التقرير الرصدي للنصف الأول من شهر أكتوبر (2020)
يسعى هذا التقرير إلى رصد أهم المواقف للدول الفاعلة في الشأن السوري على المستوى الإقليمي والدولي من خلال رصد أهم التصريحات الرسمية واللقاءات والاتفاقيات ذات الصلة، مع تقديم رؤية تحليلية تساعد القارئ في تركيب صورة ذهنية مترابطة حول تطورات القضية السورية وماهية أدوار الدول.
المحتويات:
أولا: القوى الدولية
ثانيا: القوى الإقليمية
ثالثا: القوى المحلية
رابعا: أخبار كورونا في سوريا
خامسا: رؤية تحليلية
أولا: القوى الدولية
- الولايات المتحدة الأمريكية:
الولايات المتحدة والدول الأوروبية الأعضاء بمجلس الأمن ترفض استخدام روسيا جلسة أممية للدفاع عن نظام بشار الأسد ومحاولة تبرئته من استخدام الأسلحة الكيماوية ضد المدنيين في سوريا، ومندوبة واشنطن الدائمة لدى الأمم المتحدة “كيلي كرافت” تقول: دعوة خوسيه بستاني المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية لإطلاع مجلس الأمن “مجرد حيلة ومحاولة يائسة وفاشلة من قبل روسيا لنشر المعلومات المضللة”. وأضافت “كرافت”: “إن استخدام نظام الأسد للأسلحة الكيماوية موثق جيداً” من جهته وزير الخارجية الأمريكي “بومبيو” في تصريح له قال: ندين الهجوم الإرهابي الذي وقع في مدينة الباب السورية وندعو لوقف فوري لإطلاق النار.
- روسيا:
القائد العام للقوات البرية الروسية “ساليوكوف” يقول إن روسيا قررت إنتاج صواريخ صغيرة الحجم لمنظومة الدفاع الجوي “Тоr-М2” لاستخدامها في إسقاط الدرونات. بينما تحدثت وكالة “سبوتنيك” التابعة للاحتلال الروسي عن قرب بدء “عملية عسكرية محدودة” تستهدف بلدة كناكر بريف دمشق الجنوبي الغربي لتهجير الرافضين لنظام الأسد وروسيا.
من جهة أخرى لم يتوقف الطيران الحربي وطيران الاستطلاع الروسي عن التحليق في سماء الشمال المحرر. وفي 14 تشرين الأول الجاري غارات جوية روسية تستهدف منطقة الأحراش بالقرب من قرية حمامة في ريف جسر الشغور غربي إدلب وتحليق ٦ طائرات حربية روسية في سماء المنطقة، وأسفرت الغارات عن مقتل مدنيين اثنين وإصابة 13 آخرين.
ثانيا: القوى الإقليمية
- تركيا:
الرئاسة التركية تعرض على البرلمان مذكرة لتمديد مهام القوات المتمركزة في سوريا عاماً إضافياً والبرلمان يمدد. وفي تصريح للرئيس التركي رجب طيب أردوغان يقول: بالنظر لأماكن الأزمات الممتدة من سوريا إلى المتوسط والقوقاز تتكشف المحاولات الرامية لحصار تركيا، وأضاف: لن تنجح خطط تهديدنا في سوريا، ولن نقبل بأي خطوة من شأنها التسبب بمأساة إنسانية جديدة في إدلب السورية، وسنذهب بأنفسنا لتطهير أوكار “الإرهاب” بسوريا إن لم يتم الوفاء بالوعود المقدمة لنا، لقد دمرنا الممر الإرهابي الذي يراد إقامته على طول حدودنا وأثبتنا أن أشقاءنا السوريين ليسوا وحيدين. ومن جهته المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالن قال إن بلاده يمكن أن توسع عملياتها العسكرية ضد “المنظمات الإرهابية كتنظيم الدولة وقوات ي ب ك” في سوريا حال تعرضت مصالح تركيا للاستهداف. وأضاف كالن في تصريحات للقناة السابعة التركية: الاتفاقيتين اللتين أبرمتهما تركيا مع روسيا والولايات المتحدة تتضمنان عبارة “تركيا تحتفظ بحقها في الدفاع عن النفس والتدخل ضد أي كيان إرهابي” وبحسب الاتفاقيتين يحق لتركيا توسيع نطاق عملياتها حال تعرض مصالحها في سوريا ومن أجل ضمان حدودها وأمن الشعب السوري.
من جهة أخرى صرح نائب وزير الخارجية التركي ياووز سليم قيران أن تركيا تستضيف أكبر عدد من اللاجئين السوريين في العالم وأن عودتهم بشكل آمن وطوعي إلى بلادهم تتصدر أجندة تركيا.
وعلى صعيد آخر، قامت القوات التركية بتفريق تجمعا لشبيحة الأسد حاولوا التجمع بالقرب من النقطة التركية في مدينة مورك بريف حماة الشمالي.
وفي تصريح آخر للرئيس التركي رجب طيب أردوغان قال: تركيا ليست باقية في الأراضي السورية إلى الأبد، وسننهي تواجدنا فيها بمجرد إيجاد حل دائم للأزمة هناك.
أما بخصوص المظاهرات حول بعض نقاط المراقبة التركية فقد ذكرت وكالة الأناضول مايلي: مصادر أمنية تركية تقول إن عناصر تابعة للنظام تقف خلف المظاهرات التي جرت في محيط بعض نقاط المراقبة التركية في إدلب. وأن قوات النظام تحاول تعكير صفو حالة الاستقرار الحاصلة في إدلب بموجب اتفاق وقف إطلاق النار المبرم بين أنقرة وموسكو، ومن بين محاولات زعزعة الاستقرار في المنطقة تنظيم مظاهرات احتجاجية في محيط نقاط المراقبة التركية الواقعة في المناطق التي تسيطر عليها قوات النظام. كما أكدت مصادر أمنية تركية أن نظام الأسد والميليشيات المساندة له يخططون لتنفيذ هجوم كيميائي ضد المدنيين في محافظة إدلب شمال غربي سوريا. ونقلت صحيفة “تركيا” عن مصادر أمنية وصفتها بـ “الموثوقة” قولها إن النظام السوري نقل غازات كيميائية سامة إلى أماكن قريبة من ريف إدلب تحضيراً لشن هجوم جديد، وشددت المصادر على أن نظام الأسد يروج منذ فترة لهذا الهجوم عبر مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المقربة منه، مشيرة إلى أنه يدعي بأن الفصائل الثورية تحضر لاستخدام السلاح الكيميائي بدعم من تركيا.
ومؤخرا، قام الرئيس التركي أردوغان والرئيس الروسي بوتين في اتصال هاتفي بمناقشة الاشتباكات بين أذربيجان وأرمينيا، والتطورات في كل من سوريا وليبيا، ورغم أن روسيا رعت الوصول إلى إعلان اتفاق وقف الطاق نار بين كل من أذربيجان وأرمينيا في إقليم كارباخ، إلا أن التطورات في الميدان لم تظهر بأن وقف إطلاق النار أصبح واقعا.
ثالثا: القوى المحلية
- النظام السوري:
ذكرت الخارجية السورية حول التطبيع أن دمشق ترفض الاتفاقيات المنفردة مهما كان شكلها أو مضمونها، ودمشق تؤكد أنها كانت وستبقى ضد أي اتفاقيات أو معاهدات مع العدو الإسرائيلي.
وفي السويداء أفادت الأخبار أن قوات النظام انتشرت في محيط قريتي القريا وصما الهنيدات بريف السويداء بعد التوترات التي شهدتها المنطقة، والتوترات جاءت عقب اشتباكات بين قوات “رجال الكرامة” و”الفيلق الخامس” قرب قرية القريا بريف السويداء. فيما قام بعض الناشطين برش دهان أحمر على صور المجرم “بشار الاسد” في السويداء في إشارة لتلطخ يديه بدماء السوريين الأبرياء.
أما رئيس النظام بشار الأسد فقد ذكر لقناة “زفيزدا” الروسية: وفدنا لن يناقش في لجنة مناقشة الدستور بجنيف قضايا تتعلق باستقرار سوريا.
من جهة ثانية، مسؤولون في حزب البعث التابع للنظام ورؤساء بلديات يطلبون من أعضاء الحزب والمدنيين بالخروج بمظاهرات أمام نقاط المراقبة التركية في معرحطاط والصرمان في ريف إدلب الجنوبي. كما أفادت أنباء أخرى أن قوات النظام رفعت حصارها عن بلدة كناكر بريف دمشق الغربي بعد 17 يوم من حصاره، وقد تم فتح الطريق بعد مفاوضات جديدة أسفرت عن اتفاق مباشر بين فصائل التسوية والفرقة الرابعة التابعة للنظام، في المقابل، قوات النظام أفرجت عن ثلاث معتقلات وطفلة من أبناء بلدة كناكر.
وفي تصريح آخر رأس النظام بشار الأسد لوكالة سبوتنيك الروسية يقول: يمكن أن نقيم علاقات طبيعية مع إسرائيل فقط عندما نستعيد أرضنا، وأضاف: مجيء الروس عام 2015 أحد أهم نقاط التحول في الحرب حيث بدأ العمل المشترك لتحرير العديد من المناطق، وعن القوات الإيرانية المتواجدة في سوريا قال: ما من قوات إيرانية في سوريا وهذه المسألة باتت ذريعة للاستمرار باحتلال أراضينا ودعم الإرهابيين.
أما بخصوص الأخبار الواردة من درعا فقد ورد أن عناصر تابعين للفيلق الخامس المدعوم روسياً يهاجمون أحد حواجز الأمن العسكري بين بلدتي الغارية الشرقية والكحيل في ريف درعا الشرقي ويسيطرون عليه، كما لم تتوقف أعمال الاغتيالات المتكررة، واستمرت المظاهرات بالخروج من عدة مناطق تندد بالنظام وممارساته. كما تم استهداف القيادي السابق في الجيش الحر “أدهم الكراد” الملقب (أبو قصي صواريخ) و القيادي أبو طه المحاميد وبرفقتهم ثلاثة أشخاص آخرين بالقرب من مفرق بلدة تبنة شمال درعا، مما أدى الى مقتلهم جميعا.
وعلى صعيد آخر، اندلعت حرائق ضخمة في منطقة أحراج جبلة وغلمسية بريف طرطوس، وفي الحفة والقرداحة وكلماخو بريف اللاذقية في مناطق سيطرة النظام؛ أدت إلى نزوح عدد كبير من سكان القرى التي حاصرتها النيران، كما تسببت الحرائق بموت ثلاثة أشخاص وعدد كبير من الاختناقات. وبعد أن استمرت الحرائق لعدة أيام مدير زراعة محافظة طرطوس في حكومة النظام يقول إنه تم السيطرة على الحرائق في ريف المحافظة وتعمل الفرق على تبريد منطقة الحرائق، وذكرت صحيفة الوطن الموالية نقلا عن مصدر في شرطة اللاذقية أنه تم توقيف أشخاص مشتبه بهم بإشعال الحرائق في المحافظة بعد ساعات من توقيف متهمين بإشعال حرائق طرطوس، وذكر المصدر أن بعض الحرائق كان سببها ماس كهربائي وأخرى سببها إشعال أشخاص النيران في أراضيهم عن غير قصد. وفي محاولة لإحراج النظام السوري، رامي مخلوف عبر فيسبوك يقول: خصصنا 7 مليار ليرة سورية لدعم أهلنا في الساحل والمناطق المتضررة من الحرائق، وسنوزع هذه المبالغ بعد الحصول عليها بالاشتراك مع وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل. وأضاف مخلوف: في حال التأخير في عقد هذا الاجتماع وعدم توزيع المبالغ نحمل مؤسسة الاتصالات المسؤولية الكاملة.
- المناطق المحررة:
سقط عشرات الشهداء والجرحى جراء انفجار شاحنة ملغمة في منطقة مكتظة بمدينة الباب في ريف حلب.
رابعا: أخبار كورونا في سوريا
- مناطق النظام:
حسب آخر الأرقام التي ذكرتها وزارة الصحة في حكومة النظام: بلغ عدد الإصابات الإجمالي 4718 بينها 1296 حالة شفاء و224 وفيات.
- المناطق المحررة:
سجلت مختبرات الترصد الوبائي 107 إصابة جديدة بفيروس كورونا في الشمال السوري المحرر 38 في محافظة حلب و69 إصابة في محافظة إدلب وهي الحصيلة الأعلى لحد الآن، وبذلك أصبح عدد الاصابات الكلي 1927 كما تم تسجيل 20 حالة شفاء وبذلك أصبح عدد حالات الشفاء الكلي 1024 حالة.
- مناطق الإدارة الذاتية التابعة لقسد:
الإدارة الذاتية التابعة لقسد تعلن تسجيل 37 إصابات جديدة بكورونا ليرتفع العدد الإجمالي إلى 2351 في مناطق سيطرتها شمال شرق سوريا.
خامسا: رؤية تحليلية
لعل زيادة التشابك والتعقيد بين الملفات هي السمة العامة لطبيعة الترابط بين الملفات خلال الفترة الماضية، فالمقارن ما بين نفس الخبر قبل عام والمتعلق بطبيعة الاتصالات التي كانت تجري بين الرئيس التركي والرئيس الروسي يجد أن محور هذه الاتصالات كانت تتركز على العلاقات الثنائية والملف السوري، أما اليوم فبات التعقيد والتشابك أكبر حيث هناك قضايا تمتد من سورية إلى ليبيا إلى أذربيجان. هذا التعقيد والتشابك وخاصة مع تشابه طبيعة الصراع في هذه الملفات مع تكرار اللاعبين في هذه الملفات إلى نتيجة الترابط الحتمي بين هذه الملفات، وهذا يعني بأن الحلحلة لهذه الملفات لابد من أن تمر بصفقة كبرى، وفي نفس الوقت يجعل هذه الدول بحاجة بعضها أكثر نتيجة تفاعلها المتعدد الأبعاد. كل ذلك لابد أن يقود في ظل الاشتعال الحاصل في أذربيجان والوضع غير المستقر في ليبيا إلى تثبيت الوضع السوري بشكل أكبر واستمرار تركيا في إدخال المزيد من الأرتال العسكرية إلى سورية هو رسالة واضحة لنيتها تثبيت الوقائع على الأرض ولو بالقوة.