التقارير الرصدية في عام 2020

التقرير الرصدي من 1 حتى 15 تشرين الثاني 2020

يسعى هذا التقرير إلى رصد أهم المواقف للدول الفاعلة في الشأن السوري على المستوى الإقليمي والدولي من خلال رصد أهم التصريحات الرسمية واللقاءات والاتفاقيات ذات الصلة، مع تقديم رؤية تحليلية تساعد القارئ في تركيب صورة ذهنية مترابطة حول تطورات القضية السورية وماهية أدوار الدول.

المحتويات

  • أولا: القوى الدولية  
  • ثانيا: القوى الإقليمية
  • ثالثا: القوى المحلية
  • رابعا: أخبار كورونا في سوريا    
  • خامسا: رؤية تحليلية

أولا: القوى الدولية

الولايات المتحدة الأمريكية

ذكرت صحيفة الشرق الأوسط أن أحد مستشاري جو بايدن أكد للجالية السورية في أمريكا أنه في حال فاز المرشح الديمقراطي بالانتخابات الرئاسية فإن السياسة الأمريكية بخصوص سوريا ستصبح أكثر فعالية مع المجتمع الدولي. وأضافت الصحيفة: بايدن سيبلغ بوتين أن الولايات المتحدة وأوروبا لا يمكن أن تدعم أي عملية إعادة إعمار في سوريا دون حدوث إصلاح سياسي وحركة موثوقة بشأن القضايا الإنسانية والمسائل الرئيسية بما في ذلك إطلاق سراح المعتقَلين، وأن بايدن سيبحث عن طرق لتعزيز العمليات التركية في إدلب التي تحمي حالياً ما يقرب من ثلاثة ملايين شخص من هجمات النظام وروسيا بغض النظر عن الخلافات التركية الأمريكية. وفي سياق آخر أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية أن الولايات المتحدة فرضت عقوبات على 8 أفراد و11 كيانا سوريا من بينهم شركات في قطاع النفط التابع للنظام، وذكر وزير الخزانة الأمريكي “ستيفن منوتشين” أن وزارة الخزانة عازمة على الاستمرار في ممارسة الضغط الاقتصادي على نظام الأسد ومؤيديه للقمع الذي يمارسه النظام. وأضاف “منوتشين”: الإجراء المذكور هو الجولة الخامسة من الإجراءات المتعلقة بسوريا من قبل وزارة الخزانة الأمريكية منذ دخول أحكام قانون قيصر لحماية المدنيين في سوريا لعام 2019 حيز التنفيذ. وفي نفس السياق قال نائب المتحدث باسم الخارجية الأمريكية “كيل براون”: تُظهر العقوبات عزمنا على تعزيز المساءلة بشأن فظائع نظام الأسد من خلال استخدام قانون قيصر، يجب على بشار الأسد وأنصاره إنهاء حربهم واختيار السلام على النحو الذي دعا إليه قرار مجلس الأمن رقم 2254. أما مندوبة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة كيلي كرافت فقالت: أمام نظام الأسد الاختيار ما بين اتخاذ خطوات نحو حل سلمي لهذا الصراع الممتد منذ ما يقرب من عقد أو مواجهة المزيد من العقوبات المُعرقلة.

وفي خبر آخر: المبعوث الأمريكي إلى سوريا “جيمس جيفري” يبلغ أوروبيين ومسؤولين عرب ومعارضين سوريين بانتهاء مهامه ويؤكد استمرار السياسة الأمريكية الحالية تجاه سوريا بصرف النظر عن نتائج الانتخابات. وفي حديث له أمام الكونغرس الأمريكي دافع جيفري عن سياسات الرئيس السابق دونالد ترامب فيما يخص سوريا ودعا الرئيس المنتخب للولايات المتحدة جو بايدن لمواصلة سياسات سلفه في الشرق الأوسط، وأضاف: قرار ترامب عام 2019 بسحب الجنود الأمريكيين من سوريا كان مفاجئا للجميع ولكن اقتنع ترامب لاحقاً بإبقاء نحو 200 عسكري لأسباب مختلفة، وذكر جيفري أن واشنطن قدمت ضمانة لقسد للمساعدة في صد أي هجمات محتملة من قوات الأسد وروسيا وتنظيم الدولة.

وفي أحدث تصريح له قال وزير الخارجية الأمريكي: نأمل من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات على من تسببوا بالأذى للشعب السوري. أما المبعوث الأميركي الجديد إلى سورية “جويل ريبورن”، فقد أكد في مكالمة هاتفية مع رئيس هيئة التفاوض أنس العبدة، على دعم الولايات المتحدة لعمل المعارضة على محاسبة النظام السوري والوصول إلى حل سياسي بموجب قرار مجلس الأمن رقم 2254.

روسيا

نقلت وكالات الأنباء تصريحا عن وزير الدفاع الروسي جاء فيه: تم اختبار جميع الأسلحة الروسية خلال العملية العسكرية في سوريا. وحول انسحاب بعض نقاط المراقبة التركية قال السفير الروسي ومبعوث بوتين إلى سوريا “ألكسندر يفيموف”: إن انسحاب الجيش التركي من عدد من نقاط المراقبة في سوريا، “يظهر بوضوح الاستمرار في تنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها في شهر آذار 2020 في موسكو”. وأضاف السفير الروسي: “صحيح أن هذه العملية تسير ببطء، ولكن هناك كل الأسباب للاعتقاد بأننا سنكمل هذا العمل حتى النهاية”، وقال أيضا إن “الوجود العسكري التركي والأجنبي الآخر في سوريا وغير المُنسّق مع دمشق هو كذلك عبارة عن أمر مؤقت”.

وفي تصريح للرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال: روسيا تؤيد عقد مؤتمر دولي حول اللاجئين والوفد الروسي سيكون من أكبر الوفود المشاركة. وقال الرئيس الروسي خلال لقائه نظيره السوري بشار الأسد عبر تقنية الفيديو: روسيا تواصل جهود تطبيع الوضع في سوريا، ووصف العمل ضمن صيغة أستانا بشأن سوريا بالفعال ويؤكد تحقيق الكثير والقضاء على بؤر الإرهاب. أما بخصوص اللاجئين قال بوتين: اللاجئون الشباب يمكن أن يشكلوا تهديداً للدول المضيفة من خلال الوقوع تحت تأثير المتطرفين. وأضاف: حجم الكارثة الإنسانية في سوريا لا يزال كبيراً. وروسيا تبذل قصارى جهدها لدعم التسوية في سوريا. هناك أكثر من 6.5 مليون لاجئ خارج سوريا معظمهم مواطنون قادرون على العمل، عاد نحو 850 ألف لاجئ إلى سوريا حتى الآن والعمل مستمر لعودة المزيد من اللاجئين على نحو طوعي.

ثانيا: القوى الإقليمية    

تركيا

الجيش التركي ينهي إخلاء نقطة المراقبة التركية التاسعة في مورك بريف حماة الشمالي بشكل كامل. وفي خبر ثان: الجيش التركي يبدأ بإخلاء نقطة المراقبة التركية في قرية شيرمغار بريف حماة الغربي. وفي خبر آخر: القوات التركية تبدأ بإخلاء نقطة الشيخ عقيل الواقعة بين قبتان الجبل وقرية الشيخ عقيل في ريف حلب الغربي، والقوات التركية تنهي بشكل كامل عملية إخلاء نقطتي المراقبة في شير مغار ومورك في ريف حماة ويجري حاليا إخلاء نقطة المراقبة في معرحطاط بريف إدلب الجنوبي. وذكرت الأنباء أن القوات التركية التي غادرت نقطة “شير مغار” بريف حماة تمركزت في نقطة جديدة على أطراف قرية البارة في ريف إدلب الجنوبي.

وعلى الصعيد السياسي صرح وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو: ستستمر أنقرة في مساعيها من أجل الحفاظ على وقف إطلاق النار في إدلب بهدف حماية أهالي المنطقة الأبرياء. أنقرة تتعامل مع الوضع في سوريا من منظور الأمن القومي والاستقرار الإقليمي. وبعد اتفاق وقف إطلاق النار الذي حصل بين أرمينيا وأذربيجان، والذي أنهى الحرب هناك، جاء عن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: نؤمن بإمكانية إيجاد حل للأزمة السورية على غرار الحل العادل الذي تحقق في إقليم قره باغ. وقال أيضا: يجب إقصاء نظام الأسد والتنظيمات الإرهابية في سوريا لتحقيق السلام في ذلك البلد. ونحن مستعدون للعمل مع القوى الفاعلة في المنطقة وعلى رأسها روسيا لبناء سوريا الجديدة.

ثالثا: القوى المحلية

مناطق النظام

أعلن النظام السوري عن تنظيمه مؤتمرا بخصوص عودة اللاجئين، وبهذا الخصوص جاء عن بشار الأسد أنه قال: الأولوية أمام الحكومة هي عودة النازحين إلى سوريا. الجزء الأكبر من اللاجئين يرغب بالعودة إلى سوريا والعقبة الأكبر بالنسبة إليه هو الارهاب والحصار. والحكومة السورية متحمسة للخروج بنتائج عملية من مؤتمر اللاجئين. واعتبر بشار الأسد أن موضوع اللاجئين في سوريا هو قضية مفتعلة ويقول إن تاريخ سوريا يخلو من هجرة جماعية. وأضاف: إن “الأغلبية الساحقة” من السوريين في الخارج يرغبون بالعودة إلى وطنهم. كما شكر الروس والإيرانيين على ما فعلوه في سوريا. وقال أيضا: هناك دول في الغرب تستغل اللاجئين السوريين لديها لأهداف سياسيّة. ونحن نعمل بدأب لإعادة كل لاجئ إلى سوريا لكن هناك عقبات كثيرة. فدول أوروبيّة والولايات المتحدة سعوا إلى تهجير السوريين من خلال دعم الإرهاب في بلدهم.  ومؤسسات الدولة حققت تقدماً في تقديم التسهيلات والضمانات لعودة مئات الآلاف من اللاجئين.

وعلى صعيد آخر، قوات النظام تطلق سراح 62 معتقلا من أبناء محافظة درعا معظمهم اعتقلوا عقب اتفاق التسوية. كما استهدفت قوات النظام بلدة الكرك الشرقي في ريف درعا بقذائف الهاون رداً على محاولة السيطرة على أحد الحواجز التابعة لفرع المخابرات الجوية في البلدة. وتحدثت الأنباء عن خروج العشرات من أهالي مدينة الحراك بريف درعا الشرقي بمظاهرة استنكاراً لعملية استهداف منازل المدنيين بقذائف المدفعية ودخول عناصر النظام إلى المزارع المحيطة في مدينة درعا.

أما بخصوص حوادث الاغتيال التي لم تتوقف في محافظة درعا فقد تواردت أنباء عن مقتل القيادي السابق في فصائل المعارضة هشام الغوراني في بلدة الشجرة بمنطقة حوض اليرموك بريف درعا الغربي بعد أن أطلق مسلحان يستقلان دراجة نارية النار عليه أمام منزله، كما قتل المقدم في قوات النظام “سوحان حسن عثمان” نتيجة اشتباكات على حاجز للمخابرات الجوية بالقرب من بلدة الكرك الشرقي في ريف درعا الشرقي. كما قتل عنصران من الفرقة الرابعة التابعة لقوات النظام على يد مجهولين في بلدة تل شهاب بريف درعا الغربي. ومجهولون يستهدفون أحد عناصر فرع الأمن العسكري التابع للنظام في مدينة جاسم بريف درعا الشمالي بعدة طلقات نارية ما أدى لمقتله على الفور.

وعلى إثر التوترات حصل اجتماع بين ممثلين عن بلدة الكرك بريف درعا ووفد ممثل عن الفيلق الخامس مع اللجنة الأمنية الممثلة للنظام في درعا، وانتهى الاجتماع بالاتفاق على تفتيش قوات النظام عدة منازل في بلدة الكرك في اليوم التالي برفقة عناصر تابعين للفيلق الخامس.

رابعا: أخبار كورونا في سوريا

إصابات كورونا في سوريا

  1. مناطق النظام
    • أعلنت وزارة الصحة في حكومة النظام عن تسجيل ٦٩ إصابة جديدة بفيروس كورونا ما يرفع عدد الإصابات المعلن عنها في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام إلى ٦٤٢١. كما أعلنت عن تسجيل 4 حالات وفاة ليرتفع عدد الوفيات إلى 329.
  2. المناطق المحررة
    • شبكة الإنذار المبكر تعلن تسجيل 270 إصابة جديدة بفيروس كورونا يوم أمس السبت في الشمال السوري ليصبح إجمالي عدد الإصابات 11428 حالة.
  3. المناطق التي تسيطر عليها قوات قسد
    • حسب الأرقام الصادرة عن الإدارة الذاتية” التابعة لقسد بلغ عدد وفيات كورونا في مناطق سيطرتها شمال شرق سوريا إلى 153 بعد تسجيل 4 وفيات جديدة وتسجيل 88 إصابة جديدة بكورونا ليرتفع الإجمالي إلى 5929 إصابة.

خامسا: رؤية تحليلية

اللعب في الوقت الضائع هي أبرز ملامح الفترة الحالية فمما لاشك فيه أن الانتخابات الامريكية لها انعكاسات واضحة على العديد من الملفات العالمية  ومنها القضية السورية، ولذلك يمكن القول إن اللاعبين الأساسيين ينتظرون وضوح هوية ساكن البيت الأبيض الجديد – والذي هو على الاغلب جون بايدن – ليحددوا رؤيتهم المستقبلية لطريقة التعامل مع اللاعب الأمريكي في القضية السورية، ولعل هذه الفترة  التي يمكن وصفها بالمائعة في السياسة الامريكية دفعت روسيا لتجربة استغلالها في عقد مؤتمرا ترويجي نظمته هي والنظام حول اللاجئين، وكان لافتا حجم المقاطعة التي شهدها المؤتمر والتي اعترف النظام بأن قسم كبيرا منها نتيجة الضغوط الامريكية وهو ما يظهر ثبات السياسة الأمريكية تجاه القضية السورية، كما أن حجم الاجرام الذي قام به النظام سيبقى يشكل دائما حرجا لأي دولة تحترم نفسها ومواطنيها للتعامل معه .

كما أن استمرار تركيا في سحب نقاطها المحاصرة يظهر بأن القرار التركي سيشمل جميع النقاط المحاصرة. وبالتالي، فنحن أمام إعادة انتشار شامل للقوات التركية بحيث يصبح خط التماس الذي حدد وفق اتفاق 5 آذار 2020 هو الخط المعتمد في تمركز القوات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى