تقرير حول ندوة
تقرير حول ندوة: مستقبل الدورين الروسي والإيراني في ضوء الحدث الأوكراني ومآلاته
بتاريخ 19/3/2022عقد مركز نما للأبحاث المعاصرة ندوة حوارية بعنوان: “مستقبل الدورين الروسي والإيراني في ضوء الحدث الأوكراني ومآلاته”
شارك فيها كل من:
- من تركيا الخبير العسكري والاستراتيجي العقيد عبد الجبار العكيدي
- ومن كندا المستشار والخبير الاقتصادي الدكتور أسامة قاضي
- ومن روسيا الأكاديمي والناشط السياسي الدكتور محمود الحمزة
نوقش فيها محاور ثلاثة هي:
- المحور الأول_ واقع الوجود الروسي والإيراني في سوريا قبيل الغزو الروسي لاوكرانيا
- المحور الثاني_ الواقع الميداني الحالي في اوكرانيا وتقييم العملية العسكرية حتى الآن
- المحور الثالث_ احتمالات ومآلات الغزو الروسي لأوكرانيا وانعكاسه على الوضع في سوريا
وكانت خلاصة النقاشات وآراء الضيوف على النحو التالي:
بالنسبة للمحور الأول المتعلق بالوضع في سوريا قبل بدء الغزو والعلاقة بين الروس والإيرانيين:
في البعد العسكري:
- مرحلة تجميد صراع وثبات خطوط التماس عدا بعض الخروقات المحدودة
- العلاقة بين الوجود العسكري الروسي والإيراني علاقة تكامل هش وليس صلب وكلا الطرفين بحاجة الآخر
في البعد السياسي:
- جمود في العملية السياسية وحصرها بالمسار الدستوري المعطل
- العلاقة بين الروس والإيرانيين في الشق السياسي تكامل أدوار حينا وتنافس في الهيمنة على قرار النظام أحيانا
في البعد الاقتصادي:
- حالة انهيار اقتصادي شامل في كل مناطق النفوذ وخاصة في مناطق سيطرة النظام
- العلاقة الاقتصادية بين الروس والإيرانيين علاقة تنافس حاد على السيطرة على المرافق الاقتصادية الحيوية من أجل التحكم مستقبلا وتعويض كلف التدخل عندما تنطلق مرحلة إعادة الاعمار
بالنسبة للمحور الثاني المتعلق بالمجريات الميدانية للعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا:
في البعد السياسي: دوافع الغزو:
- حلم استعادة أمجاد روسيا القيصرية والاتحاد السوفيتي
- اعتبار كييف عاصمة الأمة السلافية وعاصمة تاريخية لروسيا وأوكرانيا جزء من الفضاء الحيوي الجيوسياسي الأوراسي
- توجه كييف إلى أن تكون جزء من الفضاء الاستراتيجي لليبرالية الغربية وأوربا وقطع الطريق على تمدد حلف الناتو على تخوم روسيا
- شعور بالغضب بسبب التعامل باستخفاف من قبل الغرب مع روسيا ما بعد الحرب الباردة وانهيار الاتحاد السوفيتي
- فرض تغيير في شكل النظام العالمي بحيث ينتهي عالم القطب الواحد الغربي وتكون روسيا قطب عالمي وشريك أساسي في ترتيبات الأمن الأوربي خصوصا
في البعد العسكري:
- العملية العسكرية متعثرة ومقاومة الأوكرانيين فاجأت الروس وأربكت حساباتهم فامتد أمد العملية إلى فترة أطول بكثير مما هو مخطط
- دعم غربي ودولي لأوكرانيا بالأسلحة الدفاعية وهي غير مجدية لمواجهة سلاح الجو الروسي مع الحرص على عدم الانزلاق إلى مواجهة مباشرة بين روسيا والناتو وتجنب مخاطر حرب نووية
- خسائر بشرية وعسكرية على الجانبين وحالة استنزاف متواصل لم تكن بحسبان الروس
- حتى الآن تبدو أوكرانيا مستنقع علق به الروس ولا مناص من تسوية سياسية
في البعد الاقتصادي:
- تمثلت ردة الفعل الغربية على شكل حرب اقتصادية غير مسبوقة على روسيا وهي سلاح فعال سينهك روسيا على المدى المتوسط والبعيد حتى لو لم تطال العقوبات قطاعي الغاز والقمح
- لن يكون بمقدور روسيا تعويض خسائرها من خلال علاقتها مع الصين وإيران والدولتان غير مستعدتين للتضحية بمصالحهم مع الغرب من أجل روسيا
- انقطاع النفط الروسي لن يؤثر ويمكن تعويضه بسهولة والغرب يسعى للاستغناء عن الغاز الروسي وإيجاد البدائل
بالنسبة للمحور الثالث المتعلق باستشراف المستقبل ومآلات الحرب وانعكاسها على الوضع في سوريا:
في البعد العسكري:
- من الصعب التكهن بانعكاسات الحرب على سوريا إلا في حال إطالة أمد الحرب والتي تعني هزيمة الروس وسينعكس ذلك على الوجود الروسي في سوريا
- روسيا لا تحتاج لحجم كبير للسلاح في الساحة السورية وليس من المجدي الاستجابة لدعوات فتح جبهات من قبل الجيش الوطني
- لم يتبلور الموقف التركي بعد واتفاقات أستانا والتفاهمات لا تزال قائمة
- الأجدى في حال أراد الغرب الضغط على روسيا في سوريا التحرك من جهة الشرق (التنف وجيش مغاوير الثورة)
- الإيرانيين لا يريدون إغضاب الروس ولا يريدون إغضاب الغرب بسبب رغبتهم في إتمام الاتفاق النووي وتواجدهم في سوريا مرتبط بتفاصيل الاتفاق
في البعد الاقتصادي:
- ما قبل أوكرانيا ليس كما بعده وتسليم الملف السوري بشكل كامل لروسيا أصبح من الماضي
- نموذج ألمانيا الشرقية وألمانيا الغربية أصبح مرجحا خاصة مع تكاثر المؤشرات حول إعفاء مناطق الشمال من العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا
- الشمال السوري تحت النفوذ التركي ويتعامل بالليرة التركية وتدفع الرواتب من قبل تركيا ومنطقة شرق الفرات تحت النفوذ الأمريكي ومن المرجح حصول تفاهمات بين الجانبين مما يساعد على توحيد منطقتي النفوذ وذلك لا يعني تقسيم وإنما مقدمة لتوحيد سوريا كما توحدت الألمانيتين.
في البعد السياسي:
- مجرد حدوث العملية هو توريط لروسيا واستنزاف لها
- الاحتمال السيئ هو تقسيم أوكرانيا واستمرار العقوبات الاقتصادية على روسيا وهناك 300 شركة غادرت روسيا حتى الآن وأكثر من 5000 شخص لحقت بهم العقوبات وهناك تقديرات استخبارية واقتصادية خاطئة بلغت لبوتين وورطته
- الاحتمال الآخر هو الوصول إلى اتفاق بين الروس والاوكرانيين يحقق بعض أهداف روسيا ومن المستبعد خسارة روسيا الحرب رغم الكلف الباهظة والروس يعقدون الآمال على المفاوضات
- نتائج العقوبات على روسيا ستكون كارثية ولا يتوقع رفعها قبل سنة من توقف الحرب وأصبح هناك عداء بين الشعبين وهو أمر فاجأ الروس الذين توقعوا استقبالهم بالورود
- مهاما كانت الاحتمالات لن تتخلى روسيا عن سوريا وهي تعتبرها جزء من فضائها الحيوي وهدف جيواستراتيجي حققته ولن تتنازل عنه حتى لو خسرت الحرب
- لا ينبغي التعويل على الغرب وأمريكا بالنسبة للسوريين وهم خذلوا الأوكرانيين كما خذلوا السوريين
- الحرب في أوكرانيا فرصة للسوريين لطرق باب العواصم الدولية ودعم تبنيها من قبل الشعوب
- ينبغي الاعتماد على ذاتنا كسوريين وتنظيم صفوفنا وتجاوز خلافاتنا حتى نخدم قضيتنا ونحقق طموحاتنا من دون تعويل على أي دولة في أن تنوب عنا في ذلك