ترجمات

سوريا: 10 سنوات من الثورة عبر 10 صور

تزامناً مع مرور 10 سنوات على انطلاق الثورة السورية، نشرت ليا بولفريني[1]، مقالة بعنوان (سوريا: عشر سنوات من الثورة عبر عشر صور) في موقع مجلة Slate الإلكترونية[2] منذ بضعة أيام[3]. اختارت الكاتبة عشر صور من الثورة السورية تعبر كل واحدة منها عن قصص من قصص الثورة وقامت بالتعليق عليها. يقدم لكم مركز نما للأبحاث المعاصرة ترجمة لهذه المقالة مع التعليق على بعض ما ورد فيها من نقاط.

سوريا: 10 سنوات من الثورة عبر 10 صور

(الشعب يريد إسقاط النظام): بعد عشر سنوات يستمر صدى هذا الشعار الذي خرج من الشارع التونسي للمطالبة بمغادرة زين العابدين بن علي، ثم انتشر بسرعة في المنطقة، ليهتف به كل الذين شاركوا في الثورات العربية.

في 15 آذار 2021، ما زال الشعار المذكور مستمراً في سوريا، وفي إدلب بشكل خاص، حيث يحتفل المعارضون بالذكرى السنوية العاشرة للثورة.

 في مواجهة أولئك الذين طالبوا بالحرية والكرامة، لجأ بشار الأسد إلى قمع عنيف وقاتل. البلد اليوم في حالة دمار، والأسد دائماً في مكانه، يتجهز لإعادة انتخابه، مع سجل حافل ب500 ألف ميت، 100ألف مفقود، 5 ملايين و600 ألف لاجئ، 6 ملايين و700 ألف نازح (داخل البلاد)[4].

بقيت الأراضي السورية لوقت طويل مغلقة أمام الصحفيين الأجانب. كانت الحدود تُفتح وتُغلق بحسب خسائر وانتصارات النظام والمعارضة وداعش. شهدت السنة الأولى للثورة عدداً ضخماً من الصور التي تم أخذها وتحويلها من الناشطين، الذين تدربوا على المهنة، ليستجيبوا للحالة المستعجلة ويوثقوا صور المظاهرات ومن ثم المعارك.

بسرعة كبيرة، استولت البروباغندا الأسدية على الإعلام لتسحب الشرعية من صور المعارضين وتحاول فرض الصور التي تقوم بها، وهكذا ظهرت حرب القصص إلى جانب حرب السلاح. في الوقت الذي تحاول فيه دمشق دائماً فرض شعارها (الأسد أو الفوضى). يبدو بأنه يجب التذكير بأن (الأسد هو الفوضى).

نقترح هنا الرجوع إلى هذه السنوات العشر من الثورة عبر عشر صور، تعبر عن مراحل هامة من النزاع السوري، وتخبرنا بعض الشيء عما وصلت إليه سوريا.

الوقت الذي تحاول فيه دمشق دائماً فرض شعارها (الأسد أو الفوضى). يبدو بأنه يجب التذكير بأن (الأسد هو الفوضى).

نقترح هنا الرجوع إلى هذه السنوات العشر من الثورة عبر عشر صور، تعبر عن مراحل هامة من النزاع السوري، وتخبرنا بعض الشيء عما وصلت إليه سوريا.


[1] صحفية فرنسية متخصصة في المجال السياسي.

[2] المقالة الأصلية باللغة الفرنسية متوفرة عبر الرابط التالي: http://www.slate.fr/grand-format/syrie-dix-ans-revolution-dix-photos-bachar-el-assad-205715

[3] تم نشر المقالة في يوم 18-3-2021

[4] تصف الكاتبة بسخرية سجل بشار الأسد بالحافل، لأنه حافل بالإجرام بدلاً من أن يكون حافلاً بإنجازات تبرر ترشحه لولاية جديدة.


 الصورة1- في 28 نيسان 2011، متظاهرون سوريون ضد الحكومة يطالبون بإنهاء الحصار العسكري لنوى، المدينة الواقعة على بعد حوالي ثلاثين كم شمالي درعا، مركز الاحتجاجات ضد حكم بشار الأسد، وكالة الصحافة الفرنسية.

كان سكان درعا هم الذين بدأوا حركة الاحتجاجات. في 15 آذار 2011 خرجت مظاهرة أمام القصر العدلي للمدينة، احتجاجاً على التعذيب الذي تعرض له حوالي 15 شاباً، اعتقلتهم قوات الأمن التابعة للنظام منذ عدة أسابيع، بسبب كتابتهم على الحائط عبارة (جاي دورك يا دكتور)، إشارة إلى بشار الأسد، طبيب العيون.

عمّت المظاهرات سائر أرجاء البلاد، وردت قوات النظام منذ بداية الاحتجاجات بإطلاق النار على المتظاهرين السلميين، كان ذلك بدايةً لقمع دموي تعددت فيه الاعتقالات والإعدامات.

بينما كانت المطالبات الأولى للمتظاهرين تتمحور حول ديمقراطية الحكم، وإنهاء الفساد وحالة الطوارئ، والإفراج عن المعتقلين السياسيين، تركزت مطالباتهم بعد ذلك، وبسرعة كبيرة، حول رئيس النظام بشار الأسد (الطاغية يجب أن يغادر).

في 25 نيسان 2011 دخلت دبابات الجيش السوري إلى درعا، بينما كان الجنود يطلقون النار على المدنيين، انشق بعض العسكريين وانضم إلى صف الثوار، ساهم هذا الأمر لاحقاً في تحويل الصراع إلى عسكري.

 الصورة2- يعود تاريخها إلى 14 أيلول 2012، تظهر مقاتلين سوريين من المعارضة أثناء إحدى مواجهاتهم مع قوات النظام، أحد المقاتلين يطلق الرصاص وأمامه لوحة عليها صورة لبشار الأسد أضيفت له فيها قرون شيطان. صورة ماركو لونجاري، وكالة الصحافة الفرنسية.  

استخدمت قوات النظام السوري الطائرات الحربية وطائرات الهليكوبتر لقصف مدينة ومحافظة حلب، حيث دارت مواجهات عنيفة لأكثر من أربع سنوات،

شهد عام 2012 تعميم النزاع المسلح على أرجاء سوريا وأقلمته، مع وصول الدفعات الأولى من المقاتلين غير السوريين. وفي الصيف، حاول الجيش السوري الحر الهجوم على دمشق ومن ثم حلب، في 15 و19 تموز، فشلت معركة دمشق بالنسبة للثوار، الذين اضطروا للانسحاب بعد أسبوعين. إلا أن معركة حلب استمرت لحوالي أربع سنوات ونصف، انقسمت خلالها المدينة إلى قسمين: في الشرق أحياء للمعارضة، وفي الغرب أحياء للقوات الموالية للنظام، التي سيطرت على كل المدينة في النهاية.

استخدمت صورة بشار الأسد كثيراً في الصراع السوري، أحياناً تم رفعها والتلويح بها في المظاهرات المؤيدة لنظام الأسد، وفي أحيان أخرى تم حرقها أو تشويهها من قبل الثوار. تم استخدام هذه الصورة بشكل خاص كأداة للإهانة من قبل قوات الأمن، الذين كانوا يطلبون من الثوار والمعتقلين تقبيل صورة الأسد والحذاء العسكري.

الصورة3- سوريون في حداد أمام أجساد موضوعة في الأكفان، قبل تشييع جنازات ضحايا الهجوم الكيماوي في الغوطة الذي قامت به القوات الموالية للنظام في 13 آب 2013، التقطها عمار العربيني لوكالة شام الإخبارية ونشرتها وكالة الصحافة الفرنسية.

في ليلة 13 آب 2013 قصفت قوات النظام السوري غوطة دمشق، التي كانت تحت سيطرة قوات المعارضة، بصواريخ وقذائف تحتوي غاز السارين. لم تكن تلك المرة الأولى التي يستخدم فيها النظام السلاح الكيماوي في قصف الشعب، لكنه كان الهجوم الأكثر ضحايا من هذا النوع، حيث تسببت مجزرة الغوطة الكيماوية، بحسب الإحصائيات بمقتل 1845 شخص بالإضافة إلى 9924 جريح، كان ثلثا الضحايا من النساء والأطفال.

بينما تبنى الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما في عام 2012 التيار المتمسك ب(الخط الأحمر)، مهدداً النظام السوري بالانتقام منه إذا استخدم أسلحة كيماوية ضد الشعب، تراجعت الولايات المتحدة الأمريكية لاحقاً عن ضرب النظام السوري والتدخل الجوي في سوريا، مفضلةً التصويت على خطة لتفكيك مستودعات الأسلحة الكيماوية السورية، مقترحة من روسيا. لم يتم احترام هذه الخطة من قبل النظام، الذي عاود لاحقاً القيام بهجوم كيماوي. وهنا، يجب الإشارة بشكل خاص إلى هجوم كيماوي آخر بغاز السارين في مدينة خان شيخون، قام به النظام في 4 نيسان 2017، نتج عنه بين 100 و200 ضحية[5]. أفلت النظام من العقاب على هذه الجرائم التي تشكل جرائم ضد الإنسانية، وكان في هذا الأمر برهاناً على قوة النظام السوري[6].


[5] يعود عدم تقدير العدد الحقيقي لضحايا هذا الهجوم الكيماوي إلى غياب الإحصائيات الدقيقة، لذا تم تقدير الحد الأدنى والحد الأقصى لعدد الضحايا.

[6] قصدت الكاتبة بذلك قوة نفوذ النظام السوري بسبب حلفائه (روسيا والصين) الذين يمنعون مجلس الأمن من اتخاذ قرار بمعاقبة النظام على جرائمه ضد الإنسانية.


الصورة4- جهاديون يحتفلون بانتصارهم في الرقة، التي تم إعلانها عاصمة للدولة الإسلامية (ولاية الرقة). صورة خاصة لوكالة الصحافة الفرنسية.

في 30 حزيران 2014، طاف مقاتلو الدولة الإسلامية على دبابات في شوارع مدينة الرقة. في الليلة الماضية كان أبو بكر البغدادي قد أعلن (إعادة الخلافة) على الأراضي المسيطر عليها من قبل تنظيم داعش، مطلقاً على نفسه لقب (خليفة المسلمين).

تمدد التنظيم في المنطقة، مع سلسلة انتصارات في شمال وشرق العراق. سيطر التنظيم على مناطق شاسعة في محافظة دير الزور شرق سوريا. ودفع تمدد التنظيم على الأرض الولايات المتحدة الأمريكية إلى تشكيل التحالف الدولي في العراق وسوريا لقصف مواقع تنظيم الدولة الإسلامية. كان ذلك بداية تدخّل أمريكي في المنطقة ضمن استراتيجية مكافحة الإرهاب.

الصورة5- عبد الله كردي، والد إيلان كردي، الميت عن عمر 3 سنوات، غرقاً في البحر في تركيا عندما كان يحاول الوصول إلى جزيرة كوس في اليونان، التقطت الصورة في 6 أيلول 2015 في مدينة عين العرب السورية من قبل ياسين أكغول لوكالة الصحافة الفرنسية.

هاربة من عين العرب ومن سوريا بعد المجازر المرتكبة من قبل تنظيم داعش، ركبت عائلة (كردي) القارب ونزلت إلى البحر محاولة الوصول إلى الشواطئ الأوربية عبر تركيا باتجاه اليونان. في صباح 2 أيلول 2015 وجد رجال الشرطة الأتراك على شاطئ بودروم جثة الطفل إيلان كردي، ذو السنوات الثلاث.

صورة جثة الطفل التي التقطتها الإعلامية التركية نيلوفر ديمير جابت أنحاء العالم، وسببت ضجة في المجتمع الدولي حول مصير المهاجرين الذين يحاولون عبور البحر الأبيض المتوسط[7].

 في اليوم التالي أصدر فرانسوا هولاند وأنجيلا مركل بياناً مشتركاً يقترح على الاتحاد الأوربي “آليات دائمة وإلزامية لاستقبال اللاجئين وتوزيعهم بين الدول”. كان القارب البسيط (غير المجهز) ينقل 27 مهاجراً، مات منهم 12، كان من بينهم والدة إيلان كردي وأخوه ذو السنوات الخمس. خرجت جنازاتهم في مدينة عين العرب في 4 أيلول 2015. في الصورة المرفقة أعلاه يبدو عبد الله كردي، والد آلان، الذي نجا من الموت في البحر، وهو يزور أقاربه بعد انتهاء مراسم جنازات أفراد عائلته.


[7] يجب التذكير بموت الكثير من السوريين غرقاً في البحر أثناء محاولتهم الوصول إلى اليونان دون أن يشعر بهم أحد، إلا أن الصورة الملتقطة لجثة الطفل إيلان كردي ذو الثلاث سنوات هي التي أثارت موجة تعاطف دولي مع قضية اللاجئين السوريين.


الصورة 6- حي الشعار شرق حلب، يتصاعد الدخان فيه بسبب قصف القوات الموالية للنظام السوري. التقطت الصورة في 5-12-2016 من قبل جورج أورفاليان، لوكالة الصحافة الفرنسية.

مدعوماً من الروس، قام نظام بشار الأسد بعدة محاولات لاستعادة السيطرة على الأراضي في عام 2016. شكّل سقوط مدينة حلب في 13 كانون الأول 2016 انتصاراً حاسماً بالنسبة للقوات الموالية للنظام، التي تغلبت على قوات المعارضة التي كانت تسيطر على القسم الشرقي من مدينة حلب التي أصبحت معقلاً للثورة.

بينما تم إعلان وقف إطلاق نار برعاية روسية-تركية وبدأ تهجير مقاتلي المعارضة إلى محافظة إدلب. عادت اعتداءات قوات النظام منذ 14 كانون الأول واستمرت حتى 22 منه. تم تهجير سكان حلب تحت نيران قوات النظام ونتج عن ذلك ضحايا جدد. بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، في القترة ما بين آذار 2011 وكانون الأول 2016، قُتل على الأقل 21452 شخصاً في حلب، بينهم 5261 طفل[8].


[8] ما ذكرته الكاتبة من أرقام هو الحد الأدنى وقد اعتمدت فقط على إحصائيات المرصد السوري لحقوق الإنسان. بينما أشارت مصادر أخرى (كقاعدة بيانات شهداء الثورة السورية syrianshuhada.com) إلى استشهاد أكثر من 100 ألف شخص في محافظة حلب.


الصورة 7- لوحة كبيرة تظهر الرئيس السوري بشار الأسد بجانب حليفه الروسي فلاديمير بوتين، في آذار 2017. في حلب. كانت قوات النظام والقوات الموالية لها قد استعادت السيطرة على المدينة قبل بضعة أشهر بعد معارك في مواجهة قوات المعارضة. التقط الصورة جوزيف عيد، لوكالة الصحافة الفرنسية.

افتتح العام 2017 بسلسلة اجتماعات تم تنظيمها في كازاخستان، اعتباراً من 23 كانون الثاني، بزعم الوصول إلى عملية سلام برعاية روسيا، وتركيا وإيران. هذه المفاوضات سميت بمفاوضات آستانة واختتمت بمؤتمر في 4 أيار بين الدول المنظمة لها، دون أن يصادق عليه النظام أو قوات المعارضة، والتي كانت ممثلة بالائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة. وقد هدفت توصيات المؤتمر خاصةً إلى إنشاء مناطق (خفض تصعيد) تتم إدارتها من قبل الدول الضامنة في المناطق المسيطر عليها من قبل النظام والمعارضة.

مشاركة إيران في المحادثات أثارت انتقادات كبيرة من قبل وفد المعارضة والولايات المتحدة الأمريكية، الذين انتقدوا أيضاً مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعدم ضغطه على روسيا لوقف إطلاق النار واحترام اتفاق آستانة، فلم يتم وقف إطلاق النار حتى اليوم. وفي الوقت الذي تستمر فيه الحرب ظهرت مفاوضات آستانة كنافذة للتجميد وألعاب السلطة من المجتمع الدولي في الأزمة السورية.

الصورة 8- سكان مدينة كفر نبل يجتمعون لتوديع رائد فارس، الذي شكل رمزاً للثورة السورية، وكان معارضاً للنظام وداعش، اغتيل يوم 23-11-2018. التقط الصورة محمد حاج قدور، لوكالة الصحافة الفرنسية.

كان عمر رائد فارس 46 سنة عندما تم اغتيال هذا المقاتل التاريخي للثورة السورية، مع أحد رفاقه (حمود الجنيد) في مدينة كفر نبل يوم الجمعة 23 تشرين الثاني 2018.

اشتهر رائد فارس منذ بداية المظاهرات، حيث كان يصمم مع رفاقه شعارات ساخرة توضع على لافتات، يهاجم فيها النظام أو داعش أو روسيا، أو أي طرف آخر منخرط في النزاع السوري. كل يوم جمعة كانت هناك مظاهرة تحمل لافتة جديدة أو شعاراً جديداً أو رسماً كاريكاتيرياً جديداً من أفكار رائد فارس يقوم برسمه أحمد جلال، مع نفس الرغبة دائماً في الحفاظ على روح الثورة وعدم جعلها تنسى من قبل العالم.

اشتهرت مدينة كفر نبل الواقعة في محافظة إدلب بصمودها، حتى أصبحت رمزاً للمقاومة السلمية ضد نظام الأسد والمجموعات الجهادية. في عام 2013 أطلق رائد فارس إذاعة محلية سميت براديو فريش، تم دعمه بتمويل أمريكي، كان الراديو يبث تنبيهات حول هجمات قوات النظام في منطقة إدلب. في السنة التالية نجا رائد من عدة محاولات اغتيال نظمتها داعش وجبهة النصرة، التي اعتقلته لثلاثة أيام، قبل أن تغلق وتصادر محتويات راديو فريش بعد ذلك ببضعة أشهر.

في عام 2017، أثناء مشاركته عبر الإنترنت في منتدى أوسلو للحرية أعلن رائد (أعدكم بأن الثورة السورية ستغير وجه الشرق الأوسط، لأنها تغير الناس من الداخل. الثورات هي أفكار، ولا يستطيع أي سلاح أن يقتل أفكاراً).

تم دفن رائد فارس في نفس يوم اغتياله، حيث قام بوداعه كل أهالي كفر نبل.

الصورة 9- جنود من القوات الحكومية السورية يصعدون على عامود كهرباء مع علم الدولة السورية وعلم وحدات حماية الشعب (YPG)، في مدينة عين العرب شمال محافظة حلب، في 18 تشرين الأول 2019، صورة لوكالة الصحافة الفرنسية.

في الوقت الذي هزمت فيه قوات سوريا الديمقراطية تنظيم داعش في محافظة دير الزور، واضعة حداً لدولة الخلافة في آذار 2019، شهد نفس العام تدخلاً تركياً في شمال سوريا بهدف التخلص من الأكراد الموالين لقوات سوريا الديمقراطية.

بعد ثلاثة أيام من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سحب القوات الأمريكية إلى الحدود، أطلقت تركيا بالتعاون مع قوات المعارضة من الجيش الوطني السوري عملية نبع السلام، التي استمرت من 9 إلى 23 تشرين الأول 2019. نجحت العملية، رغم إدانة المجتمع الدولي، بالنسبة لتركيا التي استطاعت إيجاد منطقة آمنة على طول حدودها. دفعت هذه العملية القوات الكردية إلى التحالف مع دمشق، الذي تم تأكيده على أراضي روج آفا، ودفن الآمال بدولة كردية مستقلة.

في هذه الصورة التي يعود تاريخها إلى 18 تشرين الأول 2019، يرفع جنود بشار الأسد في مدينة عين العرب العلم الوطني للحكومة السوري، وعلم وحدات حماية الشعب (YPG) وعلم روج آفا، بالإضافة إلى صورة للرئيس السوري. قبل ذلك بيومين، دخلت القوات الموالية للنظام السوري مع جنود روس إلى المدينة، بعد اتفاق مع السلطات الكردية، بذريعة مواجهة الهجوم التركي. أصبحت مدينة عين العرب ذات رمزية كبيرة بالنسبة لأكراد سوريا، الذين كانوا قد استعادوها من تنظيم داعش في عام 2015، مع دعم من الولايات المتحدة الأمريكية.

الصورة 10- على الحدود بين تركيا واليونان، لاجئون يائسون من قدرتهم على الوصول إلى أوربا، المصور بولنت كيليتش، وكالة الصحافة الفرنسية.

عند معبر بازاركول الحدودي، الذي يعتبر نقطة التقاطع بين تركيا واليونان، ينتظر مهاجرون ولاجئون في طابور طويل توزيع الطعام. في 3 آذار 2020 داخل خيمة مصنوعة من غطاء بلاستيكي وعواميد خشبية، امرأة سورية تنتظر هي أيضاً عبور الحدود مع ابنها. قبل ذلك بأسبوع كانت أنقرة قد أعلنت فتح حدودها مع الاتحاد الأوربي، أدى ذلك من طرف اليونان إلى تشديد ضبطها للحدود لمنع تدفق المهاجرين، فقامت بتعزيز دورياتها على الأرض وفي البحر.

 منذ عام 2015 أصبحت اليونان البوابة الرئيسية للعبور إلى أوربا لمئات آلاف الأشخاص المهاجرين. واستخدمت تركيا، التي هي البلد الأكثر استقبالاً للسوريين (حالياً 3.3 مليون) ذلك أداة للضغط السياسي على الاتحاد الأوربي. منذ عام 2011، 5 ملايين و600 ألف شخص فرّوا من سوريا بسبب النزاع الذي سببه نظام بشار الأسد.

حتى تاريخ إعداد هذه الورقة مازالت المأساة السورية مستمرة، ومازال المجرمون في مأمن من العقاب أمام عجز عالمي على إيجاد حل ينهي معاناة هذا الشعب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى