التقرير الرصدي للفترة الواقعة بين 1 – 15 أيلول / 2020 .
يسعى هذا التقرير إلى رصد أهم المواقف للدول الفاعلة في الشأن السوري على المستوى الإقليمي والدولي من خلال رصد أهم التصريحات الرسمية واللقاءات والاتفاقيات ذات الصلة، مع تقديم رؤية تحليلية تساعد القارئ في تركيب صورة ذهنية مترابطة حول تطورات القضية السورية وماهية أدوار الدول.
الولايات المتحدة الأمريكية:
تميزت هذه الفترة بانشغال الإدارة الأمريكية باستحقاقات الانتخابات الرئاسية القادمة، رغم ذلك جاء على لسان الرئيس ترامب عبارة ملفتة قال فيها: ناقشت تصفية بشار الأسد مع وزير الدفاع السابق “ماتيس” لكنه لم يرد فعل ذلك.
روسيا:
عن أعمال اللجنة الدستورية قال وزير الخارجية الروسي “سيرجي لافروف”: الجلسة الثالثة للجنة الدستورية السورية في جنيف كانت مثمرة ومفيدة وإن لم تحلّ كل القضايا. وقال بعد لقائه المبعوث الاممي غير بيدرسون: سنواصل دعم جهوده ودعم السوريين للاتفاق على الاصلاح الدستوري. وأضاف نهتم كذلك بما يجري على الارض ونعمل في إطار صيغة أستانة لدعم سوريا في اجتثاث الإرهاب.
كما وصل وفد روسي برئاسة نائب رئيس مجلس الوزراء “يوريبوريسوف” إلى مطار دمشق لإجراء مباحثات مع مسؤولي العصابة. ليصل بعد قليل وزير الخارجية الروسي “سيرغي لافروف” إلى دمشق أيضا في أول زيارة له منذ العام 2012.
وقد جاء على لسان وزير الخارجية الروسي أثناء زيارته التالي:
- هدف الزيارة إلى دمشق مناقشة العلاقات مع سوريا على ضوء التطورات الجديدة. لدينا أولويات جديدة بينها إعادة إعمار سوريا.
- عملنا على المسار السوري يعتمد على ما تم التوصل إليه بين الرؤساء الروسي والإيراني والتركي.
- هناك اتفاقات واضحة بين تركيا وروسيا حول إدلب ويتم تنفيذها حتى ولو ببطء، ومنها فصل المعارضة المعتدلة عن “الإرهابيين”، وتأمين طريق M4. المؤشرات تؤكد أننا ماضون في تفاهماتنا مع تركيا بشأن إدلب حتى النهاية.
- الانتخابات قرار سيادي في سوريا وفي ظل النقاش حول الدستور ستستمر بتطبيق الدستور القائم.
- من المستحيل أن تتطابق وجهات النظر بين مختلف الشركاء والدول التي تؤدي دوراً في سوريا.
- ما يجمع وجهات نظر الدول الثلاث هو السعي لمنع تكرار سيناريو العراق وسيناريو ليبيا في سوريا.
- – الوجود الإيراني في سوريا لا يتعلق برغبة موسكو بل يتعلق برغبة نظام الأسد.
- بحثنا مع الرئيس الاسد الأوضاع الميدانية في سوريا وشددنا على أولوية توحيد الصفوف في البلاد.
- روسيا تقف موقف الاحترام لسيادة سوريا ووحدة أراضيها وأكدنا ذلك لقسد ولمنصة موسكو.
أما نائب رئيس الوزراء الروسي فقد قال:
- الاتفاقية الجديدة بين نظام الأسد وروسيا تشمل أكثر من أربعين مشروعاً جديداً.
- تم التوقيع مع نظام الأسد على عقد عمل لشركة روسية للتنقيب واستخراج النفط والغاز قبالة الشواطئ السورية.
- سنواصل خطة إعادة الإعمار ضمن خارطة الطريق في مجالات عدة بينها الطاقة.
تركيا:
- أعلنت وزارة الدفاع التركية عن استشهاد جندي لها متأثراً بإصابته جراء هجوم مسلح من قبل مجهولين داخل بلدة معترم بريف إدلب الجنوبي. وقبيل موعد تسيير الدورية المعتادة، قوات الجيش التركي بدأت الانتشار على طريق الـ “M4” الدولي استعدادا لتسير دورية مشتركة مع القوات الروسية. وبعد رفض القوات الروسية المشاركة في الدورية المشتركة التي كانت مقررة. قامت القوات التركية بتسيير دورية منفردة على طريق حلب_اللاذقية “M4″، كما استهدف مجهولون سيارة تابعة للهلال الأحمر التركي مما أدى إلى مقتل متطوع تركي وإصابة آخر سوري الجنسية بمنطقة الباب بريف حلب الشرقي، كما تعرضت القاعدة العسكرية التركية في الغزاوية إلى قصف من قبل مليشيات قسد.
النظام السوري:
قدم إلى دمشق وفد روسي برئاسة نائب رئيس الوزراء الروسي. ونقلت الأنباء أن رأس النظام خلال لقائه الوفد الروسي قال: سوريا مهتمة بنجاح الاستثمارات الروسية. ويوجد تقدم نحو التوصل إلى حل مقبول للعديد من القضايا.
أما وزير خارجية نظام الأسد فقد عقد مؤتمرا صحفيا عقب الزيارة أهم ما جاء فيه:
سيستمر النقاش في الدستور السوري حتى التوصل إلى اتفاق حوله ولا علاقة له بالانتخابات الرئاسية.
لقاء الوفد الروسي مع الرئيس الأسد كان بناء ومثمراً وشمل مختلف المواضيع السياسية والتطورات في المنطقة.
أي اتفاق يتعارض مع الدستور السوري لا نؤيده.
ما سيخرج عن اللجنة الدستورية سيعرض على الاستفتاء الشعبي.
الانتخابات الرئاسية السورية ستجري في موعدها في العام المقبل.
كورونا:
أولا: في مناطق النظام
وزارة الصحة في حكومة نظام الأسد تعلن عن تسجيل 34 إصابة جديدة بفيروس كورونا لأشخاص خالطوا مصابين في سوريا، لترتفع بذلك حصيلة الإصابات المسجلة إلى 3614 حالة، كما تم تسجيل 3 وفيات لتبلغ أعداد المتوفين جراء الفيروس 160، وبلغ عدد الحالات التي شُفيت 871.
ثانيا: في المناطق المحررة
تصريحات لوزير الصحة في الحكومة السورية المؤقتة د. “مرام الشيخ” حول آخر تطورات فيروس كورونا في الشمال السوري المحرر.
- فيروس “كورونا” لم يصل إلى مرحلة الذروة في منطقة شمال غربي سوريا حتى الآن، رغم الارتفاع الحاد بعدد الإصابات يوم أمس الأحد.
- وزارة الصحة لا تستطيع إجراء حظر تجوال بدون تعاون السلطات التنفيذية الأخرى، وهذا ما يتم التفكير به، وما زال النظام الصحي يستوعب حتى الآن كل الإصابات، ولم يشكل تزايد عدد الحالات المصابة ضغطاً كبيراً على قدرة النظام الصحي في الاستيعاب.
- نأمل أن تقوم منظمة الصحة العالمية والمنظمات الشريكة التي تقود عملية الاستجابة باستكمال إجراءاتها، وأن تدرك خطورة الموقف، وأن تكون واعية تماماً لخطورة الوضع في الداخل بسبب تزايد عدد الحالات الإيجابية اليومية.
وبتاريخ 15 أيلول يوم إعداد هذا التقرير أعلن مختبر الترصد الوبائي عن تسجيل 77 إصابة جديدة ليصبح إجمالي عدد الإصابات الكلي في المناطق المحررة 422 إصابة، شفي منها حتى الآن 114 حالة.
رؤية تحليلية:
ما هو مخرج الاجتماع الروسي مع النظام؟
هو أبرز سؤال كان يُبحث له عن جواب خلال الفترة الماضية، ومن خلال تتبع تطورات الوقائع على الأرض يمكن تسجيل ما يلي:
- النظام يعيش حالة أزمة اقتصادية جديدة على مستوى تقديم الخدمات الأساسية مما يجعله تحت ضغط الرضوخ لأي صفقات اقتصادية تعرضها روسيا عليه.
- زيادة تحرش النظام بالقوات التركية وخاصة بعد ارسال النظام مؤيدين له للتظاهر حول نقطة المراقبة التركية في الصرمان مما يوحي بأن النظام غير راض عن الاتفاق التركي الروسي.
- كان لافتا في هذه الفترة زيادة تصعيد مليشيات قسد لعملياتها في المناطق المحررة، سواء بالتفجيرات أو استهداف القوات التركية مما قد يشير بأن الحديث السابق عن انفتاح النظام على قسد قد يكون مقابلها تفاهم على الضغط على تركيا في سورية، وخاصة
الاستهداف الأخير للقاعدة التركية حيث أشارت بعض المصادر إلى أنه تم بواسطة صواريخ يمتلكها جيش النظام. وعليه يمكن القول: إن الاجتماع أنتج خضوعا اقتصاديا من النظام لصالح الروس، ولكن على المستوى السياسي يبدو أن هناك ملامح جس نبض بين النظام وقسد، لجهة التعرف إلى أين يمكن للروس أن يوصلوا كلا الطرفين.