مقابلات صحفية

مقابلة: مستقبل الجامعات في المناطق المحررة




مقابلة: مستقبل الجامعات في المناطق المحررة

د.عز الدين القدور
رئيس جامعة الشام العالمية

محاور المقابلة

  • مسألة الاعتراف بالشهادات الصادرة عن جامعات المناطق المحررة
  • مسألة قبول بعض الجامعات التركية بعض الخريجين من جامعات المحرر كطلاب دراسات عليا لديها
  • مسألة تفاوت قبول طلاب الشمال المحرر في الجامعات التركية
  • مقترحات تحسين مستوى القبول في الجامعات التركية
  • خطوة القبول في الدراسات العليا في تركيا قد تؤدي إلى اعتراف كامل
  • إقبال الطلبة على التسجيل في جامعة الشام على إثر قرار الجامعات التركية قبول بعض خريجي جامعة الشام العالمية

بعد أن أصبحت الجامعات في المناطق المحررة واقعا ملموسا بعد أن كانت مجرد أفكار ومحاولات ريادية، بدأت هذه الجامعات بتخريج أولى دفعاتها من الطلبة لينتقلوا إلى مرحلة ما بعد التخرج، وهي المرحلة المبهمة بالنسبة إلى معظم الطلبة، فمنذ السنوات الأولى أثير موضوع الاعتراف بالشهادات الصادرة عن هذه الجامعات، وهو موضوع مرتبط بالأساس بالحكومة المحلية، لذلك، تبين أن مسألة الاعتراف بالشهادات الصادرة عن هذه الجامعات مسألة معقدة، وربما مستحيلة ما لم يتم الاعتراف بالحكومة التي تدير هذه المناطق، إلا أن محاولات إحداث خرق في هذا الشأن لم تتوقف من قبل القائمين على هذه الجامعات.

مع بداية العام الدراسي الحالي تواردت أنباء عن قبول بعض خريجي هذه الجامعات كطلاب دراسات عليا في بعض الجامعات التركية، وهو ما اعتبره البعض سلوكا يشبه الاعتراف، ومدعاة للتفاؤل. حول هذا الموضوع التقى مركز نما للأبحاث المعاصرة مع الدكتور عز الدين القدور رئيس جامعة الشام العالمية، وهو الحائز على شهادة دكتوراه في العلاقات الدولية من جامعة محمد الخامس ـ أكدال في العاصمة المغربية الرباط. وكان الحوار على الشكل التالي:

  1. السؤال الأول: لدى طلاب الجامعات في المناطق المحررة شكايات حول مسألة الاعتراف بالشهادات الصادرة عن جامعات المناطق المحررة، وجامعتكم إحدى هذه الجامعات. ما تعليقكم حول هذا الموضوع؟
    • دعنا نسميها هواجس تؤرق الطلبة لأنها تتعلق بمستقبلهم، وهو أمر طبيعي، لأن مستقبلهم متعلق لحد بعيد بمدى الاعتراف بهذه الشهادة، ولكن الملاحظ حتى الآن أن هناك تعاونا من قبل المجالس المحلية والإدارات التابعة للحكومة السورية المؤقتة والمنظمات العاملة في المنطقة، ويمكن القول – بشكل عام – إن شهادات هذه الجامعات معترف بها من قبل سوق العمل بقطاعيه الخاص والعام، وإن كان هناك تفاوت في القبول بهذه الشهادات له علاقة بالجهة، أو الجامعة التي منحت الشهادة، وهذا الأمر، ربما، يعود إلى سياسة أو طبيعة بعض الجهات وتقييمها لهذه الشهادات.
  2. السؤال الثاني: مؤخرا، قبلت بعض الجامعات التركية بعض الخريجين من جامعات المحرر كطلاب دراسات عليا لديها. هل تعتبرون هذه الخطوة كافية لأن تكون بديلا عن موضوع الاعتراف؟
    • يمكن اعتبارها خطوة نحو الأمام لكنها غير كافية، فالأمر ما زال محصورا في دولة إقليمية واحدة، ونقصد الجارة تركيا، كما أن الأمر اقتصر على بعض الجامعات في أنقرة وإسطنبول، بالإضافة إلى كربوك فيما يخص جامعة الشام. وفي جامعة إدلب، لا أعلم عدد الجامعات التي استقبلت طلبتها، ربما ثلاث أو أربع أو خمس جامعات متنوعة. بالتأكيد هذا أمر إيجابي جدا، فعندما توجه الطلاب إلى “رئاسة أتراك المهجر والمجتمعات ذوي القربي” ((ytb ليقدموا أوراقهم ومن ثم يأتي القبول، فالخطوة تعتبر بمثابة اعتراف بقانونية هذه الشهادات. قد يكون هناك تبعات برأي البعض، مبدئيا، الحصول على الدكتوراه يمكن أن يستمر، ولكن بعد الحصول على الدكتوراه، هل يمكن قبول شهاداتهم في تركيا؟ أنا أعتقد أنه يمكن قبول تلك الشهادات في تركيا لأن أصحابها حصلوا على شهادة الماستر من جامعة تركية، ولا أحد ينظر إلى ما قبل ذلك. أي، لا أحد يعود إلى الشهادة الجامعية ويسأل عن مصدرها، فالجامعة قبلت بها. وبالتالي، مجلس التعليم العالي التركي (yok) لا يمنع قبول الشهادات الصادرة عن جامعات المناطق المحررة.
    • بالتأكيد، ليس هذا اعترافا قانونيا واضحا بشهاداتنا، ولكن الأمر يتعلق فيما إذا كان ال (yok) يضعها ضمن لائحة الجامعات المعترف بشهاداتها عند التعادل، وهو لم يفعل ذلك حتى الآن.
    • بالمختصر، قبول خريجي جامعات المحرر في بعض الجامعات التركية أمر إيجابي ولكنه ليس كافيا كبديل عن الاعتراف، ونتمنى أن تكون هناك خطوات أفضل مستقبلا.
  3. السؤال الثالث: لوحظ أن القبول لطلاب جامعات المحرر من قبل الجامعات التركية كان متفاوتا من حيث عدد المقبولين. ما لسبب بذلك برأيكم؟
    • يتعلق الأمر بداية بال (ytb) فهي قبلت العديد من طلاب جامعات المحرر الذين قدموا بشكل فردي وليس بجهد الجامعة، واتحدث عن جامعة الشام وليس عن جامعة إدلب، ولكننا قمنا بمتابعة الطلاب في المراحل الأخيرة وقدمنا خدمات كثيرة في بعض الأمور.
    • والملاحظ أن بعض الطلاب لم تقبل طلباتهم، ومنهم بعض طلاب جامعة الشام العالمية، فالموضوع لا يتعلق بالجامعة التي تخرج منها الطالب فقط، بل يتعلق بجهد الطالب والشروط الواجب توافرها في شهادة مقدم الطلب على ما اعتقد.
    • لاحقا، فيما يخص جامعة الشام العالمية؛ بذلنا جهودا خاصة من خلال التواصل مع جامعة “كربوك” ومحاولة إقناعهم بقبول طلابنا، وهو ما حصلنا عليه ونجحنا فيه، وهذا الجانب. أي، فيما يتعلق بجامعة “كربوك” يعود لجهود وسياسة الجامعة على مستوى العلاقات العامة.
  4. السؤال الرابع: ماهي مقترحاتكم لزيادة وتحسين مستوى القبول في الجامعات التركية، وما هي الإجراءات التي من المفترض أن تتخذها جامعات المحرر لزيادة أعداد المقبولين؟
    • أولى الخطوات؛ هي التعريف بالجامعة، فالتعريف بجامعاتنا الموجودة في الداخل وطرح المستوى التعليمي والمشاكل الموجودة فيها بكل شفافية يساعد على الارتقاء بمستوى الجامعة. فمثلا، جامعة الشام تواصلت مع جامعة ماردين، ومع جامعة سقاريا، ومع جامعة غازي عنتاب منذ مدة طويلة، ومن ثم عادت وتواصلت مع جامعات أخرى من أجل الحصول على خدمات بعض الأساتذة المدرسين والاستفادة من خبراتهم في جامعتنا، ولو كان في مرحلة الماجستير مبدئيا، وقريبا، بإذن الله، سوف نشهد دخول دكاترة أتراك من أجل التدريس في مرحلة الماجستير في جامعتنا، وقد سمحت لهم رئاسة جامعتهم بهذه المهمة بعد تواصل جامعة الشام معها وبمساعدة أكاديميين سوريين موجودين في تركيا يدرسون في تلك الجامعات، وفي هذا دليل على أن النشاط والتواصل يمكن أن يساهم بالتعريف بالجامعة.
    • التعريف بالجامعة والنشاط على مستوى العلاقات العامة يقودنا إلى تبادل الخبرات. وبالتالي، رفع السوية العلمية. وهو ما نعتقد أنه بالإضافة إلى مواءمة الخطة الدرسية لجامعاتنا مع الخطة الدرسية لدى نظيراتها التركية الخطوة الثانية التي يجب اتباعها لزيادة وتحسين مستوى قبول طلابنا في الجامعات التركية. بالطبع، ليس المطلوب أن تكون الخطة الدرسية في جامعاتنا مطابقة للخطة الدرسية في الجامعات التركية، بل مواءمتها قدر الإمكان، فالطالب عندما يحصل على كشف العلامات ويقدمه إلى إحدى الجامعات التركية، ثم يتبين أنه درس أكبر عدد من مواد التخصص لديهم، لا شك أن هذا الأمر سيذلل بعض العقبات التي تواجه الطلبة عند التسجيل في تلك الجامعات.
    • هذه بعض النقاط المهمة التي يجب أن تعمل عليها الجامعات في المناطق المحررة، وهو ما تعمل عليه جامعة الشام العالمية، ففي كلية الهندسة وفي بعض الكليات الأخرى أجرت الجامعة بعض التغييرات من أجل مواءمة الخطة الدرسية مع نظيراتها التركية قدر الإمكان.
  5. السؤال الخامس: هل تتوقعون أن تتحول هذه الخطوة في المستقبل إلى اعتراف كامل بمؤسسات التعليم العالي في المناطق المحررة من قبل مجلس التعليم التركي؟
    • من الصعب الإجابة بشكل جازم على هذا السؤال، لأن الموضوع يتعلق بالاعتراف بالحكومة بحد ذاته. أي، هو أمر سياسي وقانوني، فمجلس التعليم العالي التركي حتى لو صنف هذه الجامعات بأنها ذات سوية علمية جيدة، لكنه لا يمكن أن يعطي الاعتراف القانوني إلا بخلفيته السياسية، فمن أجل الاعتراف الكامل يجب أن يكون هناك اعتراف واضح بالحكومة السورية المؤقتة وحكومة الإنقاذ.
  6. السؤال الأخير: هل لاحظتم زيادة في إقبال الطلبة على التسجيل في جامعتكم على إثر قرار الجامعات التركية قبول بعض خريجي جامعة الشام العالمية كطلاب دراسات عليا لديها؟
    • طبعا كان التأثير ملحوظا بشكل واضح، فأعداد الطلاب المسجلين في جامعة الشام العالمية لهذا العام الدراسي كانت زيادة عن العام السابق بحوالي 50% أو أكثر قليلا، فاهتمام الجامعة بطلابها لا بد أن يكون عامل جذب للطلبة الجدد، وجامعتنا لم تقصر مع خريجيها في تقديم أي خدمة تستطيع أن تقدمها للخريجين، فتأمين فرصة إكمال الدراسات العليا في جامعة كربوك وتأمين السكن المجاني وبعض الخدمات الأخرى لابد أن يؤخذ بالاعتبار من قبل الطلبة، ولا نعتقد أن قبول بعض طلابنا في بعض الجامعات التركية هو عامل الجذب الوحيد للطلبة للتسجيل في جامعتناـ فنحن والحمد لله، استطعنا خلال السنوات السابقة أن نحصل على سمعة علمية جيدة من خلال الجهود التي بذلناها للارتقاء بمستوى التعليم في الجامعة.

وقد أجمل الدكتور عز الدين الواقع الحالي بما يلي

إن اهتمام إدارة الجامعة بالطلاب وتفاعلها مع متطلباتهم، بالإضافة إلى السمعة العلمية الحسنة، بالإضافة إلى الخطوة المشكورة التي أقدمت عليها بعض الجامعات التركية كانت من أهم عوامل الجذب للطلبة وزيادة إقبالهم على التسجيل في جامعة الشام.

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى