مؤشرات الاستقرار

مؤشر الاستقرار العسكري في المناطق المحررة للفترة ما بين كانون الأول وحزيران 2021

مقدمة

يسعى هذا التقرير لقياس مؤشر الاستقرار العسكري اعتمادا على مجموعة بيانات كمية في محاولة لتحليل الواقع الحالي وفق مؤشرات واقعية تساعد على فهم الواقع، كما تسهم في تحديد مدى التزام أطراف الصراع السوري بالاتفاقيات الموقعة بينها.

أولا: منهجية جمع البيانات

  1. اعتمد التقرير على جمع بينات كمية من المصادر المفتوحة المتوفرة على منصات التواصل الاجتماعي والمتخصصة في نقل الأخبار المحلية حول الحوادث العسكرية، وذلك لغياب التقارير والنشرات الرسمية التي ترصد هذه الحوادث.
  2. اعتمد التقرير على رصد حدثين أمنيين رئيسين مرتبطين بحالة الصراع العسكري وهما عمليات القصف والاشتباكات.
  3. اعتمد التقرير التعريف التالي للحدث العسكري، فالحدث العسكري هو الواقعة التي يستخدم فيها أحد أطراف الصراع في سورية أي من أنواع الأسلحة العسكرية على جانبي خطوط التماس العسكرية بالإضافة للحوادث التي تشهدها مناطق العمق لأطراف الصراع باستخدام الأسلحة بعيدة المدى كالمدافع الثقيلة والطائرات والصواريخ.

ثانيا: أهداف المؤشر

يهدف المؤشر الأمني التعرف على أبرز ملامح الوضع العسكري في المناطق المحررة

ثالثا: البيانات الكمية وتحليلها

  1.  الحجم الكلي للحوادث العسكرية

استطاع المركز في الفترة الممتدة ما بين 1-1-2021 ولغاية 30-6-2021 رصد 845 حدثا عسكريا ما بين قصف واشتباكات في المناطق المحررة، وقد تركزت غالبية هذه الحوادث في منطقة إدلب وبشكل أساسي في جنوب إدلب “منطقة جبل الزاوية”.

  • التوزع الزماني للحوادث العسكرية

وقد توزعت الحوادث العسكرية كما يلي:

تظهر هذه الأرقام أن مستوى الحوادث العسكرية بات يزداد بشكل مطرد، حيث بلغت الزيادة ما بين شهر حزيران وشهر يناير ما نسبته 535% علما أن بدايات شهر تموز شهدت انعقاد جولة مفاوضات ضمن مسار أستانة، وهو ما يشير إلى حالة تصعيد متعمد ينتهجها النظام قبيل كل جولة من جولات التفاوض في أستانة  

  • التوزع المكاني للحوادث العسكرية:
  • توزع الحوادث العسكرية على الفواعل:

توزع الحوادث العسكرية على الفواعل في منطقة إدلب:

تظهر هذه النتائج رغبة النظام المستمرة في التصعيد تجاه منطقة إدلب، كما تظهر أن نسبة الرد من قبل فصائل المعارضة والجانب التركي بلغت ما نسبته 56%.

  • توزع الحوادث العسكرية على الفواعل في منطقة ريف حلب الشمالي: 

تظهر هذه الإحصائيات أن نسبة الهجمات العسكرية في منطقة ريف حلب الشمالي أقل بكثير مقارنة بمنطقة إدلب، كما تظهر بأن طبيعية الصراع مختلفة حيث يتركز الصراع العسكري أساسا بين مليشيات قسد من جانب وفصائل المعارضة والجانب التركي من جانب آخر.

  • تصنيف الهجمات تبعا لنوع السلاح المستخدم في منقطة إدلب:
  • تصنيف الهجمات تبعا لنوع السلاح المستخدم في منقطة ريف حلب الشمالي: 

تظهر النتائج السابقة أن سلاح المدفعية والصواريخ هو السلاح الأكثر استخداما في الفترة الماضية، كما تظهر النتائج غياب الاشتباكات والمعارك واسعة النطاق بما يعتبر مؤشرا واضحا لثبات الاتفاقيات المبرمة بين الضامنين، حيث تظهر الإحصائيات تحسنا في مستوى المؤشر الأمني في مدينة أعزاز وما حولها.

النتائج والتوصيات:

  1. يظهر مؤشر الاستقرار العسكري أن الشهور الأربعة الأولى من عام 2021 كانت أقل تصعيدا مقارنة بحالة التصعيد في الأشهر الأخيرة.
  2. مازالت الاتفاقيات الموقعة ما بين الدول الفاعلة الرئيسية في الملف السوري هي الفيصل في عملية تجدد المعارك رغم محاولات النظام المتكررة لنقض الاتفاقيات في إدلب.
  3. تظهر بعض الحوادث بدء كل من القوات الروسية وقوات النظام استخدمهما للقذائف المدفعية الموجهة ” كراسنوبول ” والتي شكلت فارقا بالنسبة لقدرتها على إلحاق الأذى بالطرف الآخر مثل استهداف مشفى الأتارب في شهر أذار بهذه القذائف والتي يمكن توجيهها من خلال طائرات دون طيار، وفي حال زيادة استخدمها يتوقع أن يكون لها آثارا سلبية على فصائل المعارضة مما يستوجب العمل على إيجاد حلول عملانية لمواجهتها.
  4. يعتبر سلاح القنص ومضادات الدروع لدى فصائل المعارضة من أكثر الأسلحة فتكا، وهو ما يتطلب زيادة مقدرات الفصائل وزيادة تدريب مقاتليها على هذه الأسلحة.
  5. تظهر النتائج بأن الصراع في سورية لم يصل إلى مرحلة التجميد الفعلي الذي يتضمن إعلان وقف إطلاق نار كامل وحقيقي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى