التقارير الرصدية في عام 2021

التقرير الرصدي للنصف الثاني من شهر آذار 2021

يسعى هذا التقرير إلى رصد أهم الأحداث والمواقف للدول الفاعلة في الشأن السوري على المستوى المحلي والإقليمي والدولي من خلال رصد أهم التصريحات الرسمية واللقاءات والاتفاقيات ذات الصلة، مع تقديم رؤية تحليلية تساعد القارئ في تركيب صورة ذهنية مترابطة حول تطورات القضية السورية وماهية أدوار الدول.

المحتويات

  • أولا: أبرز التصريحات حول سوريا
  • ثانيا: الحراك السياسي
  • ثالثا: التطورات الميدانية
  • رابعا: قضايا ذات صلة بالشأن السوري.
  • خامسا: دراسات ومقالات حول القضية السورية
  • سادسا: رؤية تحليلية

أولا: أبرز التصريحات حول سوريا

بيان أوروبي أمريكي يدعو نظام الأسد إلى الانخراط بجدية بالعملية السياسية والسماح بوصول المساعدات الإنسانية. وجاء في البيان: الإفلات من العقاب أمر غير مقبول في سوريا وسنضغط لتحقيق المساءلة عن الجرائم الأكثر خطورة. واستمرار الصراع في سوريا وفر مساحة للإرهابيين. والانتخابات الرئاسية السورية المقترحة هذا العام لن تكون حرة ولا نزيهة ولا ينبغي أن تؤدي إلى أي إجراء للتطبيع الدولي مع النظام في سوريا. لن نتخلى عن الشعب السوري ونلتزم بتنشيط السعي لإيجاد حل سلمي بناء على القرار الدولي 2254. 

وجاء عن مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوري غير بيدرسون: التقدم نحو الحل في سوريا يتطلب تنازلات من اللاعبين الأساسيين داخليا وخارجيا. ويدعو إلى إطلاق حوار أو صيغة دولية جديدة للحل في سوريا لا سيما أن الصراع السوري “بات دولياً” ومعظم قضايا حله “ليست بيد السوريين”. ما نحتاجه اليوم إطلاق حوار أو صيغة دولية جديدة ونحتاج خطوات واضحة وتدريجية تنفذ بشكل متبادل من قبل كل الأطراف. وأضاف: الحل السياسي هو الحل الوحيد والحل ما زال ممكناً إذا كان هناك انخراط صادق من قبل القوى الدولية بغرض إيجاد تسوية سلمية.

علق وزير الخارجية الأمريكي على الهجوم الذي تعرض له مشفى مدينة الأتارب عبر تويتر: ندين الهجوم على مستشفى مدينة الأتارب غربي حلب وهذا العنف يجب أن يتوقف. وفي حديثه في مجلس الأمن قال الوزير الأمريكي: السيادة لا تعني حرمان الناس من المساعدات وإغلاق المعابر لا يصب في مصلحة السوريين. حياة الناس في سوريا تتوقف على المساعدات الطارئة وعلينا السماح بإيصالها عبر 3 معابر. والحل الطويل الأمد الوحيد للمعاناة في سوريا هو تسوية سياسية تستند للقرار الدولي 2254. وفي تصريح آخر له قال بلينكن: الفساد المنهجي وسوء الإدارة الاقتصادية لنظام بشار الأسد أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية الرهيبة للشعب السوري. الشعب السوري واجه فظائع لا حصر لها بما فيها الضربات الجوية للنظام وروسيا والاختفاء القسري وهجمات الأسلحة الكيماوية.

أما الرئيس التركي رجب طيب أردوغان فقال: سنواصل جهودنا حتى تصبح سوريا بلداً يديره أبناؤه بمعنى الكلمة. ونقف إلى جانب الشعب السوري. من جهة أخرى، مسؤولو أمن أتراك يقولون إن إعلان روسيا فتح معبرين حدوديين إلى شمال غرب سوريا غير صحيح. فروسيا قدمت مقترحا لفتح معابر حدودية مع سوريا والقول إنها فتحت غير صحيح. وقال نائب وزير الخارجية التركي: حل الأزمة السورية أساسي لعودة اللاجئين وهناك أجندة في شمال شرق سورية تهدد الأمن.

وقال وزير الخارجية البريطاني: يجب التوصل إلى مسار سياسي تحت رعاية الأمم المتحدة لإنهاء “الصراع السوري”. العمليات العسكرية في شمال سوريا مرفوضة وتؤدي إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية.

وفي نفس السياق وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان يقول: التسوية السياسية بإشراف أممي هي الحل الوحيد للأزمة السورية، مطالباً إيران بوقف مشروعها الطائفي في سوريا، مشددا على أن تلك التسوية هي شرط المساهمة في إعمار ذلك البلد.

وفي تصريح آخر المبعوث الأممي إلى سوريا يقول: مستمرون في دعم كل الأطراف من أجل التوصل إلى إصلاح دستوري وخلق عودة طوعية للاجئين. لا يوجد حل عسكري للأزمة السورية ولا يمكن أيضا السماح باستمرارها.

وذكرت مصادر روسية أن بشار الأسد يشكل نقطة خلاف بين روسيا وتركيا. وفي تصريح لوزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف يقول: النزاع في سوريا يبدو في وضع مجمد واستمراره على هذا النحو يهدد بانهيار الدولة السورية.

ثانيا: الحراك السياسي

المنسق العام لـ”هيئة التنسيق الوطنية للتغيير الديمقراطي” حسن عبد العظيم المقيم في دمشق يعتبر أن الانتخابات الرئاسية التي سيجريها النظام “شكلية” ويدعو لمقاطعتها.

وصول وزير الخارجية السوري فيصل المقداد والوفد المرافق له إلى مطار مسقط الدولي في زيارة رسمية لسلطنة عمان تستمر عدة أيام.

وجاء عن معاذ الخطيب: للمرة الأخيرة. ندعو بشار الأسد لتقديم الاستقالة.

وعن المجلس العسكري الذي تزايد الحديث عنه في الفترة السابقة قال برهان غليون: فكرة المجلس العسكري غذت الآمال بالحل.

وجاء عن مؤتمر بروكسل للمانحين أن الاتحاد الأوروبي يتعهد بتقديم 560 مليون دولار مساعدات للسوريين. والخارجية الأمريكية تعلن عن مساعدات إنسانية للسوريين بقيمة تناهز 600 مليون دولار. ووزير الخارجية القطري: نتعهد بتقديم 100 مليون دولار لتخفيف وطأة الكارثة الإنسانية في سوريا. وألمانيا تتعهد بتقديم أكثر من مليار يورو للسوريين.

وأخيرا، الخارجية الأمريكية توجه دعوة للطبيبة السورية “أماني بلور ” لحضور جلسة مجلس الأمن.

ثالثا: التطورات الميدانية

كانت أهم الأحداث الأمنية على الشكل التالي:

  • المرصد السوري لحقوق الإنسان: قيادي ضمن الحرس الثوري الإيراني قُتل برفقة مرافقه وهو أيضاً إيراني الجنسية، وذلك جراء انفجار لغم أرضي بهما في بادية الميادين شرقي دير الزور، ضمن مناطق نشاط تنظيم داعش.
  • المرصد السوري لحقوق الإنسان يؤكد مقتل 12 من قوات النظام السوري على الأقل في كمين لمسلحين في ريف درعا الغربي.
  • سقوط عدد من القتلى في صفوف قوات النظام نتيجة الاشتباكات مع عناصر فصائل المعارضة سابقاً في بلدة المزيريب غربي درعا.
  • انفجار سيارة مفخخة في مدينة عفرين شمال حلب.
  • استهداف سيارة مصفحة تابعة لفرع أمن الدولة التابع لنظام الأسد بعبوة ناسفة في مدينة جاسم شمالي درعا.
  • اغتيال النقيب “حسين نزهة” رئيس مفرزة المخابرات الجوية التابعة للنظام على يد مجهولين في مدينة نوى بريف درعا الغربي.
  • قوات النظام تقصف مشفى الأتارب
  • ارتفاع عدد القتلى إلى 5 بينهم طفل وامرأة إثر القصف الذي شنته قوات النظام على مشفى الأتارب الجراحي وفق مكتب الأتارب الإعلامي.
  • انفجار سيارة مفخخة قرب معبر الغزاوية الفاصل بين مناطق سيطرة الجيش الوطني وهيئة تحرير الشام بريف حلب الغربي.
  • الجبهة الوطنية للتحرير تستهدف بالمدفعية الثقيلة مواقع قوات النظام في الفوج 46 ردا على قصف النظام لمشفى الأتارب غرب حلب.
  • قوات النظام تستهدف بقذائف المدفعية محيط النقطة التركية في قرية الحدادة شمالي اللاذقية.
  • الطيران الحربي الروسي يستهدف بعدة غارات أطراف مدينة سرمدا بريف إدلب الشمالي.
  • الدفاع التركية: نظام الأسد استهدف منطقة منزوعة السلاح بإدلب وأرسلنا بيانا للجانب الروسي لوقف الهجمات فورا.
  • مقتل مدني وإصابة مدنيين أخرين جراء قصف الطيران الحربي الروسي بغارات جوية كازية معبر “باب الهوى” شمال إدلب.
  • الدفاع المدني السوري: لليوم الثاني قوات النظام تقصف المناطق الحيوية في الشمال السوري وتستهدف سوقاً لبيع المحروقات غرب بلدة سرمدا بريف إدلب الشمالي بستة صواريخ خلفت حريقاً بخزانات الوقود ودماراً كبيراً بممتلكات المدنيين.
  • الجيش الوطني السوري يعلن مقتل 10 عناصر من قوات سوريا الديمقراطية بعملية “نوعية” على محور مرعناز بريف حلب الشمالي.
  • صفحات موالية تعلن مقتل “كنعان أحمد الحريري” من مرتبات ميليشيا “الدفاع الوطني” والنقيب “محمد علي حسين” جراء استهداف سيارتهم بصاروخ موجه على جبهة بسرطون بريف حلب الغربي.
  • المرصد: قصف آبار نفط خاضعة لسيطرة إيران في البوكمال.
  • مراسل حلب اليوم: اغتيال المدعو “أحمد ناصر المصري” أحد عناصر فصائل المعارضة سابقاً على يد مجهولين في بلدة تسيل غربي درعا.

وفي أخبار أخرى متفرقة تعكس الأوضاع داخل سوريا تم رصد التالي:

  • حكومة النظام ترفع سعر ليتر البنزين أوكتان ٩٥ إلى ٢٠٠٠ ليرة سورية والبنزين أوكتان ٩٠ المدعوم وغير المدعوم إلى ٧٥٠ ليرة وجرة الغاز إلى ٣٨٥٠.
  • لمواجهة الانهيار الاقتصادي: بشار الأسد يمنح الموظفين ١٠ دولارات.
  • وزير النفط السوري: 90% من احتياطي نفط سوريا تحت سيطرة أميركا.
  • وزارة النفط في حكومة النظام تقدر الخسائر الإجمالية لقطاع النفط في سوريا بـ 92 مليار دولار.
  • مدير مشفى دمشق يحذر من الذروة الثالثة لجائحة “كورونا”.
  • ميلشيا حزب الله تضغط على مزارعي القصير لشراء أراضيهم.
  • إيران تفتح مكتباً في حلب للتجنيد في ميليشيا كتائب الإمام علي التابعة لها. وتغري الشباب المتهرب من الخدمة العسكرية والمنشقين عن النظام بتسوية أوضاعهم حال انتسابهم للميليشيا.
  • الإعلان عن مؤتمر للمعارضة الداخلية في دمشق برعاية نظام الأسد.
  • بعد تدهور الأوضاع الاقتصادية. علويون يطالبون الأسد بالرحيل.
  • منظمات تركية تبدأ مشروع حفر آبار في مخيمات الشمال السوري.
  • نظام الأسد يحاول حشد العشائر السورية إلى صفه قبيل الانتخابات المزعومة.
  • في وقت تعاني فيه سوريا من تداعيات كورونا. وزير الصحة اللبناني حمد حسن يشكر رأس النظام السوري بشار الأسد على منحه 25 طناً من الأكسجين.
  • خروج مظاهرة في مدينة عفرين وعدة مناطق أخرى رفضا لقرار فتح المعابر مع مناطق النظام.
  • رئيس الحكومة السورية المؤقتة عبد الرحمن مصطفى ينفي فتح معابر بين المناطق المحررة شمالي سوريا ومناطق النظام.
  • صحيفة الوطن الموالية: محافظة اللاذقية التابعة للنظام تطلب من المديرين في المدينة تخفيف نسبة دوام الموظفين بنسبة 30 إلى 40 بالمئة بسبب نقص المازوت وعدم قدرة الآليات على نقل الموظفين.
  • نظام الأسد يقتحم مقر مؤتمر (جود) في دمشق ويمنع الصحفيين من التغطية.
  • اجتماع للجنة المركزية مع اللجنة الأمنية التابعة للنظام في درعا بحضور مندوبين روس لمناقشة مقتل 21 عنصراً من “الفرقة الرابعة” في السادس عشر من آذار الجاري بحسب شبكة “درعا 24”.
  • وزارة النفط التابعة للنظام تعلن أن تعطيل حركة الملاحة في قناة السويس منذ 4 أيام انعكس على توريدات النفط إلى مناطق سيطرة النظام في سوريا.
  • الوزارة: سنقوم بترشيد توزيع الكميات المتوفرة من المشتقات النفطية بما يضمن توفرها حيوياً لأطول زمن ممكن.
  • روسيا تقول إنه تم إغلاق المعابر الإنسانية التي افتتحت مؤخرا بسبب تعرضها للهجمات من قبل الإرهابيين.
  • مصادر النظام تعلن تعافي بشار الأسد وزوجته من الإصابة بفيروس كورونا.

رابعا: قضايا ذات صلة بالشأن السوري

أثار الرئيس الأمريكي ضجة واسعة من خلال تصريحه لشبكة أيه بي سي: بوتين قاتل وسيدفع ثمن تدخله في الانتخابات الأمريكية. فيرد رئيس مجلس الدوما الروسي: تصريحات بايدن بحق بوتين إهانة للمواطنين الروس وتعبر عن هستيريا العجز. وتهجم بايدن على بوتين يعد تهجما على روسيا.

وفي تصريحات أخرى، الخارجية الروسية تقول: توسيع واشنطن عقوباتها ضد موسكو خطوة لا تضيف فرصا لتطبيع العلاقات بين البلدين. واشنطن تتحمل مسؤولية تدهور العلاقات مع موسكو.

وجاء تعليق من البيت الأبيض: علاقات إدارة بايدن مع روسيا ستكون مختلفة تماما عما شهدناه خلال السنوات الأربع الماضية.

وعلق بوتين على حديث بايدن عنه: أتمنى له الصحة. الولايات المتحدة تظن أننا مثلهم ولكن لدينا شفرة جينية مختلفة. وأضاف: سنواصل العمل مع الولايات المتحدة لكن على النحو الذي يفيدنا ويتعين عليها أن تحسب حسابا لروسيا. القيادة الأمريكية مصممة على تشكيل علاقاتها مع روسيا وفق شروطها ونحن سنعمل معهم وفق شروطنا.

وفي تعليق آخر: الخارجية الروسية: واشنطن ليست مستعدة بعد لإدراك عواقب معاداة روسيا على استقرار العالم.

المبعوث الأمريكي لإيران: هجمات وكلاء إيران على قواتنا بالعراق تصعب على إدارة بايدن العودة للاتفاق النووي.

من جهة أخرى، المبعوث الأمريكي لإيران يقول: يمكن لواشنطن وطهران التفاوض من خلال طرف ثالث إذا لم ترغب إيران في محادثات مباشرة. إن حملة الضغوط القصوى التي انتهجتها الإدارة السابقة ضد إيران كانت فاشلة، ونريد الوصول لموقف يمكننا من رفع العقوبات عن طهران ويمكنها من الامتثال للاتفاق النووي. وأضاف: لا نشعر بالرضا من العقوبات على إيران ونرغب في إجراء حوار معها بالصيغة التي ترضيها.

وفي تصريح ذي صلة، وزير خارجية إسرائيل غابي أشكنازي خلال تصريحات لوكالة “تاس” الروسية يشترط انسحاب الميليشيات الإيرانية من سوريا لإيقاف الغارات الإسرائيلية على البلاد.

وفي أخبار أخرى:

  • قطر وبريطانيا توقعان اتفاقية لدعم التعليم في المناطق المحررة.
  • الرئيس التركي أردوغان بالمؤتمر العام السابع لحزب العدالة والتنمية الحاكم: تركيا مصممة على زيادة عدد أصدقائها وإنهاء حالات الخصومة. سننهي الخصومات لتحويل المنطقة إلى “واحة سلام”.
  • وسط التوتر مع واشنطن. الصين وإيران توقعان “اتفاقاً استراتيجياً”.

خامسا: دراسات ومقالات حول القضية السورية

في خبر نقلته قناة العربية نقلا عن مركز أبحاث: بقاء الأسد كلف سوريا نصف مليون قتيل و1.2 تريليون دولار.

ومنظمة هانيدكاب إنترناشونال الفرنسية تقول: حالة الطوارئ لم تتوقف في سوريا منذ بدء النزاع قبل عشر سنوات وإعادة إعمار البلاد ستستغرق أجيالاً عدة.

وذكرت صحيفة الشرق الأوسط أن الاتصالات السياسية بين واشنطن وموسكو حول سوريا “جامدة تماماً” في أعقاب التصريحات النارية بين الرئيسين الأميركي جو بايدن والروسي فلاديمير بوتين.

 دراسة لمركز جسور توضح عدد سكان سوريا

  • – عدد القتلى والمغيبون يفوق المليون
  • – عدد السوريين خارج سوريا 9.9 مليون
  • – عدد السوريين داخل سوريا 16.4 مليون، يتوزعون كالتالي:
  • أ. نصف مليون في الجنوب السوري
  • ب. عدد السكان في مناطق عصابات الأسد 9.4 مليون
  • ج. عدد السكان في مناطق الشمال السوري 4 مليون
  • د. عدد السكان في مناطق قسد 3 مليون.

وقال منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة: هناك 13.4 مليون شخص في سوريا يحتاجون إلى مساعدات إنسانية. ولدينا أكثر من 4 ملايين شخص في شمال غرب سوريا يعتمدون على المساعدات الغذائية. وأضاف: من الواضح أن الهجوم على مستشفى الأتارب الجراحي غرب حلب قبل أيام كان متعمدا. و70% من السكان في شمال شرق سوريا بحاجة إلى مساعدات عاجلة.

كما قال مركز جسور للدراسات إن أمام المعارضة فرصة مهمة لتحويل مدينة إدلب إلى منطقة آمنة مستدامة. وأضاف أن تحويل الفصائل للمنطقة إلى آمنة يحتاج إلى مزيد من التنسيق فيما بينها عسكرياً وسياسياً وكذلك مع تركيا. وأكد أن مستقبل إدلب أصبح مرهونا بالدرجة الأولى بحفاظ روسيا وتركيا على نظام وقف إطلاق النار.

سادسا: رؤية تحليلية

مع اقتراب موعد التمديد لقرار مجلس الأمن الذي يسمح بإدخال المساعدات الإنسانية عبر الحدود، تمارس الدول الكبرى ضغوطا ملحوظة من أجل منع الفيتو المتوقع من قبل روسيا، وفي نفس الوقت، يسعى النظام السوري جاهدا لإيجاد تخريجة تناسبه لإنجاز انتخاب رئيس الجمهورية، ومحاولة التجديد لرأس النظام لولاية رابعة، وهو ما لاقى اعتراضا واسعا من كافة دول العالم مع التصريح برفض الاعتراف بهذه الانتخابات. لذلك، كثرت التصريحات الدولية التي تطالب بتنفيذ القرار 2254 الذي يتضمن النقل السلمي للسلطة من خلال هيئة حكم انتقالية. وضمن سياق الضغوط والدعم للقضية الإنسانية في سوريا، كان ملفتا ما قامت به الولايات المتحدة الأمريكية عندما دعت الطبيبة السورية “أماني بلور” لحضور جلسات مجلس الأمن كممثلة عن الشعب السوري. وفي نفس السياق، جاء عن مؤتمر بروكسل للمانحين أن الاتحاد الأوروبي يتعهد بتقديم 560 مليون دولار مساعدات للسوريين. والخارجية الأمريكية تعلن عن مساعدات إنسانية للسوريين بقيمة تناهز 600 مليون دولار. ووزير الخارجية القطري: نتعهد بتقديم 100 مليون دولار لتخفيف وطأة الكارثة الإنسانية في سوريا. وألمانيا تتعهد بتقديم أكثر من مليار يورو للسوريين.

رغم ذلك، وحتى الآن، يبدو أن النظام قد أعد بمعية حلفائه التقليديين -روسيا وإيران-الخطط لمواجهة هذه الضغوط بضغوط مضادة بهدف إحراج العالم، وكالعادة دائما، لا تخرج مخططاتهم وأفكارهم عن سياق تخطيط وتفكير رجل العصابة، فالإضافة إلى النية بإغلاق الحدود أمام المساعدات الإنسانية، هناك نوايا أشد خبثا يمكن تلمس بعض جوانبها من خلال قصف المعابر وقصف المناطق التي يُكرر فيها النفط في المناطق المحررة، والادعاء بفتح معابر إنسانية ثم الادعاء بإغلاقها بحجة تعرضها لاعتداءات من قبل من أسمتهم روسيا بالإرهابيين.

وعلى الصعيد الدولي، يبدو أن سوء الطالع مازال يلاحق السوريين، فبينما كانت الإدارة الأمريكية السابقة تمارس الضغوط القصوى على إيران في مقابل علاقات جيدة إلى حد ما مع روسيا، تقوم الإدارة الأمريكية الحالية بالعكس، فهي تصعد وتهدد باتجاه روسيا، بينما تتودد لإيران بهدف إعادتها إلى الاتفاق النووي، وبين هذا وذاك، تبقى القضية السورية في وضع التأجيل باعتبارها ليست أولوية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى