المحتويات

• أولا: أبرز التصريحات حول سوريا
• ثانيا: الحراك السياسي
• ثالثا: التطورات في الساحة السورية
• رابعا: قضايا ذات صلة بالشأن السوري
• خامسا: دراسات ومقالات حول القضية السورية
• سادسا: رؤية تحليلية

يسعى هذا التقرير إلى رصد أهم الأحداث والمواقف للدول الفاعلة في الشأن السوري على المستوى المحلي والإقليمي والدولي من خلال رصد أهم التصريحات الرسمية واللقاءات والاتفاقيات ذات الصلة، مع تقديم رؤية تحليلية تساعد القارئ في تركيب صورة ذهنية مترابطة حول تطورات القضية السورية وماهية أدوار الدول.

أولاً: أبرز التصريحات حول سوريا

نائب منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية لسوريا ديفيد كاردن يقول إن نقص تمويل خطة الاستجابة الإنسانية في سوريا له عواقب حقيقية على حياة الأشخاص الأكثر ضعفًا شمال غرب البلاد

القائم بأعمال بعثة الاتحاد الأوروبي إلى سوريا دان ستوينيسكو يقول إن سلطة الأسد هي المسؤولة بشكل مباشر عن تهيئة الظروف اللازمة لعودة اللاجئين السوريين

ستوينيسكو: ينبغي لأي عودة محتملة إلى سوريا أن تكون طوعية وآمنة وكريمة ومستنيرة مع استمرار تعاون الاتحاد الأوروبي مع مفوضية اللاجئين بشكل وثيق

مصدر حكومي عراقي يتحدث عن اجتماع مرتقب بين مسؤولين من تركيا وسلطة الأسد في بغداد ضمن وساطة لرئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني للمصالحة وإعادة العلاقات بين البلدين

ووفق المصدر فإن رئيس الوزراء العراقي وفريقه حققوا نتائج إيجابية من خلال اتصالات ولقاءات ثنائية لم يكشف عنها وأن تركيا وسلطة الأسد أبديا قبولًا كبيرًا للوساطة العراقية

وسائل إعلام نقلًا عن مصدر في وزارة الدفاع التركية بخصوص انتخابات قسد: يجب إلغاء هذه الانتخابات المزعومة ومن غير الوارد قبول مثل هذا الوضع وكان الرئيس التركي أكد في 29 أيار المنصرم أن بلاده لن تسمح بفرض أمر واقع يهدّد أمنها القومي وينتهك وحدة أراضي سوريا وأن التنظيم الإرهابي يسعى إلى إضفاء الشرعية لنفسه بتشجيع ودعم من أطراف أخرى

مصادر عسكرية ودبلوماسية تركية تتهم الولايات المتحدة بالتخطيط لإقامة دولة إرهابية بالمناطق التي تسيطر عليها قسد شمال شرقي سوريا وتقول إن الانتخابات التي أعلنت عنها الإدارة الذاتية وجرى تأجيلها إلى آب المقبل ما هي إلا مقدمة لخطوات أكبر

مجلس التعاون الخليجي في بيان له عقب اجتماع على المستوى الوزاري في الدوحة: ندعم جهود لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا

المجلس أعرب عن تطلعه إلى استئناف أعمال اللجنة الدستورية السورية المتوقفة منذ أكثر من عامين

رويترز عن ثلاثة مسؤولين لدى سلطة الأسد: حملة إسرائيل في سوريا تهدف إلى التأكد من أن حزب الله الحليف الأكثر ولاءً لإيران ضعيف قدر الإمكان قبل بدء أي نوع من القتال المصدر: مقتل المستشار الإيراني سعيد أيبار في 2 من الشهر الحالي أظهر مدى قدرة إسرائيل على القضاء على الأفراد الرئيسيين واستهداف المعدات حتى عندما جربت إيران أساليب جديدة لحماية الأسلحة وقطع الغيار المتجهة إلى حزب الله

هيئة التفاوض السورية تقول في البيان الختامي لاجتماعاتها في جنيف إن القرار الأممي 2254 هو الصيغة الشرعية للوصول إلى حل سياسي في سوريا داعيةً مجلس الأمن وحلفاء الشعب السوري لمناقشة العقبات التي تواجه تنفيذه هيئة التفاوض: أكثر قضية ملحة للسوريين هي قضية المعتقلين ودون حلها لن يكون هناك حل في سوريا وندعو المجتمع الدولي لدعم الهيئات الأممية ذات الصلة

السفارة الأمريكية في دمشق عبر إكس: لدى الأسد تاريخ في إطلاق سراح المتطرفين والإرهابيين وبالتالي تشجيع نمو الإرهاب لخدمة أهدافه بينما يتجاهل في الوقت نفسه الدعوات الدولية للإفراج عن أكثر من 130 ألف شخص اختفوا أو اعتقلوا قسرًا

ثانيا: الحراك السياسي

الائتلاف الوطني السوري يؤكد في بيان عدم شرعية وخطورة ما اتخذته الإدارة الذاتية من قرارات لا سيما قانون التقسيمات الإدارية وما تبعه من الإعلان عن انتخابات بلدية لمحاولة شرعنة وتثبيت تلك التقسيمات البيان: نشدد على الأولوية القصوى للالتزام الدولي باستقلال ووحدة سوريا وسلامتها الإقليمية ووحدة الشعب السوري وسيادته على كامل الأراضي السورية ورفض أي إجراءات تعزز المشاريع التقسيمية أو الانفصالية

المجلس الإسلامي السوري يرفض جميع الخطوات التي تقوم بها قسد تمهيدًا لتقسيم سوريا مؤكدًا أن قرارها بشأن تأجيل الانتخابات يهدف إلى امتصاص ردات الفعل الغاضبة من السوريين ومن دول الجوار

الشبكة السورية لحقوق الإنسان تعلن انضمامها إلى التحالف العالمي لمناهضة الإبادة الجماعية وهو عبارة عن شبكة عالمية لا مركزية تضم العديد من المنظمات التي تعمل على ممارسة الضغط على الحكومات والأمم المتحدة والمنظمات الدولية للعمل بشكل فعَّال على الإنذارات المبكِّرة واتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع الإبادة الجماعية

هيئة التفاوض السورية تؤكد في اجتماعها الذي عقدته اليوم في جنيف أنه لا حل سياسي في سوريا خارج بيان جنيف والقرار الأممي 2254 هيئة التفاوض: نرفض التطبيع مع الأسد والعودة القسرية للاجئين لما تحمله من مخاطر على حياة السوريين ويجب إنهاء ملف المعتقلين وكشف مصير المختفين قسرًا

ثالثا: التطورات في الساحة السورية

مناطق النظام:

اللجنة الشرعية بريف درعا الغربي تنفذ حكم الإعدام بحق الشاب إباء هاشم الجرور من أبناء منطقة اللجاة بعد اعترافه بجريمة قتل الشاب محمد ماهر برمو من مدينة طفس أثناء عمله كحارس لأحد المزارع  في 16 تشرين الأول 2023 وفقًا لشبكة درعا 24 المحلية

قوات الأسد تفرج عن المعتقل عمار سالم دبهاني من أبناء بلدة الخريطة في ريف دير الزور وهو فاقد للذاكرة بعد اعتقال دام 8 أعوام في سجونها

العثور على جثة شخص يدعى أحمد عبد المجيد الزعبي وعليها آثار  تعذيب شديدة على الطريق الواصل بين مدينة طفس وبلدة المزيريب غربي درعا

مقتل 6 أشخاص من رعاة المواشي بهجوم لمجهولين استهدفهم على أطراف قرية أبو إيليا في منطقة جب الجراح بريف حمص الشرقي

وفاة سيدة وأطفالها الثلاثة وإصابة زوجها جراء اندلاع حريق بمنزلهم في مساكن الديماس بريف دمشق

مقتل عنصرين من قوات الأسد بهجوم نفذه مجهولون قرب قرية منوخ بريف حمص الشرقي

مقتل شخصين وإصابة اثنين آخرين جراء الانفجار الذي وقع في حي القصور قرب جامع الفتح في دير الزور

وزارة الدفاع في سلطة الأسد تصدر أمرًا إداريًا يقضي بإنهاء استدعاء الضباط الاحتياطيين إضافة لإنهاء الاحتفاظ والاستدعاء لصف الضباط والأفراد اعتباراً من الأول من تموز 2024 وتسريح من بلغ الـ40 عامًا وفق شروط:

مقتل عنصرين من ميليشا أسود الشرقية التابعة لسلطة الأسد بانفجار سيارة مفخخة بالقرب من مسجد الفتح وسط مدينة دير الزور

تجمع أحرار حوران: قتلى وجرحى من قوات الأسد بانفجار عبوة ناسفة بسيارة دفع رباعي عسكرية على طريق مليحة العطش – بصر الحرير شرقي درعا

احتراق نحو 45 سيارة في الحريق الذي اندلع بكراج الحجز في حي المهندسين بمدينة حلب أمس السبت وفق ما نقله تلفزيون الخبر الموالي عن مصدر في فوج إطفاء حلب التابع لسلطة الأسد

إصابة رجل وابنه بجروح بالغة إثر انفجار لغم أرضي من مخلفات حربية في قرية الصورة شرقي درعا ونُقلا إثرها إلى أحد مستشفيات درعا

سكان حمص يشتكون من انتشار القمامة بشكل كبير في الشوارع والحارات ما أدى إلى انبعاث روائح كريهة بكافة أحيائها في ظل تقاعس مجلس المدينة التابع لحكومة الأسد في التعامل مع هذه الظاهرة

سلطة الأسد تعلن ضبط طن ونصف من مادة الحشيش المخدرة قبالة سواحل اللاذقية في المياه الإقليمية كانت في طريقها إلى دول الجوار حسب الإعلان وأمس الأحد أعلنت سلطة الأسد مصادرة كميات من المواد المخدرة قرب الحدود السورية الأردنية عقب اشتباكات قالت إنها مع مهربين في المنطقة

مقتل عدد من عناصر ميليشيا حزب الله اللبناني بقصف إسرائيلي استهدف رتلًا من الشاحنات أثناء عبور الحدود السورية – اللبنانية قرب مدينة القصير جنوب غرب حمص الليلة الماضية

مقتل شخص وإصابة 7 آخرين باصطدام حافلة بشاحنة على طريق حمص – دمشق بالقرب من قرية البريج

أنباء عن مقتل اللواء في قوات الأسد عبدالرحمن حورية في البادية السورية شرقي حمص أثناء عمليات التمشيط العسكرية في المنطقة

مقتل 16 عنصرًا من قوات الأسد في كمين نفذّه تنظيم الدولة بعد وقوعهم في حقل ألغام بمنطقة السخنة بريف حمص الشرقي وفق موقع نورث برس المحلي

قوات الأسد تعتقل السيدة ريتا العقباني من إحدى وسائل النقل الداخلي في شارع بغداد بدمشق وتقتادها إلى جهة مجهولة وفق الشبكة السورية لحقوق الإنسان

بشار الأسد يصدر القانون رقم 24 لعام 2024 القاضي بفرض عقوبات وغرامات على كل من يتعدى على منظومات ومكونات شبكتي الكهرباء والاتصالات تصل إلى السجن المؤقت لمدة 10 سنوات وبغرامة تعادل خمسة أمثال قيمة المواد المسروقة

مناطق قسد:

مقتل حسن عبود البلال 16 عامًا برصاص مجهولين يستقلون دراجة نارية في قرية جديد بكارة شرقي دير الزور

إصابة طفلة من مدينة الشحيل شرق دير الزور  بطلق ناري جراء الاشتباكات بين قوات الأسد وقسد على ضفاف نهر الفرات مساء أمس الأربعاء

انفجار عبوة ناسفة بسيارة عسكرية لقسد ليلة أمس بمدينة الحسكة ما أدى لاحتراق السيارة وإصابة من بداخلها

الإدارة الذاتية التابعة لقسد تعلن تأجيل موعد انتخابات البلدية والتي كانت مقررة في 11 من حزيران الحالي وذلك إلى شهر آب القادم

الإدارة الذاتية قالت إن التأجيل يأتي استجابة لمطالب الأحزاب والتحالفات السياسية المشاركة في الانتخابات وذلك لضيق الوقت المخصص للفترة الدعائية

طائرة مسيرة تركية تستهدف بغارة جوية ليلية سيارة عسكرية لقسد في قرية نقارة غربي القامشلي بريف الحسكة الشمالي ‎ووقوع قتلى وجرحى

مجهولون يستهدفون صهاريج نفط في بلدة جديد عكيدات وقرية إبريهة بريف دير الزور الشرقي

توتر في بلدة درنج شرق دير الزور ومظاهرات وقطع للطرق على خلفية مقتل شاب على يد عناصر قسد في سوق البلدة

قسد تعتقل عضو المجلس الوطني الكردي فواز بنكو والإعلامية في المجلس بيريفان إسماعيل وذلك من منزلهما في مدينة عامودا بريف الحسكة بعد منتصف الليلة الماضية

معبر سيمالكا الحدودي بين مناطق قسد وإقليم كوردستان العراق يعلن عن عطلة عيد الأضحى للقسم الإنساني في المعبر ابتداءً من الأحد 16 حزيران الحالي ولمدة 4 أيام

الشبكة السورية لحقوق الإنسان: قسد تعتقل بيريفان فؤاد إسماعيل إعلامية لدى المجلس الوطني الكردي‌‌‌‏ و فواز صالح بنكو عضو في حزب الوحدة الكوردستاني‌‏ إثر مداهمة منزليهما في مدينة عامودا واقتيادهما إلى جهةٍ مجهولة

الإدارة الذاتية التابعة لقسد تحدد عطلة عيد الأضحى في المؤسسات التابعة لها شمال شرق سوريا اعتبارًا من يوم السبت 15 حزيران وحتى يوم الأربعاء 19 حزيران

قسد تشن حملة اعتقالات في مدينة هجين شرق دير الزور وتعتقل العديد من الشباب بهدف سوقهم لمعسكرات التجنيد الإجباري

قسد تغلق معابر التهريب التي تربط مناطق سيطرتها بمناطق سلطة الأسد في قرى وبلدات الهرموشية وزغير جزيرة ومحيميدة غربي دير الزور بالسواتر الترابية للحدّ من عمليات التهريب

الشبيبة الثورية التابعة لقسد تختطف الطفلتين أ.ك – س.ر من منطقة الشهباء شمالي حلب وتقتادهما إلى معسكرات التجنيد الإجباري

مراسل حلب اليوم في دير الزور: مقتل الشاب علاء عيسى المحمد الميزر تحت التعذيب بعد مداهمة منزله من قبل قسد في بلدة ذيبان شرق دير الزور

المناطق المحررة:

مقتل مزارع وإصابة اثنين آخرين بجروح بينهما طفل نتيجة استهداف قوات الأسد بصاروخ موجه لسيارة زراعية قرب بلدة الجينة بريف حلب الغربي

قوات الأسد تستهدف بثلاث طائرات مسيرة مفخخة محيط قرية كفرنوران بريف حلب الغربي دون ورود أنباء عن إصابات

تدهور حافلة نقل مدرسية تُقلّ أكثر من 50 طفلًا وسقوطها في نهر العاصي قرب مدينة دركوش بريف إدلب الغربي ووصول فرق الغطس والإنقاذ في الدفاع المدني إلى المكان

مبادرة الإصلاح العام في إدلب تدعو الجميع إلى حوار غير مشروط بهدف تعزيز التفاهم بين الأطراف المعنية المبادرة تدعو إلى تعليق التظاهر في الوقت الحالي وإطلاق سراح جميع المعتقلين الذين احتجزوا على خلفية المظاهرات الأخيرة ضد تحرير الشام

قوات الأسد تقصف بالمدفعية الثقيلة قرية الرويحة بريف إدلب الجنوبي

مقتل 3 أشخاص من عائلة الأمين برصاص مسلحين مجهولين أطلقوا النار عليهم بالقرب من حاجز الريف في مدينة جرابلس بريف حلب الشرقي

إصابة طفلة إثر قصف مدفعي منتصف الليل استهدف قرية الشيخ ناصر في ريف مدينة الباب شرقي حلب مصدره مناطق السيطرة المشتركة لقوات الأسد وقسد بحسب الدفاع المدني

دخول وفد تركي إلى مدينة الباب بريف حلب الشرقي وسط احتجاجات وقطع للطرقات من قبل الأهالي منعًا لدخول الوفد الروسي إلى المنطقة عبر معبر أبو الزندين

وزارة الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة تعقد ورشة عمل لمناقشة الخطة التي وقعت عليها مع الأمم المتحدة حول منع تجنيد واستخدام الأطفال في التشكيلات العسكرية التابعة لها

إدارة معبر باب الهوى الحدودي تعلن إيقاف حركة عبور المسافرين والشاحنات عبر المعبر من وإلى تركيا خلال عطلة عيد الأضحى المبارك اعتبارًا من يوم الأحد 16 حزيران ولغاية يوم الأربعاء 19 من الشهر ذاته

مقتل رجل وإصابة طفله بجروح خطرة إثر انفجار جسم غريب من مخلفات الحرب أمام خيمتهم في مخيم يحمل اسم ريف حلب الجنوبي قرب دركوش غربي إدلب

الدفاع المدني: فرقنا انتشلت أمس الخميس جثمان رجل مجهول الهوية مرَّ على وفاته عدة أيام من أرض زراعية في بلدة تللف قرب عفرين شمالي حلب ونقلت الجثمان إلى الطبابة الشرعية في مدينة عفرين

قوات الأسد تقصف بصواريخ جولان قرية العنكاوي بسهل الغاب وبقذائف المدفعية قرية كفرعمة بريف حلب الغربي

الطائرات الحربية الروسية تنفّذ جولات وغارات تدريبية بصواريخ جو – جو غرب إدلب

رابعاً: ذات صلة

السيدة السورية رنيم الحسن تتفوق على زملائها وتحقق المركز الأول في فرع الهندسة الزراعية في جامعة حران بولاية شانلي أورفا التركية

مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة تقدر في تقرير جديد لها عدد السوريين المحتاجين للمساعدة في لبنان بمليون ونصف المليون شخص

وبحسب تقرير المفوضية فقد تلقى أكثر من 6 آلاف شخص من السوريين في لبنان المساعدة خلال الربع الأول من عام 2024 من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وذلك بنسبة 1% فقط

خامسا: دراسات ومقالات حول القضية السورية

القدس العربي: إدارة الأمر الواقع «الذاتية» وبدعة الانتخابات المحلية

ما يُستنتج من المناقشات والأحاديث التي كانت، أو تلك الجارية، حول موضوع الانتخابات المحلية التي كان يزمع «حزب العمال الكردستاني» إجرائها عبر واجهته، سلطة الأمر الواقع، التي أعلنها في شمال شرق سوريا تحت مسمى «الإدارة الذاتية» في كل من الجزيرة ودير الزور والفرات والرقة والطبقة ومنبج، هو أن الحزب المذكور يريد بأي صيغة من الصيغ أن يكون في مركز المناقشات وعلى جدول الأعمال باستمرار. فالحزب المذكور يريد أن يضفي شيئاً من الشرعنة على وضعه اللاشرعي، بغض النظر عما يقال عنه سلباً أو إيجاباً من قبل الناس ومختلف الأطراف السياسية، وحتى من جانب الدول؛ وهذه سياسة قديمة اعتمدها هذا الحزب منذ بدايات ثمانينات القرن المنصرم، حينما دخل عبد الله أوجلان إلى سوريا ونسج العلاقات مع نظام حافظ الأسد.

واليوم، ورغم معرفة هذا الحزب، قبل غيره، بأن هذه الانتخابات البدعة، التي أعلن عن تأجيلها إلى شهر آب/اغسطس المقبل، وذلك بناء على ضغوط داخلية وخارجية؛ هذا في حين أنه سوغ التأجيل بذريعة مراعاة وجهات نظر الحلفاء واستكمال الجاهزية التقنية والمساحة الدعائية، لا تحظى بإجماع شعبي في مناطق الجزيرة والفرات، ولن تشارك فيها الأطراف السياسية السورية المعروفة في المناطق المذكورة.

كما يعلم الحزب المعني تمام العلم أن سيطرته على المناطق المذكورة بقوة السلاح لا تمنحه مشروعية الحكم هناك، هذا رغم التزامه بأداء مهام وظيفية كلف بها منذ بدايات الثورة السورية من جانب سلطة آل الأسد، ولاحقاً من قبل الأمريكان؛ بالإضافة إلى تنسيقه المستمر مع الإيرانيين سواء في جبال قنديل، أم من خلال الممثلين الأمنيين الإيرانيين وأذرعهم في المناطق التي يعتبرها مناطق محررة. وهنا تبرز أهمية تسليط الضوء على واقع عدم خوض هذا الحزب أي معركة حقيقية مع سلطة بشار الأسد والميليشيات الداعمة لها، لتحرير المناطق التي يفرض سيطرته عليها اليوم.

أما العقد الاجتماعي الذي طرحه من جانب واحد في نهاية العام المنصرم تحت اسم «العقد الاجتماعي للإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا» (وهو العقد الذي كان من المفروض أن تنظم على أساسه الانتخابات المعنية)، فهو عقد يخصه، لأنه لم يكن حصيلة مناقشات سياسية أو شعبية، شارك فيها ممثلون من قبل الشعب تم اختيارهم بناء على انتخابات نزيهة. ولم يحظ العقد المذكور بالموافقة الشعبية عبر انتخابات عامة شفافة ذات مصداقية؛ وقبل هذا وذاك لا يحق لهذا الحزب، الذي يعد الفرع السوري لحزب آخر ساحته كردستان تركيا، أن يتحكّم بمصير ملايين السوريين من مختلف الانتماءات المجتمعية في بقعة جغرافية سورية، تبلغ مساحتها تقريباً ثلث مساحة سوريا. أما مضمون العقد نفسه فهو الكارثة بعينها، حافل بالمتناقضات الناجمة عن اتباع أسلوب القص واللصق، واستخدام المصطلحات المأخوذة من سياقات مختلفة على عواهنها.

أما سياسة الشعارات التي يعتمدها الحزب المذكور، ولغة التخوين والشتائم السوقية الشائعة لدى أعضائه ومناصريه، وممارسة قمع الحريات بكل الأشكال بحق المخالفين والمعارضين من قبل أجهزته، فهي كلها أدوات لاستغلال عواطف الناس من جهة، وترويعهم من جهة أخرى؛ وفرض سلطة الأمر الواقع بغية التحكم بالمنطقة، واستنزاف مواردها لصالح الحزب المذكور؛ وعلى الأغلب بالتنسيق والتشارك مع سلطة بشار الأسد. ومن بين موارد المنطقة التي تتعرض للنهب من قبل الحزب المذكور وشركائه يُشار هنا إلى النفط والغاز والمعابر والضرائب والمحاصيل الزراعية والمحلات التجارية والصناعية.

وكل ذلك يتم تسويقه ضمن سردية حاجة التحالف الغربي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية إلى قوات الحزب المذكور «قسد» في معارك محاربة الإرهاب. هذا في حين أن الجميع يعلم أن التعاون بين الطرفين المذكورين لا يتجاوز الإطار العسكري الأمني، وأن الدول الغربية المعنية لم تعترف حتى الآن بالإدارة المشار إليها؛ بل وتتجنب أي تواصل رسمي دبلوماسي معها. وإنما تقتصر علاقاتها مع الحزب المذكور على قائد قسد؛ في حين أن «مسد- مجلس سوريا الديمقراطية» الذي من المفروض أنه يمثل القيادة السياسية لـ «قسد» يظل خارج التغطية ومن دون أي دور؛ وهذا فحواه أن «مسد» هو مجرد ديكور للزينة، أو أداة بين عدّة التضليل لا أكثر، لا حول له ولا قوة أمام القرارات والتعليمات القادمة من قنديل، وهي التعليمات التي يتخذها المتحكّمون الفعليون بإدارة الأمر الواقع المعنية هنا مرجعية ملزمة لهم في تعاملهم مع القوى السياسية والمجتمعية في المنطقة المذكورة.

مركز حرمون: التغييرات الأخيرة في بنية النظام السوري (الدوافع والغايات)

التغييرات على المستوى الأمني والعسكري

على الصعيد الأمني، أعلن النظام السوري في بداية العام الجاري “خريطة طريق أمنية” جديدة، تضمّنت إعادة هيكلة وتعيينات جديدة، حيث صدر قرار بتحويل مكتب الأمن الوطني، من جهاز تنسيقي تابع للقصر الجمهوري، إلى مؤسسة أمنية عليا تُشرف على الفروع والإدارات الأمنية الرئيسية، وشملت التعديلات تعيين اللواء كفاح الملحم رئيسًا لجهاز الأمن الوطني، خلفًا للواء علي مملوك الذي أصبح مستشارًا للشؤون الأمنية في الأمانة العامة لرئاسة الجمهورية، وتعيين اللواء كمال الحسن رئيسًا لشعبة الأمن العسكري، وتعيين اللواء ناصر العلي رئيسًا لشعبة الأمن السياسي، واللواء قحطان خليل رئيسًا لإدارة المخابرات الجوية، خلفًا للواء غسان جودت إسماعيل.

وعلى الصعيد العسكري، سرّع النظام جهود إعادة تنظيم وهيكلة القوات المسلحة في أواخر العام 2023، حيث أعلن مدير الإدارة العامة في وزارة الدفاع اللواء أحمد سليمان، لوسائل إعلام رسمية، خطة “تشكيل جيش احترافي”[1]، مهّد لها النظام بعددٍ من القوانين والقرارات والتدابير، تشمل منحًا وحوافز للراغبين في الالتحاق بالجيش بصفة متطوعين، ودمج عدد من الإدارات المتخصصة في الجيش[2].

وفي إطار التعيينات العسكرية الجديدة، تولّى اللواء سهيل الحسن (الملقّب بـالنمر) قيادة القوات الخاصة، خلفًا للعميد مضر محمد حيدر، وخلفه اللواء صالح عبد الله في قيادة (الفرقة 25) التي أسستها روسيا من مقاتلي ميليشيا “قوات النمر”، وتقدّم لها الدعم منذ عام 2019، وهو الذي كان قائد (الفرقة 30) في الحرس الجمهوري.

وتشير هذه الاستراتيجية الأمنية الجديدة والتعيينات، والتغييرات العسكرية، إلى توجّه النظام السوري نحو تحقيق مجموعة من الأهداف الاستراتيجية التي يرجح أنها تتضمن ما يلي:

تثبيت مركزية مكتب الأمن الوطني، بجعله المكلّف بتنفيذ استراتيجية السيطرة والرقابة والتنسيق بين أجهزة الأمن الأساسية، لضمان تحقيق أقصى فائدة من جهودها المشتركة، وإخضاعها لقيادة مركزية موحدة تتلقى توجيهاتها من رأس النظام.

تقليص نفوذ حلفاء النظام وقدرتهم على التأثير في الأجهزة الأمنية، باختيار أكثر الشخصيات ولاء لرأس النظام وأكثرهم موثوقية وقدرة على ضبط عمل الأجهزة من خلال مكتب الأمن الوطني.

إظهار قدرة النظام على الإمساك بمفاصل الدولة ومؤسساتها الأهم، ومدى سيطرته، وتمكّنه من ضمان استمراره، وتكييف نفسه مع المتغيرات العسكرية والأمنية في البلاد.

إبداء مرونة، ولو شكلية، بمواجهة مطالبات الدول العربية التي تقود جهود إعادة تعويم النظام السوري، من خلال تغيير القيادات وإدخال تعديلات في الأجهزة الأمنية والتشكيلات العسكرية، التي يعوّل عليها لضبط الأوضاع الداخلية، ومتابعة التنسيق الأمني مع دول المنطقة، ولا سيما متطلبات مبادرة “خطوة مقابل خطوة” العربية.

ثانيًا: التغييرات على المستوى الحزبي

 عقد حزب البعث العربي الاشتراكي مؤتمره الأخير في 2 أيار/ مايو 2024، حيث أعلن “انتخاب” بشار الأسد أمينًا عامًا للحزب، وانتخاب قيادة مركزية للحزب تضم 14 عضوًا جديدًا، غابت عنها جميع الشخصيات القديمة التي عرفتها قيادة حزب البعث السوري سابقًا.

وتحدث بشار الأسد، في خطاب له أمام اللجنة المركزية الموسعة، عن مرحلة جديدة من تاريخ حزب البعث، وصفها بأنها تمثل “إعادة تموضع”، وأشار في خطابه إلى إبعاد الحزب عن “إشكالات العمل الإجرائي اليومي الذي تقوم به الحكومة، وبالتالي تحميل الحزب مسؤوليات لا يحملها”[3]، وهو ما يعتبر إعلانًا بإبعاد حزب البعث عن مؤسسات الدولة، وتثور الشكوك هنا حول مدى جدية النظام في تنفيذ هذه الخطوة.

ويمكن أن تعكس التغييرات في قيادة حزب البعث وإعادة تموضعه تحوّلًا في رؤية النظام السوري لدور الحزب مستقبلًا، بما قد يشير إلى أهداف عدة يتوخى النظام تحقيقها، من أبرزها ما يلي:

تحسين كفاءة التشكيلات الحزبية، فالحزب بدا عاجزًا خلال سنوات الصراع عن تقديم الدعم الأيديولوجي والتحشيد لصالح سياسات النظام بمواجهة الحراك الاحتجاجي الذي انخرطت فيه فئات كانت تشكّل قاعدة الحزب الشعبية على مدى عقود، ما يقتضي تغييرات قيادية لوجوه قديمة بأخرى أكثر ديناميكية وكفاءة قادرة على التكيّف مع التطورات الداخلية الناتجة عن الصراع، من خلال إشراك عناصر جديدة من فئات أثبتت ولاءها المطلق خلال سنوات الصراع.

إعادة توجيه دور حزب البعث، ليكون جزءًا من استراتيجية أوسع ينفذها النظام لإحداث تغيير دستوري يمنح بشار الأسد فترات رئاسية جديدة.

إظهار مرونة واستعداد للتغيير، في محاولة لتحسين صورته أمام المجتمع الدولي والدول العربية.

ثالثًا: التغييرات في إطار استراتيجية بقاء الأسد

على الرغم من أن جميع التغييرات التي أحدثها النظام السوري، في هياكله الأمنية والعسكرية والحزبية، تُعد تغييرات جزئية، وكثيرًا ما نفذ النظام خلال العقود الأخيرة مثيلات لها، من دون أن يظهر أي أثر ينال من سلطته وتسلّطه، فإنها تبقى ذات طابع شكلي، ومن غير المتصوّر أن تُحدث تغييرات جوهرية في النهج الأمني الذي لا يزال حجر الأساس في سياسات النظام السوري، خاصة أن هذا النهج أدى أدوارًا كبيرة في قمع الاحتجاجات والمعارضة، منذ بداية الثورة السورية حتى وقتنا الراهن، ما يرجّح وجود توجه للنظام نحو اعتماد استراتيجية شاملة لإدارة المرحلة القادمة، اعتمادًا على تكتيكات تخدمها هذه التغييرات.

ولا يمكن تصور أن تشكل مطالب الدول العربية التي تقود حملة تعويم النظام دافعًا حاسمًا لإحداث النظام تغييرات جدية وذات معنى، تؤدي إلى تحوّل حقيقي يفتح المجال للتغيير في سورية، في حين تظهر مؤشرات واضحة على وجود استراتيجية لمرحلة جديدة تركز على انتخابات العام 2028، حين تنتهي الولاية الرئاسية الأخيرة لبشار الأسد بموجب دستور 2012، ويضع النظام سلسة التغييرات السابقة في إطار تنفيذ هذه الاستراتيجية، وهو ما يشكل مدخلًا أكثر جدية لفهم ديناميكيات إدارة النظام السوري للمرحلة الحالية.

ومن المرجح أن نشهد تغييرات واسعة في تركيبة مجلس الشعب القادم وشخصياته ودوره، وكان بشار الأسد قد أصدر في 11 أيار/ مايو 2024 مرسومًا يقضي بتحديد تاريخ 15 من تموز/ يوليو 2024 موعدًا لانتخابات أعضائه للدور التشريعي الرابع[4]، وهو المؤسسة التي ستتولى تمرير التعديلات الدستورية المطلوبة لضمان مخرج “شرعي” يُبقي بشار الأسد في السلطة، بعد أن استنفد فترتي الرئاسة المسموح بهما بموجب الدستور الحالي.

سادسا: رؤية تحليلية

في خطوة تعدّها بعض الأطراف تمهيداً لإنشاء كيان مستقل، تعتزم الإدارة الذاتية التابعة لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) إجراء انتخابات في مناطق سيطرتها. هذه المحاولة، بالإضافة إلى أفكار مشابهة تسعى إليها سلطات الأمر الواقع الأخرى، تعكس تداعيات تجاهل المجتمع الدولي لحل القضية السورية من جذورها.

منذ بداية الثورة السورية، كان الحل السياسي الذي يتضمن إزاحة بشار الأسد عن السلطة لبناء دولة سورية تعكس تطلعات شعبها هو المخرج الأنسب الذي لم يتم تحقيقه. هذا الفراغ في الرؤية الشاملة للحل أدى إلى دفع السوريين، في ظل غياب توجه دولي فعال، للبحث عن حلول محلية وفق رؤاهم الفردية.

فالتشتت السوري لا يقتصر على المعارضة فحسب، بل يمتد إلى من هم في السلطة، حيث تظهر خلافات أعمق بينهم. ومع استمرار الانقسامات، يصبح من الصعب تحقيق وحدة وطنية تحت حكم مركزي، إلا من خلال ديمقراطية يكون مركزها دمشق، وليس عبر دكتاتوريات مدعومة من موسكو أو طهران.

التأخير في حل القضية السورية يؤدي إلى بروز مطالب متعددة من جهات مختلفة، تنسجم أحياناً وتتصادم أحياناً أخرى مع مصالح السوريين الحقيقية. هذا التنوع في المطالب يعقد المشهد، ويزيد من انشغال المجتمع الدولي بحل مشكلات فرعية تتطلب اهتماماً أكبر بحل مركزي وشامل.

المسار الأنجح يكمن في إعادة التركيز على التفاوض الجدي مع روسيا لإزاحة الأسد، وهو خطوة حاسمة لإنهاء معاناة السوريين، وتقليل التشظي الحاصل في المجتمع، ومعالجة مشاكل اللجوء والاقتصاد والمخدرات، إضافة إلى التحديات الإقليمية المرتبطة بالواقع السوري.