتم بعد تحديد موعد لإعلان الوثيقة الدستورية والمحادثات مستمرة مع الأطراف السورية المعنية، وسنحدد موعد الجولة القادمة من اللجنة الدستورية بعد الاتفاق على جدول الأعمال مع الرئيسين المشتركين للمعارضة والنظام. وأضاف بيدرسون: المحادثات في جنيف لن تكون رهناً بالوضع الميداني في سوريا. بدأنا نحرز بعض التقدم في اجتماعات اللجنة الدستورية، وهناك دعم قوي وموحد من الدول الأعضاء الخمسة عشر لأعمال اللجنة الدستورية وتحديداً في هذه الدورة. أما بخصوص ملف المعتقلين فقد قال: ليس هناك أي تقدم بخصوص ملف المعتقلين والمختطفين ونأمل إحراز تقدم مستقبلاً.
كورونا في مناطق النظام وفي المناطق المحررة:
وزارة الصحة في حكومة نظام الأسد تعلن إرتفاع عدد الإصابات في فيروس كورونا إلى 2504 إصابة بعد اكتشاف 64 إصابة جديدة.
أما في المناطق المحررة فبعد تسجيل أربع إصابات جديدة بفيروس كورونا اثنتان في صوران وواحدة في الباب بريف حلب وواحدة في الفوعة، ارتفع إجمالي الإصابات إلى 75، وسجلت حالتا شفاء جديدتان في إدلب ليرتفع إجمالي حالات الشفاء إلى 55.
رؤية تحليلية:
باختصار، يمكن القول إننا شهدنا عودة فاعلة ونشطة للدبلوماسية الأميركية خلال الفترة الماضية، وهو ما قد ينعكس أيضا نشاطا دبلوماسيا من باقية الفاعلين في الملف السوري، وخاصة روسيا، ولعل الاتفاق الأخير بين مسد وحزب الإرادة الشعبية بقيادة قدري جميل مثال واضح على ذلك. وقد تجلى النشاط الدبلوماسي الأميركي بزيادة نشاط المبعوث الخاص “جيمس جيفري” وكان لافتا تصريحات جيفري الأخيرة لضرورة انهاء الحالة العسكرية، وأن هناك تطورات مثيرة في القضية السورية مما يوحي بأننا أمام مبادرة أميركية أو طرح جديد قد لا يتعلق أساسا بكامل الملف السوري، ولكن متابعة التطورات تشي بأن أميركا مهتمة بمعالجة الساحة الخارجة عن سيطرة النظام في المناطق المحررة وشرق الفرات مع زيادة الضغط على النظام من خلال العقوبات المفروضة وفق قانون قيصر، مما يوحي بأن أميركا تسعى إلى تهيئة الساحة السورية للبدء في المسار الطويل للحل السياسي، والذي تعبر اللجنة الدستورية فيه المدخل الممتد زمانيا لإنجازه.